تلقت "الوسط" من المحامي ايلي اسود النائب السابق لقائد "القوات اللبنانية" المحظورة رداً على بعض ما جاء في رد المحامي كريم بقرادوني نائب رئيس حزب الكتائب على حلقات "ايلي حبيقة يتذكر" جاء فيه: "في سياق رده على الوزير ايلي حبيقة، أثار الاستاذ كريم بقرادوني عدة نقاط أرى من واجبي الرد عليها باختصار خدمة للحقيقة: 1 - قام بانتفاضة 12 آذار 1985 عشرة مسؤولين كانوا يتناوبون على رئاسة المجموعة بصورة دورية، وكان لي نصيب ترؤسها بالمداورة كوني كنت من الاعضاء العشرة. وقد نشرت "الوسط" صورة "العشرة" في عددها الرقم 297 تاريخ 6/10/1997. 2 - كان سمير جعجع يعتبر نفسه ضمناً رئيساً للهيئة منذ البدء، لكنه احجم عن البوح برغبته تلك كون الاعضاء التسعة الباقين لهم خبرة طويلة في العمل الحزبي، وكان ينتظر منهم ان يبادروا هم الى تسميته، لكنهم لم يفعلوا. وقد استمر ترؤس جلسات الهيئة بالمداورة حتى 9 أيار مايو 1985. 3 - في 9 أيار مايو 1985 اتصل بي المهندس فادي افرام الرئيس السابق للقوات اللبنانية والذي تربطني به صداقة قوية كوني كنت منتخباً معه كنائب القائد عشية اغتيال الرئيس بشير الجميل. كما كنا نشكل معاً الركيزة الأساسية لارادة بشير الجميل الاخيرة في رئاسة ونيابة رئاسة القوات، وكان من الاعضاء العشرة الذين قاموا بالانتفاضة وهو الشخص الذي اقنعني بالاشتراك بها. قال لي فادي ان أمرّ على مكتبه في المجلس الحربي قبل بدء الاجتماع، وهناك وجدت اشخاصاً عديدين من الهيئة، عندها قام فادي بابلاغنا بمضمون ورقة من اربع نقاط تتعلق بتسليم الحوض الخامس وأمور ميدانية اخرى لم تكن القوات اللبنانية مستعدة للسير بمثلها. وقال لنا ان سمير وكريم وقعا على هذه الورقة من دون استشارة "مجموعة العشرة" وسلّماها للرئيس امين الجميل، مما يجعل هذا العمل غير مقبول كونه لم يبحث امام بقية الاعضاء، وقد تم خلسة عن الجميع، ولا يمكن للهيئة الالتزام بقرارات لم تشارك في صياغتها وتوقيعها. فاقترحت انا شخصياً على فادي افرام ان يعاد انتخابه رئيساً للقوات لتلافي مثل هذه الثغرات في المستقبل، فأجابني ان ايلي حبيقة عرض عليه الامر نفسه، لكنه غير قادر على تولي الرئاسة بسبب ارتباطه بأعماله في اميركا. وفور ذلك جرى التداول في المجلس المصغر بمن يمكنه ان يتولى رئاسة الهيئة التنفيذية، فكان الرأي ان نعرض على ايلي حبيقة ذلك نظراً الى كونه يملك في جهازه قاعدة اتصال كبرى تمكنه من النجاح على اكمل وجه. وفي الاجتماع الموسع، اخذ فادي الكلام قائلاً انه لا يجوز لأحد التفرد باتخاذ قرارات ملزمة من دون استشارة الهيئة، وما رأيكم لو لجأ كل واحد من العشرة الى توقيع ورقة اقتراح تناقض الاخرى. لذلك يجب انتخاب رئيس للهيئة يتكلم باسمها، وأنا أعرض ان يكون ايلي حبيقة. فقال سمير حرفياً: انا أثنِّي، وهو ما فعله كريم بقرادوني ايضاً. وهكذا نجح ايلي حبيقة بالتزكية. وكان سبق الانتخاب محاولة سمير وكريم الافلات من الاحراج الذي سبباه للهيئة فلم يفلحا. 4 - دأب كريم على الانتقاص من الانتفاضة داخل حزب الوطنيين الاحرار بتسميتها دوماً "مجموعة قامت بحركة تصحيحية بضغط من ايلي حبيقة". وجواباً على هذه الافتراءات، أقول: "ان حركة 24 آب 1985 ليست من صنع شخص، ولا جاءت بتخطيط من أحد، بل هي نتيجة تضافر رغبات حزبية داخلية شابة، وقد كنت مسؤولاً عن قسم منها في القطاعات التي كنت أمثل. وقد توصلت الهيئة الى تعديل نظام الحزب الاساسي". كما تقدمنا بحينه بطعن قانوني لانتخابات 24 آب امام المحكمة المختصة. ولو التزم الرئيس شمعون رحمه الله بوعده لنائبه آنذاك المرحوم هنري طرابلسي ببقائه رئيساً للحزب، لكان جنّب حزبه كأس الانقسام. بعد يومين على تلك الحركة، زارنا سمير وايلي لتأكيد دعمهما لاثنين من القائمين بالحركة كونهما شاركا في انتفاضة 12 آذار وهما شارل غسطين وأنا. 5 - قبل توقيع الاتفاق الثلاثي، قمنا ايلي حبيقة وأنا بزيارة الرئيس شمعون في منزله، وعرض عليه ايلي مسودة الاتفاق، فقرأها بتمعن، وناقش موضوع الجيش. فأجابه ايلي حبيقة: "اننا نحمل معنا صيغة كتبها ميشال عون بعد استشارة معاونيه، ولم نكن نسمح لأنفسنا بتخطي مؤسسة الجيش ولن نزيد او ننقص حرفاً واحداً من الذي كتبه ميشال عون". عندها وقف الرئيس شمعون وربت على كتف ايلي وعلى كتفي قائلاً بتودد: "الله معكم، الله يوفقكم". وعند مغادرتنا المنزل قال لي ايلي حبيقة: "لم أكن اعتقد بأن الرئيس شمعون سيوافق على الاتفاق بهذه الطريقة السريعة". 6 - جرى التصويت في الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية على الموافقة أو لا على توقيع الاتفاق الثلاثي اذا لم يوفق مفاوض القوات في اقناع الاطراف الآخرين بمسألة المثالثة ضمن المناصفة حين الانتخاب وليس وقت التعيين في مجلس النواب. علماً بأن ايلي حبيقة قال للجميع قبل التصويت انه اذا كان اعضاء الهيئة لا يرغبون باكمال المفاوضات برعاية سورية فانه سيتصل ب "ابو جمال" لايقاف المفاوضات. فكان الجواب فوراً من سمير وكريم: لا، اكمل ولا توقف. بمعنى ان كريم وسمير كانا مع المشروع باستثناء المثالثة داخل المناصفة التي جرى التصويت عليها. وقد أثار سمير اضافة الى ذلك موضوع الجيش فأجابه ايلي "ان شق الجيش متفق عليه مع ميشال عون" .