يبدو ان مشروع فيلم "السادات" الذي ينوي النجم الاسمر احمد زكي انتاجه والقيام ببطولته في سبيله الى الالغاء، او على الاقل الارجاء لأجل غير مسمى. وذلك على رغم الاعلان السابق بأن كانون الاول ديسمبر المقبل سيشهد بدء تصوير هذا الفيلم الذي طال الحديث عنه من دون ان يكون هناك اي شيء ملموس على ارض الواقع. ومع ان النجم الاسمر صرح اثناء انعقاد الدورة الاخيرة لمهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي بأن كل شيء على ما يرام في ما يتعلق بالفيلم المذكور، وانه التقى بالسيدة جيهان ارملة الرئيس الراحل فوضعت يده على مفاتيح عدة لفهم شخصية السادات وازالت كثيرا من اللبس المتعلق بقرارات وتصرفات الرئيس الراحل، ومن ثم بات الفيلم جاهزا للتصوير، الا ان "الوسط" علمت بأن هناك صعوبات عدة تهدد المشروع برمته. اولى هذه الصعوبات تخص سيناريو الفيلم نفسه، فالمعروف ان المشروع في اساسه كان يقوم على المادة التي كتبها منذ سنوات الصحافي احمد بهجت، وكتب لها السيناريو والحوار الصحافي ابراهيم عيسى، وكان من يفترض آنذاك ان يتولى الاخراج محمد خان. غير ان المخرج المعروف اعتذر فجأة بعد ان سار بالمشروع خطوات طيبة، وصلت الى حد ترشيح العناصر المشاركة فيه، وعلى رأسها نجلاء فتحي التي كان من المقرر ان تؤدي دور السيدة السادات. وبعد اعتذار محمد خان اوكلت المهمة الى المخرج علي بدرخان الذي طلب اعادة النظر في السيناريو قبل ان يبدأ العمل في الفيلم. وفي سرية تامة عكف كاتب السيناريو الشاب خالد عبدالجليل على إنجاز هذه المهمة الشاقة. غير ان بدرخان لم يكتف بما فعله عبدالجليل، فراح يعدل على التعديلات، ويضيف أو يحذف حتى وصل السيناريو الى صورة أقرب الى التصور الذي صاغه احمد بهجت وابراهيم عيسى من قبل، وطلب بدرخان تعديله، فجاء الاعتراض هذه المرة من جانب احمد زكي نفسه الذي يؤكد المقربون اليه انه لا يريد ان يصرح علناً بتحفظاته حيال الصياغة الجديدة للفيلم. وفضلا عن مشكلة السيناريو، فإن علي بدرخان لم يعد متفرغا لهذا المشروع بعدما صار موظفاً متفرغاً لقناة الافلام التابعة لراديو وتلفزيون العرب. وايضا بعد ان تحول أكثر لإخراج اغنيات الفيديو كليب للمطربين، حتى انه لم يباشر الاعداد لأي فيلم جديد منذ ان قدم فيلمه الاخير "نزوة" قبل عامين تقريبا، كما انه لم يخف رغبته في استئناف نشاطه السينمائي بفيلم آخر هو "العائش في الحقيقة" المأخوذ عن قصة لنجيب محفوظ والمرشح لبطولته ايضا النجم احمد زكي. وهو فيلم من انتاج التلفزيون المصري ظل المخرج المعروف يحلم به منذ بداية عام 1992. ومما يعزز الاعتقاد بأن مشروع فيلم "السادات" سيكون مصيره التأجيل، تلك القائمة من الافلام الجاهزة التي اتفق بطل الفيلم احمد زكي مع اصحابها على بدء تصويرها خلال الاشهر القادمة. ويأتي على رأس هذه الافلام "ابتسم علشان الصورة تطلع حلوه" من تأليف وحيد حامد واخراج شريف عرفة الذي لم يلتق مع النجم المعروف منذ فيلمها الشهير "الدرجة الثالثة" قبل عشر سنوات. وهناك فيلمان اخران مع المخرج داود عبدالسيد الذي يلتقيه احمد زكي للمرة الاولى، الفيلم الاول هو "ارض الخوف". اما الآخر فهو "العندليب" الذي يحكي قصة حياة المطرب الراحل عبدالحليم حافظ. وفي خضم الحديث عن مشروع فيلم "السادات" فوجىء احمد زكي بمشكلة جديدة اثارت استياءه، اذ علم برغبة كاتب السيناريو بشير الديك والمخرج منير راضي في تحويل كتاب الصحافي عادل حمودة "اغتيال رئيس" الى فيلم سينمائي يحكي جانباً مهماً من حياة الرئيس السادات، وان المخرج عرض على عمر الشريف القيام ببطولة الفيلم، ولكن ليس في دور السادات الذي كان مرشحاً له الممثل احمد عبدالعزيز قبل ان يعود منير راضي ويعلن انه لن يستعين بممثل لهذا الدور، ليستعيض عنه بمشاهد تسجيلية لوقائع الاشهر الاخيرة في حياة السادات حتى حادث اغتياله في تشرين الاول اكتوبر 1981. وعلمت "الوسط" ان احمد زكي اتصل هاتفياً بصديقه الكاتب بشير الديك وأعرب له عن استيائه من هذا الفيلم المنتظر الذي ربما يرى فيه اثراً سلبياً على فيلمه الذي يعدّ له ويعلم به الجميع، ولكن لأن فريق العمل في الفيلم الآخر حسن النية تماما تجاه زميلهم، ولم يدر ببالهم اطلاقا وهم يعدون للفيلم مشروع فيلم احمد زكي، قرروا المضي قدماً في مشروعهم. واذا سارت الامور على هذا الايقاع في الفيلمين فإن فيلم بشير الديك ومنير راضي سيرى النور اولا قبل فيلم احمد زكي وعلي بدرخان. والغريب انه في ذروة اهتمام النجم الاسمر بمشروع فيلمه عن الرئيس السادات زج باسمه في مشروع فيلم آخر اعلن أخيراً عن حياة المشير عبدالحكيم عامر، في أعقاب الضجة التي اثيرت في الاسابيع الماضية حول ظروف وفاة المشير قبل 30 عاما. وحسب المعلومات المتوافرة لدينا، فان النجم الكبير لن يقبل ان يكون بطلاً للفيلم الاخير، ليس فقط لرغبته في عدم تشتيت ذهنه بين اكثر من شخصية تاريخية يتطلب التجهيز لها استعدادات نفسية خاصة لفترات طويلة، وإنما لتجنب الانتقادات التي يمكن ان يتعرض لها لو جمع مع شخصية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر التي اداها في فيلم "ناصر 56" شخصية المشير عامر. ويكفي احمد زكي ما لقيه من انتقاد وصل الى حد الهجوم عليه لأنه لا يزال متمسكاً بتقديم فيلم "السادات". بعد نجاح فيلم "ناصر 56"، وهو ما دعاه الى التصريح لپ"الوسط" بأن تمثيله دور عبدالناصر يعني انه "ناصري". وقال ان اداءه دور السادات لا يدل على انه "ساداتي"، وأضاف انه كممثل لا يرى أي تعارض في الجمع بين الرجلين، فهو في هذه الحال وبعيداً عن آرائه السياسية يتعامل معها كدراسة لشخصيتين، وتصبح قدرته على التقمص هي المعيار الوحيد الذي يتحكم في الاختيار والمفاضلة. وايضا في مدى اقتناع المشاهد به. وأشار النجم السينمائي الى ان قيامه بدور لص او منافق او جاسوس على الشاشة لا يعني انه مؤمن بمبادىء هؤلاء أو مناصر لها. ففن التقمص له قوانينه الخاصة، ومن هنا فهو اكثر اصراراً على المضي قُدما في مشروع فيلم "السادات" الذي بات يمثل له تحدياً خاصاً. اللافت ان مشروع هذا الفيلم مضى عليه حتى الآن نحو ستة اعوام، ولم تكن هناك اي نية في حينه لتقديم فيلم عن عبدالناصر، الا ان العقبات التمويلية التي واجهت الفيلم جاءت متزامنة مع الخطوات السريعة التي قام بها التلفزيون المصري لتقديم فيلم "ناصر 56". فتفرغ احمد زكي للفيلم الثاني تفرغا شبه تام لمدة عامين. ولولا ان الدولة ممثلة في وزارة الاعلام تولت انتاج "ناصر 56" لأصبح مصيره كمصير فيلم "السادات"... مجرد مشروع على الورق.