قال الدكتور دانيال إلسبرغ، الذي طالب الادعاء العام بسجنه 115 عاماً لأنه سرب وثائق خاصة بوزارة الدفاع الأميركية البنتاغون الى صحيفتي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" قبل 26 عاماً، لپ"الوسط" ان الوقت حان لممارسة ضغط دولي على اسرائيل لتطلق سراح الفني النووي الاسرائيلي جون فعنونو الذي سرّب في 1986 وثائق عن المفاعل النووي الاسرائيلي لصحيفة "صنداي تايمز" اللندنية. واعتقل إلسبرغ حين تولى ريتشارد نيكسون الرئاسة في كانون الثاني يناير 1973، لكنه بُرئ من جميع التهم التي وجِّهت اليه. ومنذ ذلك الحين وهو يتمتع بمكانة مرموقة بين المثقفين والأكاديميين في الولاياتالمتحدة. اما فعنونو فحكم عليه بالسجن 18 عاماً قضى منها حتى الآن عشرة أعوام. وقال إلسبرغ: "بلغني انه فعنونو مصاب بانهيار عصبي. وأنا بصراحة معجب كثيراً به. والواقع انه لم يفعل ما فعله ضدّ بلاده وشعبه وانما أراد ان يحذر الرأي العام الاسرائيلي من مخاطر البرنامج النووي الذي كانت اسرائيل تنفذه دون معرفة الاسرائيليين، ومن تكاليفه الباهظة. لكنه لم يستطع ان يكشف أسراره في اسرائيل آنذاك ولهذا توجه الى لندن وسلم الوثائق الى صحيفة "صنداي تايمز". وكان فعنونو، وهو من يهود المغرب، هاجر الى اسرائيل مع والديه وعمل في مفاعل ديمونة ثم هاجر الى استراليا حيث اعتنق المسيحية. اما إلسبرغ وهو يهودي أيضاً فاعتنق البوذية على يدي صديقه الألماني البروفسور إرنست شوماكر الذي ولد في بريطانيا وكتب أحد أكثر الكتب رواجاً في العالم وعنوانه "الصغير جميل دائماً". ويقول إلسبرغ انه نادم لأنه لم يكشف أسرار البنتاغون قبل العام 1971، لأنه لو فعل ذلك لكان قد أنقذ ملايين الأرواح من الفيتناميين والأميركيين على السواء. وهو يعتقد انه "كان ينبغي محاكمة الرئيس السابق ليندون جونسون لأنه خدع الكونغرس وكذب عليه ولم يبلغه الحقيقة عن حرب فيتنام. وفي اعتقادي انه كان ينبغي أيضاً ان يقيم عدد من رؤساء الحكومات والوزراء في اسرائيل بدلاً من فعنونو لأنهم خدعوا الرأي العام الاسرائيلي". ومضى إلسبرغ ليقول: "ان هناك الكثير من الأسرار المتصلة بالأبحاث النووية في كل من أميركا وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا واسرائيل، والتي لا يعرف عنها الرأي العام شيئاً. لكن العاملين بتلك الأسرار لا يستطيعون كشفها أو فضحها نظراً لشعورهم بالخوف وليس لشعورهم بالولاء". لكن إلسبرغ الذي سبق له العمل في مؤسسة راند للدراسات الاستراتيجية اعتبر انه لا يتعاطف مع "الجواسيس" الذين يخونون بلادهم ويعملون لصالح اجهزة الاستخبارات الاجنبية، فهناك فرق شاسع بين الجاسوس وبين أناس من أمثالي وأمثال فعنونو، فنحن لم نحاول تغيير النظام السياسي وانما كنا نريد انقاذ الأرواح".