من خنفساء "سيارة الشعب" التي لم تنتج إلا بعد تصميمها 1934 بأحد عشر عاماً، الى "غولف" التي بدأت مسيرتها في 1974 لتصبح السيارة الأكثر شعبية ورواجاً في أوروبا وتنصّب صانعها في أعلى قائمة منتجي السيارات في قارّتها، الى عالم أفخم السيارات الذي تستعد فولكسفاغن لدخوله بعد سنوات معدودة! سبعون عاماً جاء خلالها صانعون ورحل آخرون، و"أحفاد" الخنفساء يتشعّبون. من وراء نموذج "ف 12 W12" الذي عرضته فولكسفاغن أخيراً في معرض طوكيو للسيارات، سيولد موديل يحقق القفزة النوعية العليا في مسيرة الماركة لتدخل القرن الحادي والعشرين بموديل يكرّسها بين صانعي سيارات النخبة. وعلى رغم جاذبية الموديل الرياضي الذي صمّمته إيتالديزاين، شركة الإيطالي جيورجيتو جيوجيارو مصمم "غولف" الأولى!، تقع أهمية النموذج تحت غطائه الخلفي، في محرّك الأسطوانات ال12 الذي يتردد أن صانع وولفسبورغ سيعتمده لإنتاج موديل سينتمي الى أعلى قطاعات سيارات الصالون فخامة، تحت ماركة فولكسفاغن أو تحت تسمية آودي التابعة لفولكسفاغن منذ 1964 "آي 12"، لتعلو فوق "آي 8" الحالية. لا تعود تسمية "ف 12 W12" الى الحرف الثاني من إسم الصانع، بل الى تصميم المحرّك ذاته، علماً بأنها المرّة الأولى تعرض ماركة فولكسفاغن محرّكاً يضم أكثر من ست أسطوانات تنتج المجموعة محرّكات بثماني أسطوانات لكن لماركة آودي. فأسطواناته ليست متقابلة في صفَّين في شكل V كما هو معروف في معظم محرّكات الأسطوانات الست والثماني والإثنتي عشر، بل تتقابل في أربعة صفوف لأن المحرّك يتألّف ببساطة من وحدتَين متقابلتين من محرّك فولكسفاغن V-6، وتحديداً من محرّك VR-6 الذي يتميّز بتقابل صفَّي أسطواناته في زاوية ضيّقة 15 درجة سمحت بتركيبه مع إطلاق الجيل الثالث من موديل "غولف" المتوسط-الصغير في 1991، في سابقة لم تُعرَف في هذا القطاع من قبل إلا لدى لانسيا في الخمسينات V بزاوية 13 درجة لصعوبة تركيب محرّكات بأكثر من أربع أسطوانات تحت أغطية سيارات بهذا الحجم. ومن أين تأتي سعة محرّك الW12 بليتراتها ال6.5؟ من سعة محرّك الVR-6 البالغة 8.2 ليتر مضروبة بعدد المحرّكَين الإثنين فتعطي 6.5 ليتر! وتعود V في تسمية "في آر 6" الى وضعية V، وآر الى رايهي في الألمانية وتعني متتابع، و6 لعدد الأسطوانات. ومثلما يمكّن "في آر 6" من تركيبه في سيارة متوسطة-صغيرة مثل "غولف" فإن "ف 12" يتمتّع بمقاييس مدمّجة أيضاً طوله 51 سنتم وعرضه 70 سنتم قياساً بمحرّك ذي عدد موازٍ من الأسطوانات، تمكّن الصانع من تركيبه في موديلات ليست فائقة الضخامة لكن ليس أدنى من قطاع السيارات الكبيرة طبعاً. ويأتي محرّك 6.5 ليتر في صيغته الحالية والقابلة لتعديل البرمجة والقوة والعزم حسب متطلّبات الموديلات المقبلة ب420 حصاناً عند دورانه بسرعة 5800 دورة في الدقيقة د.د.، بما يوازي 75 حصاناً في الألف سنتم3، وبعزم دوران يوازي 530 نيوتون-متر إبتداء من 3000 د.د.، علماً بأن الأعمدة الأربعة التي تشغّل كامات الصمامات ال48 مضبوطة لتعديل نمط إدخال مزيج الهواء/الوقود وتنفيس الغازات المحترقة في أنماط متدرّجة في مختلف مجالات دوران المحرّك Infinite variable camshaft وليس عند عتبات معيّنة كما في بعض المحرّكات عند 3500 أو 4000 د.د. مثلاً. أما دفع النموذج فهو رباعي مع تعشيق لزج يحوّل فائض العزم من المحور المعرّضة عجلتَيه للإنزلاق بسبب عزم المحرّك فوق أرضية إنزلاقية، الى المحور ذي العجلتين الأكثر ثباتاً. هيكل النموذج الذي يتسع لراكبين مصنوع من بنية داخلية واحدة Monocoque، مع بابَين يفتحان الى أعلى كما في لامبورغيني "ديابلو" التي صممها مارشيلو غانديني. وبطولها البالغ 4.4 متر وعرضها 92.1 متر إرتفاع السقف 04.1 متر، لا تزن "ف 12" أكثر من 1200 كلغ، ما يعطي نسبة 85.2 كلغ إزاء الحصان الواحد مقارنة بنحو 6 كلغ إزاء الحصان الواحد في سيارة رياضية "عادية". ولتحمّل القوة والعزم تتمتّع "ف12" بعجلات ألومينيوم قطرها 19 بوصة، مع إطارات مقياسها 255/40 فئة سرعة زد آر في المقدّم و285/35 زد آر في المؤخّر. أما الكبح فيتم بأقراص مهوّأة ومثقّبة لتسريع التوقف في العجلات الأربع.