بحث أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الدوحة امس مع وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين في "علاقات التعاون" بين قطروالولاياتالمتحدة وتطورات الأوضاع في المنطقة. وشدد وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع كوهين ليل السبت على ان بلاده حريصة على "تطوير العلاقات مع البحرين" معرباً عن أمله بأن يحل الخلاف الحدودي بين البلدين "من خلال محكمة العدل الدولية بحسب رغبتنا في قطر ورغبة اخواننا في البحرين". ورفض ضربة جديد توجه الى العراق. وتوقع كوهين تعرض مصالح اميركية لهجمات جديدة. وبثت وكالة الانباء القطرية ان كوهين الذي وصل الى قطر السبت في اطار جولة خليجية اجتمع ايضاً مع رئيس أركان القوات القطرية العميد الركن حمد بن علي العطية وبحثا في "العلاقات بين البلدين الصديقين والسبل الكفيلة بدعمها وتطويرها وبخاصة في الشؤون العسكرية والأمنية". ووقعت قطر اتفاقاً دفاعياً مع الولاياتالمتحدة بعد حرب الخليج. وانتقل كوهين امس الى دولة الامارات المحطة الثالثة في جولته على دول مجلس التعاون الخليجي. ورفض وزير الخارجية القطري الخوض في الخلاف الحدودي مع البحرين عندما سئل عن قرار محكمة العدل الدولية في شأن جزر حنيش ورؤيته في ضوء ذلك للخلاف القطري - البحريني. لكنه أشاد بأسلوب التحكيم الذي قبلته اليمن واريتريا، ورأى ان حل النزاع اليمني - الاريتري تحقق "بأسلوب حضاري". ورداً على سؤال لپ"الحياة" عن موقف قطر من التهديدات الاميركية للعراق وامكان توجيه ضربة جديدة الى هذا البلد إذا لم يتم التوصل الى حل للأزمة بين بغداد وفرق التفتيش، أجاب الشيخ حمد بن جاسم: "نحن ضد ضرب العراق". لكنه شدد على ضرورة "إلتزام العراق تنفيذ قرارات الأممالمتحدة"، وأضاف: "إذا كان هناك التزام فلا داعي للضربة، وإذا لم يكن هناك التزام يجب ان نتوجه جميعاً الى حل هذا الموضوع قدر الإمكان بالطرق الديبلوماسية". ولفت الى ان "هذا هو النهج" الذي تحدث فيه مع وزير الدفاع الاميركي. ووصف الوزير القطري الوساطات الجارية لتسوية الأزمة التركية - السورية بأنها "طيبة" وأعرب عن أمله بنجاحها، مؤكداً أهمية حل الأزمة "بالحوار والطرق السلمية بعيداً عن الصراع المسلح". وذكر ان وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف سيزور قطر، وان موعد الزيارة لم يحدد. وقال: "سنسمع وجهة نظره وسننصحهم بما يجب ان ننصح به كاخوة عرب". وأوضح كوهين ان محادثاته في الدوحة تناولت قضية أسلحة الدمار الشامل، وشدد على أهمية تطبيق العراق قرارات الاممالمتحدة. وأضاف: "لا نسعى الى اي نوع من المواجهة مع العراق، لكننا نعمل ليلتزم التزاماً كاملاً قرارات مجلس الأمن". وأشار الى ان المحادثات مع المسؤولين القطريين تناولت ايضاً "قضية الارهاب. وأكد الجانبان ان أي عمل ارهابي يجب ان يدان، وناقشنا سبل التعاون في المستقبل". ونفى ان تكون زيارته تهدف الى بيع أسلحة، ورأى ان العلاقات بين واشنطنوالدوحة "قوية". وجدد التزام بلاده "ضمان أمن الخليج"، ووجه انتقادات شديدة الى الرئيس صدام حسين معتبراً انه "يحاول التهرب من الالتزامات الدولية". وزاد ان قرار إبقاء العقوبات على العراق هو "قرار للأمم المتحدة وليس قراراً أميركياً ونأمل التزام صدام القرارات الدولية ليرفع المعاناة عن شعبه". وفي شأن العلاقة مع ايران نوه كوهين بتصريحات أدلى بها الرئيس السيد محمد خاتمي في الأشهر الماضية ورأى ان "الاعتدال الذي تشهده الساحة الايرانية يحتاج الى ترجمة عملية"، مؤكداً استعداد واشنطن لفتح حوار مع طهران. لكنه حدد ثلاثة شروط هي "توقف ايران عن تقويض الجهود المبذولة لدعم عملية السلام في الشرق الأوسط، وتوقفها عن دعم الارهاب والسعي للحصول على اسلحة الدمار الشامل". وقال انه اذا التزم الايرانيون هذه الشروط فإن الولاياتالمتحدة "مستعدة لتطبيع العلاقات". واستدرك: "لم نر أي دليل على ذلك، ولهذا ستستمر سياسة الاحتواء المزدوج" لايرانوالعراق. وسألت "الحياة" كوهين عن ضرب "مصنع الشفاء" في السودان ولماذا رفضت واشنطن اجراء تحقيق دولي في هذا الشأن، وما إذا كانت اميركا تتوقع تعرض مصالحها لهجمات جديدة، فأجاب: "لا نرى أي داع للتحقيق، وأنا راجعت كل المعلومات الخاصة بالمصنع وكنت مقتنعاً بأنها حددت بوضوح وجود المادة التي يمكن ان تساعد في تصنيع غاز الاعصاب". وأضاف وزير الدفاع الاميركي: "ان تاريخ نشاطات اسامة بن لادن في السودان واضح في مشاركته في دعم مجمع الصناعات العسكرية". واعتبر ان المصنع السوداني "جزء من هذه المؤسسة، وبحسب المعلومات التي تلقيناها كان اسامة بن لادن يسعى الى امتلاك اسلحة كيماوية، وهذه المعلومات كانت مقنعة جداً لنا". وتوقع ان تتعرض مصالح أميركية لعمليات ارهابية. وتابع: "لدينا أدلة كافية على انه تم التخطيط لعدد من الاعمال الارهابية، وان الارهابيين يسعون الى تنفيذها وسنحاول ان نكون يقظين لمنع هذه الاعمال والدمار الذي تسببه". وشدد على اهمية "التعاون مع حلفائنا واصدقائنا لمحاربة الارهاب".