الاخوة في مجلة "الوسط"، فاجأتنا "الوسط" برسائل يقول الموضوع المنشور حولها، ان الشاعر العراقي الكبير الراحل بلند الحيدري وجهها الى "مواطن" له يعيش في فلسطينالمحتلة. ويعتقد أن الرسائل صحيحة اذ لا يمكن بأي حال من الأحوال التزييف في مثل هذه الأمور الخطيرة. ومع هذا لفت انتباهنا أمر أساسي، شكلي على أي حال، هو أن الرسائل مكتوبة بلغة في غاية الركاكة وتحمل العديد من الاغلاط الاملائية مما يتنافى مع القيمة اللغوية والفكرية لشاعر كبير من طينة بلند الحيدري. وحسنا فعلتم اذ تركتم الرسائل على حالها فلم تنقحوها ولم تتدخلوا فيها. فهل حقاً هناك هذه الازدواجية اللغوية لدى الشعراء: يتفننون في تزيين قصائدهم باللغة الجميلة، ثم حين يكتبون لأنفسهم أو لأصدقائهم ينسون الفصاحة والقواعد وجمال اللغة ويكتبون بلغة ساذجة ركيكة؟ غير أن الأهم والأخطر من هذا، هو مضمون الرسائل: فعلى الرغم من أن الحيدري، رحمه الله، يخاطب "مواطناً" له يعيش في فلسطينالمحتلة، أي في اسرائيل، نراه ولا مرة يذكر فلسطين أو القضية الفلسطينية. فهل الاتيان على ذكر هذا هو من الكماليات لدى الشعراء، وللتصدير الخارجي فقط؟ ثم، لماذا لم تنشر الرسائل في حياة الشاعر؟ لماذا الانتظار بضع سنوات بعد موته؟ ولماذا تنشر مجلة "الوسط" نفسها الرسائل من دون تعليق ومن دون مناقشة؟ انه أمر محير جداً، ومقلق. وسامحوني ان كنت أطلت عليكم. منذر الموصللي باريس - فرنسا لقد نشرنا الرسائل كما وصلتنا تماماً. ونحن نعرف خط شاعرنا الراحل لذلك فنحن متأكدون من أنه هو كاتبها. اما بصدد "اللغة الركيكة" فنحن نشرنا الرسائل كوثيقة، وناشرو الوثائق لا يتدخلون فيها عادة. وبالنسبة الى تعليقنا غير الوارد، فاننا آثرنا تقديم الرسائل على حالها، تاركين للقراء، ولزملاء الشاعر أن يعلقوا على الأمر كما يشاءون، وسننشر أي تعليق يردنا، كما فعلنا مع رسالتك هذه. علماً بأننا نشاطرك تساؤلاتك وحيرتك، واقبل تحياتنا.