دخل ميكايل شوماخر بعد انتزاعه فوزاً عزيزاً لفيراري في سباق الجائزة الكبرى البلجيكي على خط التوتر العالي في المنافسة المحتدمة على اللقب العالمي بين سائقي وليامس - رينو البريطاني ديمون هيل والكندي جاك فيلنوف، فقدم الى غريمه هيل هدية لا تقدر بثمن وحرم فيلنوف من فرصة ذهبية لتقليص الفارق بينه وبين هيل المتصدر الى 9 نقاط فقط لو قدّر له ان يحتل المركز الاول في هذا السباق. وقد اثبت شوماخر مرة اخرى انه يعرف كيف يقتنص اللحظات السانحة وكيف يعض بالنواجذ على المكتسبات الضئيلة التي يحققها بشق النفس، وأعاد الى الاذهان فوزه على هذه الحلبة في الموسم الماضي بعدما كان في المركز السادس عشر. ومما لا شك فيه ان فيراري كانت بأمس الحاجة الى هذا الفوز بعد سلسلة من المتاعب واجهتها وأوصت بأنها عاجزة عن المنافسة حتى إشعار آخر. ديمون هيل انهى السباق في المركز الخامس جامعاً نقطتين فقط وهو يتحمل بالتساوي مع ادارة فريق وليامس - رينو مسؤولية هذه النتيجة المخيبة للآمال، والواقع ان هيل انطلق في المركز الثاني، لكنه خسر موقعه وتراجع الى المركز الثالث لمصلحة شوماخر، ثم تراجع الى المركز الرابع بعدما تجاوزه ديفيد كولتهارد وهو في كلا الحالتين يتحمل وحده مسؤولية هذا التراجع. اما ادارة الفريق فإنها تتحمل مسؤولية خلل ما في الاتصالات بينها وبين سائقيها انعكس سلباً على هيل اذ خرج من المرآب بعد تغييره الاطارات والتزود بالوقود وهو في المركز الحادي عشر. وقد دأب هيل بعد ذلك على تجاوز المتسابقين حتى انهى السباق خامساً وأحرز نقطتين رافعاً رصيده في المجموع العام الى 81 نقطة. وكانت علامات الاستياء بادية على محيا هيل الذي اعتبر ان خطأ الادارة في توقيت دخوله المرآب ألحق به ضرراً فادحاً، كما اعتبر فوزه بنقطتين انجازاً كونه افضل من خروجه خالي الوفاض. اما فيلنوف فإنه انهى السباق ثانياً جامعاً ست نقاط فرفع رصيده في المجموع العام الى 68 نقطة بفارق 13 نقطة وراء هيل. وعلى غرار زميله في وليامس - رينو لم يكن فيلنوف مرتاحاً الى هذه النتيجة اذ كان بمقدوره لولا حنكة شوماخر وسرعة بديهته ان يحتل المركز الاول خصوصاً انه خرج بعد دخوله المرآب للمرة الثانية قبل الالماني لكن هذا الاخير تجاوزه على الفور وحافظ على تقدمه حتى نهاية السباق. ومع اقتراب بطولة فورمولا واحد من نهايتها اذ لم يتبق في هذا الموسم سوى 3 سباقات تبدو معركة الحسم بين هيل وفيلنوف مشرعة على كل الاحتمالات، وقد يقررها طرف ثالث هو شوماخر على الارجح، لأن فوزه في اي من السباقات الثلاثة المتبقية سيترك آثاراً مدمرة على حظ فيلنوف باللقب. ومع ان فوز فيلنوف ببطولة العالم لا يزال ممكناً من الناحية الحسابية، الا انه ميدانياً ليس مهمة يسيرة، فهو لو أحرز السباقات المتبقية كلها وحل هيل ثانياً فيها، لن يفوز باللقب لأن البريطاني سيتوج بفارق نقطة واحدة. مما لا شك فيه ان الاحتمالات كثيرة ومن الصعب حصرها، لكن فيلنوف لا يحتاج الى براعته فقط لكي يتوج بطلاً للعالم بل يحتاج الى اخطاء يرتكبها هيل وسوابق البريطاني تشجع على الرهان وتعد بمزيد من الاثارة.