تمكن العالم للمرة الاولى من القاء نظرة رسمية وان لم تكن كافية على مجمع ديمونة الاسرائيلي النووي، المحاط بالسرية التامة من الداخل، أمس الاحد من خلال موقع جديد على شبكة الانترنت أطلقته لجنة الطاقة الذرية الاسرائيلية. وجاء ذلك عشية توجه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الى اسرائيل غداً الثلثاء لمحاولة اقناعها بالكشف عن برنامجها النووي. غير أن مسؤولين قالوا ان الدولة اليهودية غير مستعدة لإزالة ترسانتها النووية. بيد أن صورة ملونة لما تصفه اسرائيل بأنه مركز النقب للابحاث النووية، ويشتبه خبراء أجانب في أنه المكان الذي تم فيه صناعة عدد من الرؤوس النووية، لم تظهر سوى مشهد يقتصر على صف من الاشجار الخضراء المشذبة يقود الى مفاعل ذي قبة بيضاء في الخلفية. ولم يظهر أي أشخاص في صورة المنشأة التي عمل فيها ذات يوم الفني مردخاي فعنونو الذي فضح أسرارا نووية اسرائيلية وأطلق سراحه في نيسان ابريل الماضي بعد أن قضى 17 عاما في السجن بتهمة الخيانة. والتقط فعنونو صوره الفوتوغرافية الخاصة وعددها 60 صورة من داخل مفاعل ديمونة وأعطاها لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية عام 1986 وخلص خبراء مستقلون فحصوا الصور الى أن اسرائيل أنتجت ما يتراوح بين 100 و200 رأس نووي في ذلك الموقع. وقال الموقع "أنشئ مركز النقب للابحاث النووية في أواخر عام 1959 وتم تشغيل مفاعل الابحاث في المركز فيما بعد"، في اشارة الى منشأة ديمونة الواقعة في صحراء اسرائيل الجنوبية. وأضاف الموقع ان الابحاث في ديمونة تهدف الى "توسيع وتعميق المعرفة الاساسية بالعلوم النووية والمجالات المرتبطة بها وتقدم بنية أساسية للاستخدام العملي والاقتصادي للطاقة النووية". وفي اطلاق هذا الموقع حذت لجنة الطاقة الذرية حذو وكالة سرية اسرائيلية أخرى هي جهاز "موساد" الاستخباري الذي يعلن الان على شبكة الانترنت عن حاجته الى جواسيس. ولا يسمح للمفتشين الدوليين بدخول مفاعل ديمونة. وبموجب سياسة "الغموض الاستراتيجي" لا تعترف اسرائيل بأي قدرات تتعلق بالاسلحة النووية. واكتفت بالقول انها لن تكون أول من ينتجها في الشرق الاوسط. ويتوجه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة غداً الثلثاء الى اسرائيل ليحاول اقناع الدولة اليهودية بكشف النقاب عن برنامجها النووي. وليس في جدول أعماله القيام بزيارة الى ديمونة. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى انه لن يكون هناك تغيير في السياسة النووية الى حين تحسن الموقف الاقليمي. وفيما لا يتوقع حدوث انفراج قال ديبلوماسي غربي قريب من الوكالة ان البرادعي سيجتمع مع مسؤولين اسرائيليين كبار قد يكون من بينهم رئيس الوزراء ارييل شارون. وقال الناطق باسم الوكالة مارك جوزدكي إن البرادعي ينوي "الترويج لمفهوم شرق أوسط خال من الاسلحة النووية وهي نقطة محورية في محادثاته". وترحب اسرائيل بفكرة أن يكون الشرق الاوسط خاليا من أسلحة الدمار الشامل. لكنها تقول ان نزع السلاح ينبغي أن يأتي بعد تحقيق السلام في المنطقة.