حظيت ايران بالنصيب الأوفر من تصريحات وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين اثناء زيارته لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث ركز على خطرها على المنطقة مذكراً بتوجهاتها التسلحية. ويرى مراقبون ان الأميركيين يستهدفون من هذه الحملة عزل ايران خليجياً وتنشيط صفقات الأسلحة التي تحظى باهتمام أميركي واضح. وعلى رغم كل التوتر في المنطقة إلا ان بوادر "التناغم" الخليجي مع كل من ايران والعراق تلوح في الأفق، فالتصريحات الخليجية الأخيرة تشير الى تقارب يتنامى، والى رغبة الأطراف في الاستقرار والسلم. وتعتبر جولة كوهين الأولى منذ توليه منصبه، وهي لم تشمل قطر باعتبار ان أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني زار واشنطن مطلع الأسبوع الماضي. ويبدو ان شعور واشنطن باهتمام بعض دول مجلس التعاون بفتح صفحة حوار جديدة مع ايران، خلال العهد الجديد الذي يقوده الرئيس الايراني المنتخب محمد خاتمي، جعل الوزير كوهين يؤكد ان الولاياتالمتحدة تعتبر ان ايران تشكل خطراً على دول الخليج العربية نظراً الى تعدد مصادر سلاحها من الصين وروسيا وحرصها على شراء صواريخ جديدة بعيدة المدى، لافتاً الى ان سياسة بلاده لن تتغير تجاه ايران، ومكرراً الشروط الثلاثة التي كان الرئيس الأميركي أعلنها وهي: عدم دعم الارهاب، وقف معارضتها السلام، والتوقف عن تطوير ترسانتها العسكرية، خصوصاً الأسلحة الكيماوية وبرنامجها النووي. وفي الجانب الخليجي يتفق عرب الخليج على أهمية ايران في المنطقة وأنها دولة جارة لا يمكن تجاهلها، لكنهم يشددون على أهمية ان تتخلى ايران على الفور عن احتلالها الجزر الاماراتية وضرورة الاحترام المتبادل بين دول المجلس وايران، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، لكن درجة الانفتاح الخليجي على ايران في عهد خاتمي خصوصاً تتفاوت في الدرجة وليس في الاتجاه بين دول الخليج العربية نفسها. ففي السعودية كان الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران قد صرح ان السعودية لن تغير نظرتها الى حوار المحبة والاخاء مع الاخوة في ايران، مشدداً على "اننا نتمنى ان يطبق الاخوان في ايران كل ما يقال". وانتقد أمير قطر في زيارته لواشنطن سياسة الاحتواء المزدوج ووصفها بالفشل، داعياً واشنطن الى اعادة النظر في سياستها في الخليج. وفي الكويت حيث أطلق كوهين معظم تصريحاته ضد ايران، وفي مؤشر على طبيعة العلاقة مع ايران، أرسل أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح رسالة الى الرئيس الايراني هاشمي رفسنجاني، وسلم الرسالة مسؤول كويتي وصف علاقات بلاده مع ايران بأنها "ممتازة". وبحث وزير الدفاع الأميركي في امكان بيع أسلحة أميركية لدول مجلس التعاون، لافتاً الى أهمية توحيد منظومة السلاح في الخليج، في تلميح الى الأهمية الفنية لاقتصار الدولة الخليجية على شراء الأسلحة من الولاياتالمتحدة، وهو ما تعارضه هذه الدول التي تفضل تنويع مصادر أسلحتها تفادياً لضغوط مستقبلية من مصدري السلاح.