بعدما قيل الكثير عن متاعب مجموعة فولكسفاغن في السنوات القليلة الماضية، بدأت العافية تعود الى الصانع الأوروبي الأول، لا بسبب نزول موديلاته الجديدة فحسب، بل خصوصاً بفضل بدء ظهور نتائج سياسته الإنتاجية الجديدة الرامية الى خفض عدد القواعد المعتمدة في ماركاته الأربع فولكسفاغن وآودي وسيات وسكودا من عشرين حالياً الى أربع فقط قبل حلول العام 2000، مع رفع تنويعات عروضه من 38 موديلاً حالياً، الى خمسين. طبعاً، ليست هناك معجزات في الأمر، بل تماشٍ مع تيار إستغلال القاعدة ذاتها لأكثر من موديل لدى أكثر من ماركة في مجموعات الصانعين. وتلك البوادر ظهرت ميدانياً في القاعدة المشتركة بين كل من موديلات آودي "آي 3" وسكودا "أوكتافيا" نزلا حديثاً والجيل الرابع من فولكسفاغن "غولف" سينزل الخريف المقبل، ومع الجيل المقبل من سيات "توليدو" في 1998، كما ظهر أيضاً في القاعدة المشتركة بين موديلَي فولكسفاغن "باسّات" وآودي "آي 6" الجديدين. من زاوية الإستراتيجية هذه تحديداً تدخل سيات "أروزا" الجديدة التي تمثّل قاعدتها المعروفة في مجموعة فولكسفاغن تحت تسمية "آي صفر" A0، رد صانع وولفسبورغ على مرسيدس-بنز التي ستطلق الخريف المقبل موديل "آي كلاس"، أو السيارة المدينية الصغيرة جداً خارجياً 53.3 متر ل"أروزا" التي تحمل إسم إحدى مدن شمال إسبانيا، و6.3 متر ل"آي كلاس" والموازية لسيارة صغيرة أو متوسطة-صغيرة تجهيزاً ومساحة داخلية. وتسبق "أروزا" شقيقتها المعروفة لدى فولكسفاغن برمز "إي آي 420" ببضعة شهور، مع فارق إعتماد هيكل بثلاثة أبواب لصغيرة سيات تتسع لأربعة ركاب، وأربعة أبواب خمسة ركاب لحاملة إسم الشركة الأم. أما دواعي تقدّم عدد متزايد من الصانعين نحو هذا القطاع، فهي تضم إعتبارات عدّة، يعود أولها الى تزايد إزدحامات السير في مدن الدول الصناعية حيث يبلغ معدّل طول الرحلة اليومية لثمانين في المئة من المتنقلين في بحر الأسبوع، نحو ثلاثين كلم. كذلك، يستفيد الصانعون من موديلات كهذه، لا سيما أصحاب الموديلات العريقة الأسماء كمرسيدس-بنز، بإدخال شرائح فتية الى عالم ماركتهم، على أمل الإحتفاظ بهم عند إبدال سياراتهم لاحقاً مع تزايد مداخيلهم. وطبعاً، كلما صغر حجم السيارة وقلّ ثمنها زادت مبيعاتها بفضل إتساع قاعدة القادرين على إقتنائها. لا شك في إمكان إضافة إعتبارات أخرى كثيرة، وأهمها تحوّل وعي المستهلك الغربي لسيارته، لا سيما مع تزايد الحرص على حماية البيئة بمحرّكات صغيرة تفي الغرض في المدن، وتراجع أهمية السرعة، وتقدّم فئات أعمار متوسطة لا سيما بين السيدات نحو السيارة الصغيرة "المهضومة" والعصرية في المدن، ناهيك بذوي العائلات الفتية الذين قد تكفيهم مرسيدس-بنز "آي كلاس" أكثر من "أروزا"، لكن مع فارق في السعر! للإفادة من تعدد خدمات مقصورتها العملية. أياً يكن الأمر، لن تنزل هذه السيارة الصيف المقبل كبديل "فقير" عن السيارة الأكبر حجماً، بل ستتاح للمستهلك تجهيزات مريحة منها الأساسي ومنها الإضافي لإبقاء سعر فئات القاعدة في متناول ذوي الدخل المحدود. وعلى سبيل المثال، سيمكن تجهيز "أروزا" التجهيزات أساسية أو إضافية حسب سياسة الصانع والوكلاء في كل من الأسواق بوسادتين هوائيتين، مع إمكان إضافة التعزيز الهيدروليكي للف ومانع الإنزلاق الكبحي وجهاز التكييف، وقفل مركزي مع تحكّم من بُعد، ونافذتَين أماميتين كهربائيتين، وإمكان تعديل وضعية المقود، وعلبة أوتوماتيكية ذات نسب أمامية أربع في فئة المحرّك الأكبر. وستوافر "أروزا" الأمامية الدفع بخيارَي محرّكين ذوي أربع أسطوانات 8 صمامات، سعة أولهما 998 سنتم مكعب 50 حصاناً والثاني 1390 سنتم مكعّب 60 حصاناً، مع علبة عادية بنسبٍ أمامية خمس. كلا المحرّكين مجهّز بنظام بخ بخّاخ واحد، مع إستهلاك الأول نحو 5.7 ليتر في المئة كلم في المدن 7.4 ليتر خارج المدن، والثاني 5.8 ليتر 4.10 بالعلبة الأوتوماتيكية في المدن و9.4 ليتر 2.6 للأوتوماتيك خارجها. أما السرعة القصوى فهي تبلغ بالمحرّك الأصغر 151 كلم/ساعة و160 كلم/ساعة بال"كبير" 155 كلم/ساعة مع العلبة الأوتوماتيكية، علماً بأن الفئة الأولى تتطلّب 4.17 ثانية وبعض الصبر لبلوغ المئة كلم/ساعة، في مقابل 1.14 ثانية في الأخرى 2.16 مع العلبة الأوتوماتيكية. سعة الصندوق الخلفي محدودة 130 ليتراً، أو 13.0 متر مكعّب، مع إمكان توسيعها الى 790 ليتراً عند طي جزءي المقعد الخلفي عند طلب تجهيزها بمقعد قابل للطي كلياً أو جزئياً