الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    فرصة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «آثارنا حضارة تدلّ علينا»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أرصدة مشبوهة !    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إطلالة على الزمن القديم    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    فعل لا رد فعل    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    «إِلْهِي الكلب بعظمة»!    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المرور»: الجوال يتصدّر مسببات الحوادث بالمدينة    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اذا لم يجد العلماء حلاً سريعاً . الكومبيوتر يتحول قنبلة موقوتة تنفجر في العام 2000 !

عند التقاء عقارب الساعة في منتصف ليل 31 كانون الأول ديسمبر 1999… ستحل الكارثة!! وعند الصباح سيجد الناس ان معظم الأجهزة والأدوات المنزلية المبرمجة الكترونياً قد توقفت عن العمل. كالثلاجة والتدفئة المركزية أو التبريد المركزي والميكروويف والكومبيوتر وأفران الغاز أو الكهرباء. كما انهم لن يتمكنوا من قيادة سياراتهم الى مراكز عملهم، وفي حالة وصولهم الى تلك المراكز بوسائل أخرى فان الأبواب المبرمجة الكترونياً بدافع الأمن ستبقى موصدة لأنها لن تتعرف على التاريخ الجديد. فعام 2000 بالنسبة اليها هو العام 1900. وسبب ذلك ان الشركات المصنعة لبرامج الكومبيوتر برمجت الأجهزة بصورة تجعلها تقرأ السنين تباعاً للرقمين الأخيرين فقط فعام 1999 يعني 99 اما 2000 فيعني 00 أي 1900 . هذا على المستوى الشخصي، أما على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي فمن المحتمل ان تخسر أسواق الأسهم المالية بلايين الدولارات عندما يدرك المستثمرون الأخطار الحقيقية للأعطال التي يمكن ان تصاب بها اجهزة الكومبيوتر عام 2000. اذ يتوقع المحللون الماليون ان تصاب أسواق الأسهم المالية بما يشبه الانهيار عندما تتضح الكلفة الحقيقية المطلوبة لعلاج هذه المشكلة التكنولوجية بالمقارنة مع الأرباح الطويلة الأمد التي تتوقعها الشركة والمؤسسات المالية والاقتصادية. فالمحلل التقني لبنك الاستثمار "بي. زد. دبليو" ديفيد غرينول أشار الى المضاعفات الخطيرة لآفة عام 2000 على مؤسسات الاستثمار والمستثمرين. وحذر من ان البنوك الاجنبية التي تحاول اهمال هذه المخاطر أو الاستهزاء بها من خلال عدم اعادة برمجة كومبيوتراتها قد تساهم في تدمير الاقتصاد الوطني للدول التي تعمل فوق أراضيها.
بينما تحدث المدير العام لبنك الاستثمار مورغان غرينفيل في الولايات المتحدة الأميركية، عن تربص بعض الناس لانتهاز فرصة اضطراب أسواق الأسهم بحلول العام 2000 ومن ثم القيام بتعديلات رئيسية بحجة الاصلاح من اجل تحقيق الاستفادة القصوى من ذاك الاضطراب في أسعار الأسهم والسندات.
اتساع رقعة الخطر
ولن يقتصر الخطر على شركات الاستثمار والمؤسسات المالية، اذ ان كل جهاز مبرمج لقراءة السنين تبعاً للرقمين الأخيرين منها، مهدد بالخلل والارباك. وكذلك الأجهزة الحاوية على شرائح كومبيوترية بساعات داخلية. وهذا يشمل الأجهزة الموجودة في محطات الطاقة النووية وشركات البترول والمستشفيات والسكك الحديد والطائرات ومراكز المراقبة والتحكم داخل المطارات وأنظمة الدفاع والأسلحة وأجهزة التدفئة والتبريد المركزية والهواتف النقالة والسيارات وغيرها. هذا اضافة الى الملايين من اجهزة الكومبيوتر المنزلية والشخصية التي يعتمد عليها أصحاب المصالح والأعمال المتواضعة.
ان ملايين الأجهزة التي لم يتم تصحيحها واعادة برمجتها ستفترض انها عادت الى العام 1900 عند حلول العام 2000. وهذا الأمر سيطال كبار السن والمتقاعدين الذين ولدوا عام 1920 أو عام 1932 وما بينهما، فأجهزة الكومبيوتر ستسجل أعمارهم وكأنها - 20 أو - 32، أي انهم لم يولودا بعد وبالتالي لا يستحقون رواتب التقاعد. وهكذا سيحرمون من معاشاتهم التقاعدية. كما ان المرضى داخل المستشفيات الذين يعتمد علاجهم على الأمصال والسوائل والأدوية المقطرة عبر اجهزة مبرمجة للعمل خلال أوقات وتواريخ معينة، سيتعرضون للخطر اذا ما توقفت تلك الأجهزة عن العمل بحلول العام 2000 لعجزها عن قراءة ذلك التاريخ. وستؤدي البلبلة في تنظيم حركة السير بسبب خلل اشارات المرور الكهربائية الى حوادث خطيرة وارباكات لا حصر لها.
ومن المحتمل ان تتوقف محطات توليد الطاقة من نعمة الضوء ومن الأجهزة التي يعتمد تشغيلها على الطاقة. وقد تصبح اجهزة الدفاع وكافة الأسلحة المبرمجة الكترونياً عاجزة عن العمل، مما سيعرض الأمن العالمي للخطر، وقد تعم بلاد العالم حالة من الفوضى والشغب لعدم تمكن العمال والمواطنين من استلام رواتبهم من البنوك التي لم تحتط لهذه المشكلة التكنولوجية.
منذ حوالي عقدين من الزمن وصناعة الكومبيوتر العالمية تحتفظ لنفسها بسرّ خطير، لم تتضح طبيعته الا في الآونة الأخيرة. ففي اليوم الأول من العام ألفين يمكن ان يستيقظ العالم ليجد الملايين من اجهزة الكومبيوتر وقد تعطلت أو أصابها الخلل بشكل يثير البلبلة الشاملة والفوضى العامة في مختلف ارجاء العالم. لماذا؟ لأن برامج الكومبيوتر التي يزيد عمرها على بضع سنوات لا تستطيع ان تعرف أي سنة تنتهي بصفرين مثل 2000 مما يعني انها ستعتقد ان العام ألفين عام آخر مختلف تماماً. ولهذا فإن حالة الذعر التي ستنجم عن ذلك، وتحميل الأجهزة فوق طاقتها يمكن ان يؤديا الى انهيار شبكات الكومبيوتر في كل مكان من العالم.
ومما يثير القلق حقاً ان القليل جداً من حكومات العالم وشركات الأعمال الكبيرة تدرك مدى خطورة هذه المشكلة أو تكاليف التعامل معها. اذ ان اللجنة الخاصة التي شكلتها وزارة التجارة والصناعة البريطانية للنظر في المشكلة تعتقد ان نسبة 20 في المئة فقط من الشركات البريطانية بدأت تدرك أبعاد المشكلة. ولهذا لا بد لنا من التساؤل: اذا كانت نسبة ثمانين في المئة من الشركات البريطانية، ونسبة مماثلة من شركات العالم الأخرى لا تدرك حتى الآن مدى خطورة الوضع فما الذي سيحدث؟
تنقسم ردود فعل خبراء الصناعة بالنسبة الى هذه المعضلة الى قسمين: فهناك من ينظر اليها بتشاؤم شديد، وهناك من ينظر اليها بتفاؤل ويعتقد ان الشركات والحكومات ستتصرف بسرعة وفي الوقت المناسب لحل المشكلة. وفي مقدمة المتشائمين الدكتور بيتر دي ييغَر مستشار "اللجنة الدولية لعام ألفين" الذي صرح لپ"الوسط" من منزله في مدينة تورنتو في كندا بالآتي: "ان العام 2000 يمكن ان يصبح كارثة لكل المجتمعات الصناعية. اذ ان عالمنا يعتمد هذه الأيام على الكومبيوتر أكثر مما نتصور. كما ان جميع البرامج تقريباً لها تواريخها المحددة. واذا ما أخفقت هذه البرامج في معرفة تاريخ ما فاننا لا نعرف ما الذي سيحدث. علاوة على ذلك فأنا لا أعتقد ان في وسعنا ان نعدّل تلك البرامج خلال المدة القصيرة المتبقية أمامنا. وفي رأيي ان الاقتصاد العالمي سيتحمل خسارة تزيد قيمتها على 1.5 تريليون دولار".
ومن الشركات الشجاعة التي اعترفت بالمشكلة أخيراً شركة "ماركس أند سبنسر" البريطانية. اذ يقول عضو مجلس ادارة الشركة كيث سيلوين بوغ: "بصراحة لم أعرف شيئاً عن هذه المشكلة الا عندما أبلغني أحد مبرمجي الكومبيوتر في الشركة ان الأجهزة بدأت ترفض قبول شحنة من معلبات لحوم البقر التي تحدد العام ألفين كآخر موعد لبيعها. وإثر ذلك تحققنا من المشكلة التي أعتقد ان جميع الشركات الأخرى ستواجهها".
ويقول كيث ان مدى ضخامة المشكلة سيعتمد على طبيعة عمل الشركات المختلفة وعلى مدى حداثة الأنظمة التي تستخدمها. ولكن أياً كانت الحلول فمن المؤكد انها ستكلف مبالغ طائلة.
وقد اعترف كيث لنا انه رغم امكانية حل جزء كبير من المشكلة "فاننا ربما نحتاج الى عمل اخصائي واحد لمدة عشرين عاماً لتصحيح برمجة أجهزة الكومبيوتر التي لدينا. ومما يزيد من تعقيد المشكلة صلاتنا الالكترونية معپالموردين العاملين المختلفين الذين نستورد منهم على مدى السنين ولدينا معهم عقود لتزويدنا بما نحتاج لسنوات طويلة مقبلة".
اذن ما الذي يمكن ان يحدث اذا ما رفض أحد الموردين دفع نصيبه من تكاليف تسوية المشكلة؟ يقول كيث: "ان هذا يعني ان الشركة الموردة ربما لا تصمد بل وربما تضطر الى التوقف عن الاتجار".
ومن بين الشركات التي بدأت منذ الآن الدعاء الى الله لكي يحفظ تجارتها مع "ماركس اند سبنسر" شركة "ديوهيرست لوريان" التي تزود سبنسر بجميع أنواع ورق التواليت. اذ ان الشركة لجأت أخيراً الى غاري ايستر بروك وهو عضو في شركة جديدة مهمتها تقديم الحلول لمشاكل الكومبيوتر في العام ألفين. وحين تحدثت اليه "الوسط" قال: "لقد صدمت حين أكملت دراستي وقدمتها الى ادارة شركة ديوهيرست - اذ ان كلفة معالجة مشكلة نظام الكومبيوتر لمواجهة العام الفين كانت بين 200 و300 الف جنيه استرليني. ولم يكن أمام الشركة سوى القبول لكي تواصل تزويد "ماركس أند سبنسر" بمنتجاتها طبقاً للمعايير الجديدة".
واثر اعلان الاتفاق على علاج المشكلة قال بول غريفن المدير العام لشركة دي هيرست: "ان التكاليف مذهلة ولكن ليس أمامنا سوى تأمين ذلك المبلغ من أي مكان ممكن لحل المشكلة".
أما شركة "بريتش تيليكوم" وغيرها من شركات الاتصال العالمية فإنها تواجه أعسر المشاكل. فعلى الرغم من ملايين الدولارات التي انفقتها وتنفقها كل عام على توسيع أنظمة الاتصالات وتحديثها واستخدام أفضل أنواع التكنولوجيا فإنها ربما تجد نفسها في مواجهة مشكلة عويصة في التعامل معپشركات الاتصال العالمية الأخرى في جميع قارات العالم. ومما يزيد من تعقيد مشكلة "بريتش تيليكوم" ان شركات الاتصال العالمية الأخرى تقع خارج نطاق سيطرة الشركة البريطانية.
اذ تقول ميلي لويس المكلفة بالعام ألفين وما يحمله من مشكلات في الشركة: "المشكلة ليست مجرد أجهزة أو برامج وانما هي أعمق من ذلك بكثير لأنها تتعلق بالصيانة، وبشبكة عملاقة تمتد الى نطاق واسع جداً: من المنزل والمكتب الى المطارات وأنظمة الملاحة والطيران وما الى ذلك".
ولا تشعر ميلي بالتفاؤل اطلاقاً، فهي تقول: "لو ان أحد مستخدمي الهاتف في أي منزل سألني: هل سيكون هاتفه في حالة عمل جيدة في العالم ألفين، فانني سأقول له بصراحة اننا لا نضمن ذلك!".
من الملام؟
من حق مستخدمي اجهزة الكومبيوتر في جميعپأنحاء العالم ان يسألوا: من الذي يتحمل اللوم أو المسؤولية عن هذه الكارثة المحتملة؟ الجواب ببساطة هو واضعو البرامج الذين وفروا حيّزا للذاكرة ولم يضعوا سوى رقمين فقط للعام، كما ان المذهل هو ان البرامج القديمة لا تزال حتى اليوم هي أساس البرامج الحديثة.
سألت "الوسط" فيليب أوليفر أحد كبار مدراء شركة "آي. بي. إم" "ألَم يخطر في بال واضعي برامج الكومبيوتر ان القرن الحالي سينتهي في نهاية المطاف، واننا سنصل الى العام 2000 الذي ينتهي بصفرين بل بثلاثة أصفار؟". أجاب "بالطبع خطر ذلك في بال واضعي البرامج. لكننا اعتقدنا ان عمر أي برنامج لن يتجاوز 5 - 7 سنوات على أقصى حد. ومن الواضح اننا ارتكبنا غلطة فادحة، ولهذا فنحن نتحمل مسؤولية كبيرة. وكل ما يمكنني ان أقوله الآن هو ان أنصح الجميع بتصحيح نصاب الأمور".
ولا تقتصر المشكلة على الشركات العملاقة أو الكبرى وحدها، وانما تخص جميع مستخدمي اجهزة الكومبيوتر. ولهذا بدأت صناعة الكومبيوتر تطلب من المستخدمين مراقبة "فيروس العام ألفين" منذ الآن. وفي هذا الطلب في حد ذاته اعتراف من شركات الكومبيوتر المختلفة بالجرم الذي ارتكبته في حق المستخدمين. والأدهى من ذلك اننا اكتشفنا ان هذه الشركات نفسها لا تزال تبيع المنتجات التي تحتوي على ذلك الفيروس حتى الآن، وان من الصعب على مستخدمي الكومبيوتر العاديين معرفة البرامج التي تلائم العام ألفين من تلك التي لا تلائمه. وفي هذا السياق يقول مايكل ميرفي مدير احدى أكبر شركات بيع البرامج في لندن: "من سوء الحظ اننا لا نعرف حتى الآن ما هي البرامج التي نبيعها وتلائم العام الفين وتلك التي لا تلائم القرن الجديد. وكل ما أستطيع ان أقدمه من نصيحة الى المشترين هي ان يلتزموا الحذر في ما يشترونه من برامج".
واثر ذلك تحدثنا الى أضخم شركة في العالم لانتاج برامج الكومبيوتر وهي "مايكروسوفت". وقد فوجئنا حين أبلغتنا الشركة ان برامجها التي بيعت قبل "نوافذ عام 95" يمكن ان تحتوي على فيروس ألفين. اذن ما هو الحل؟ قالت لنا الشركة: "يجب تحديث جميع الأجهزة والبرامج التي انتجت قبل العام 1997 ويجب تعديل اجهزة الكومبيوتر الشخصية التي بيعت قبل العام 1997 أيضاً". وقد اعترفت الشركات الأخرى العملاقة مثل "آي. بي. ام" و"ديجيتال" و"أي. سي. اي" انها باعت اجهزة وبرامج حتى نهاية العام 1996 لا تلائم العام 2000 .وكانت احدى الصحف البريطانية نشرت تقريراً قالت فيه "ان صناعة القطارات البريطانية وخدمات السكك الحديد تلقت تحذيراً بوجوب تحديث اجهزة الكومبيوتر والتكنولوجيا التي تستخدمها في تسيير خدماتها والا فإنها ستضطر الى وقف جميع الخدمات والقطارات وتعطيل شبكة مواصلاتها كاملة بحلول العام 2000. وعلى هذه الصناعة ان تدرك ان تكاليف التحديث ستزيد على 96 مليون دولار اذا ما بدأت عملية التحديث الآن. اما اذا تلكأت فإن الكلفة ستزداد".
فداحة التكلفة ومضاعفات المشكلة
يتوقع الخبراء ان تصل تكلفة اعادة برمجة اجهزة الكومبيوتر للتغلب على آفة العام 2000 في بريطانيا وحدها، الى أكثر من 17 بليون دولار بعد أن كانت التقديرات السابقة تصل إلى 49.5 بليون دولار. أي ما يعادل مدخول 22 دولة من دول العالم الفقيرة. وقد خصصت الشركات الكبرى والبنوك مئات الملايين من الدولارات لمعالجة المشكلة. فشركة الاتصالات البريطانية "بريتيش تيليكوم" تتوقع صرف 480 مليون دولار. بينما سيصرف كل من البنوك البريطانية الرئيسية قرابة 160 مليون دولار لتفادي الكارثة الاقتصادية. واذا ما قورنت تكلفة علاج المشكلة في بريطانيا بما صرفته الدولة في مواجهة الكوارث الطبيعية على مدى السنين فأنها تفوق بكثير ما سبق وانفقته بريطانيا على أي من الكوارث في الماضي. وحسب تقديرات روبن غينير رئيس القوة العاملة لعام 2000، التي كلفت بمعالجة مشكلة القرن الجديد في بريطانيا، فانها من المحتمل ان تزيد الكلفة النهائية الاجمالية لهذا المشروع على 50 بليون دولار.
وقد بدأت صحوة الشركات الى المضاعفات الخطيرة لآفة الكومبيوتر عام 2000 تأخذ مداها. اذ باشر المديرون التنفيذيون لتلك الشركات اطلاق نفير الخطر في ما يتعلق بهذه المشكلة التي ستبتلي بها برامج الكومبيوتر التي تعبّر عن السنين تباعاً للرقمين الأخيرين فيها. لأنها لن تتمكن من التمييز بين عام 2000 وعام 1900 فكلاهما ينتهي بصفرين.
وتأكيداً على أهمية المشكلة وضرورة تصحيحها، بدأ بعض المؤسسات بيع الأسهم التي تملكها داخل كل شركة ترفض أو تتهاون في اتخاذ اجراءات حاسمة لمعالجة برامج كومبيوتراتها واستبدال الشرائح الموجودة داخل اجهزتها. فالبرامج العاجزة عن التعرف على أرقام صفر كبداية للقرن الجديد ستساهم في مسح مئات الملايين من قيمة الأسهم المستثمرة في الأسواق المالية. ومن المؤكد أيضاً ان معالجة آفة الكومبيوتر عام 2000 أصبحت عنصراً أساسياً لاستقطاب الاستثمارات أو هربها. فالشركات التي لم تعِ خطورة المشكلة أو لم تباشر في تصحيحها ستفقد عملاءها وقد تتعرض للافلاس.
ان ما حدث عام 1965 في الولايات المتحدة الأميركية عندما انقطع التيار الكهربائي عن الجزء الشرقي من البلاد، بسبب عطل بسيط داخل مفتاح لاحدى محطات الطاقة. وما نجم عنه من توقف للحياة الاجتماعية وانغلاق مدينة نيويورك بكاملها لانعدام الكهرباء واضطرار الناس الى العيش تحت أضواء الشموع، ما هو الا نقطة في بحر ما يمكن ان يحدث نتيجة الخلل في اجهزة الكومبيوتر عام 2000. اذ يقدر الخبير العالمي بيتر دي ييغر ان يكون حجم الكارثة أكبر بملايين المرات مما حدث عام 1965
نصائح لمن يرغب في شراء كومبيوتر جديد
اذا كنت تنوي شراء جهاز كومبيوتر جديد للمنزل أو العمل تأكد من تنفيذ الخطوات الآتية:
1 شغل الجهاز وانتظر حتى يضيء ويبدأ التعليمات.
2 اضبط الجهاز بمجرد اشتغاله على الساعة 11 و58 دقيقة ليلاً من يوم 31 كانون الأول ديسمبر عام 1999 - ثم اطفئ الجهاز.
3 انتظر لمدة ثلاث دقائق.
4 أعد تشغيل الجهاز.
5 تأكد من اليوم والوقت. فاذا كانت القراءة هي الساعة 00.01 من كانون الثاني يناير عام 2000 بامكانك الاطمئنان الى ان كل شيء على ما يرام. اما اذا لم تكن الأمور على ما يرام فإن من المرجح ان تجد القراءة أمامك: الساعة 00.01 من يوم 4 كانون الثاني يناير عام 1980!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.