تواصل مجموعة فولكسفاغن تقدمها في مفهوم القواعد المعيارية Modular platforms، بإطلاق الجيل الرابع من موديل "غولف" في معرض فرانكفورت الدولي للسيارات سيفتتح في 11 أيلول سبتمبر الجاري على القاعدة ذاتها التي نزلت في آودي "آي 3" السنة الماضية، وفي فولكسفاغن "بيتل/الخنفساء" التي سيبدأ إنتاجها في المكسيك في آذار مارس المقبل، قبل بروزها لاحقاً في الجيلين المقبلين من موديلَي سيات "تويليدو" وسكودا "فافوريت". وفي مفهومها الذي أعلنته منذ 1993، لا تعني المجموعة الألمانية الصانع الأول أوروبياً بالقاعدةِ مجموعةً ثابتة من القطع المشتركة الأرضية والمحرّكات وعلب السرعات وأنظمة التعليق واللف وخزّانات الوقود بين عدد من الموديلات المنتمية الى القطاع ذاته، بل عدداً من المركّبات المشتركة التي يمكن أن تتشارك بها موديلات منتمية الى قطاعات مختلفة، مثل "الخنفساء" و"غولف"، أو مثلما تتشارك آودي "آي 4" وفولكسفاغن "باسّات" بقطع معيّنة بينما جاءت آودي "آي 6" مثلاً والمنتمية الى قطاع أعلى من السابقتَين على قاعدة معدّلة من "باسّات" لزيادة الحجم. على هذا الأساس، تنوي المجموعة زيادة عدد موديلاتها من السيارات السياحية تحت ماركاتها فولكسفاغن وآودي وسيات وسكودا خلال السنوات الثلاث المقبلة، من ال38 الحالية الى 51 موديلاً، علماً بأن تحقيق ذلك لن يتطلّب أكثر من قواعد مشتركة ثلاث، إنما متبدّلة المقاييس تبعاً لحاجات كل موديل في قطاعه. وفوق تلك القواعد الثلاث تُضاف قاعدة موديل آودي "آي 8" التي تحظى بمكانة مختلفة عن سائر موديلات المجموعة تنتمي الى القطاع الفخم العالي بموازاة مرسيدس-بنز "إس" وغيرها. تمثّل "غولف" الكثير لمجموعة فولكسفاغن، فهي السيارة الأكثر مبيعاً في أوروبا منذ سنوات. ومنذ إطلاق جيلها الأول، أنتجت منها أكثر من 17 مليون وحدة. مقارناً بالحالي، سيأتي الجيل المقبل بمساحة أكبر إذ أطيل الهيكل ككل 11 سنتم ليبلغ 131.4 متر وقاعدة العجلات 4 سنتم لتبلغ 513.2 متر كما عُرِّضَت السيارة 4 سنتم 735.1 متر. من حيث الشكل، ليست هناك "ثورة" واضحة في التغيير. فشكل "غولف" أليف جداً وتشير آراء زبائن الموديل الى تعلّقهم بطابعه المألوف. لذلك سيأتي التغيير خصوصاً في تحسين مستويات الجودة والتجهيزات، على غرار التحسين الواضح في موديلات المجموعة ككل. ومن النقاط الملفتة مثلاً ضيق الهوامش الفاصلة بين ألواح الهيكل حول الأبواب والصندوقين، والذي يعكس دقة عالية في الإنتاج ويؤدي الى خفض الضجيج، إضافة الى منح الناظر الى السيارة إنطباعاً بالجودة ولو لم يلاحظ ضيق الهوامش في حد ذاته. بعد صيغة الأبواب الخمسة، لن تتوقف "غولف" عند صيغ الأبواب الثلاثة والصندوق الممدود واغن والسقف القابل للكشف 1998، بل تنوي الشركة لاحقاً أيضاً إطلاق صيغة أحادية الهيكل مينيفان منافسة لرينو "سينيك" مبني على قاعدة "ميغان" ول"زفيرا" الموازية التي ستشتقها أوبل أواخر 1998 عن الجيل المقبل من موديل "أسترا" سينزل في الربيع المقبل، وموديل كوبيه يرث "كورّادو" الماضي، إضافة الى صيغة الأبواب الأربعة التي تُعرف بتسمية "فنتو". من ناحية المحرّكات ستبدأ الخيارات مع محرّك جديد من الألومينيوم قالباً وغطاء، سعته 4.1 ليتر في أسطوانات أربع سعتها 4.1 ليتر، وتعلوها ستة عشر صماماً، لتبلغ قوته 75 حصاناً. ويأتي فوقه خيار ال6.1 ليتر 100 حصان، ليعلوه مباشرة خيارا محرّكين جديدين آخرين في فئة "جي تي آي"، سعة كل منهما 8.1 مع خمسة صمامات لكل من الأسطوانات الأربع، ويختلفان بتمتّع أحدهما بشاحن توربيني متواضع الضغط، لرفع القوة من 125 الى 150 حصاناً. وللراغبين بمزيد من النعومة ستتوافر فئة بمحرّك الأسطوانات الخمس البالغة سعتها 3.2 ليتر 150 حصاناً، مع توقّع فئة مشحونة توربينياً ستبلغ قوتها في الكوبيه نحو 210 أحصنة، بينما ستضم خيارات الديزل 4 أسطوانات، 9.1 ليتر قوة 68 حصاناً، أو 90 حصاناً مع شاحن توربيني أو 110 أحصنة مع شاحن توربيني متبدّل الضغط. وستضم تجهيزات السلامة وسادتين هوائيتين مواجهتين، مع إمكان طلب أخريين إضافيتين جانبيتين في المقدّم أيضاً، ونظام ملاحة إلكترونية ومسّاحات ذاتية الإنطلاق فور تبلل الزجاج الأمامي .