الفخامة نسبية ومقياس قيمتها الأول في النفوس

الفخامة مقياس نسبي، غالباً ما يراه الصانع والمستهلك بعيون مختلفة. قد تكون المسألة أكثر وضوحاً بالنسبة الى الاول لأنه حظي بالوقت الكافي لتخطيط مضمون موديله الفخم قبل اطلاقه، بعد درس السوق وحاجاتها او تقبلاتها للافكار الجديدة التي قد لا تكون خطرت بعد في ذهن المستهلك.
أما الأخير فقد تكون مهمته أكثر دقة لأنه عندما يفكر بشراء سيارة جديدة، لا سيما اذا كانت فخمة عليا، سيجد بين يديه كماً محيراً من المعلومات التقنية عن كل من الموديلات المقترحة. صحيح ان خيارات هذا القطاع المعروف بتسمية القطاع "و" F segment اقل مما في القطاعات الأدنى لأن معظم الصانعين يحصر اهتمامه بالقطاعات الأدنى حجماً وثمناً والاكثر مبيعاً. لكن كن على يقين ان كمية المعلومات التي ستقع بين يديك، او على شاشة الكومبيوتر إن شئت استعراضها على الانترنيت، ستبقى موازية لأن المحتوى التقني في كل من موديلات الفخم العالي يوازي اضعاف المتوافر في كل من موديلات القطاعات الأدنى.
لكنها حيرة قابلة للمعالجة اذا واجهها المستهلك بمنهجية مبسطة. فالفخامة أمر نسبي: ما أجده مهماً في هذا التجهيز قد يبدو لك عرضياً تفصيلياً، والعكس بالعكس. لذلك يمكن التمييز أولاً بين التجهيزات المفيدة لقاعدة عريضة من المستهلكين، كتجهيزات السلامة الفاعلة أجهزة منع الانزلاق الكبحي والدفعي على انواعها، تلبية المحرك والعلبة، الوسادات الهوائية... ألخ، والراحة العامة نعومة المحرك وأداء المكيف وفاعليته والنظام الصوتي وأساليب ضبط المقاعد والمقود... الخ، وأخيراً الراحة النسبية كإمكان تعديل وضعية المقود كهربائياً مثلاً، او نظام الملاحة الالكترونية في بلد لم تُدخَل خرائطه على كومباكت ديسك لاستغلالها فعلاً.... اياً يكن الامر، يصعب الحكم في مدى اهمية الصنف الاخير من التجهيزات لأن حاجاتنا ورغباتنا تختلف، ولكلٍ حقه في النتيجة في اختيار ما يستسيغه.
لذلك، قد تبدأ اولى خطوات المقارنة بتحديد ما نرغب به ونراه مهماً قياساً بسعره في بعض التجهيزات. بعد ذلك يمكن تفنيد الخيارات المتاحة لحصر المقارنة ودرس الاسعار مرة ثانية. وفي هذا المجال، لا بد من التنبه الى أمرين، اولهما درس محتويات التجهيزات الاساسية في كل من الموديلات، وحساب أسعار التجهيزات الاضافية التي نريد شراءها، لأن السيارة الارخص اساساً قد تعود أغلى من اخرى بعد تضمينها التجهيزات المتوافرة اساساً في الاخيرة. اما الامر الثاني فيعود الى سمعة الوكيل وسهولة بلوغ مراكزه عند الحاجة.
هناك طبعاً السيارات المضمنة اساساً مختلف التجهيزات الممكنة في الموديل المعني، ونسميها "الكاملة الخيارات Full optionsa. منطقياً، تلك أغلى فئات الموديلات... وأمتعها اقتناء لأن مالكها يعرف انه لا يمكن اضافة شيء على ما لديه أليس هذا دافع مهم؟. ولمَ لا، أليس ال "فول أوبشن" خياراً كسواه؟
عنصر آخر وبالطبع ليس الاخير اهمية في هذا القطاع، هي الهوية التي يعكسها هذا الموديل او ذاك وكيفية ملاءمتها للصورة التي يحبذ المستهلك اعطاءها عن نفسه او منصبه. فتلك لا تقل اهمية عن التسريحة وألوان غرف المنزل، او ألوان الألبسة التي نختارها لهذه المناسبة او تلك. وطالما ان المرء يدفع مبلغاً مهماً أولاً لشراء سيارته الفخمة، ثم لاقتنائها استهلاك وصيانة وتأمين...، لا مبرر لحرمان النفس من متعة التنقل بما يعبر عن شخصيته. لذلك ايضاً لا يستأثر الثمن في هذا القطاع بالأهمية التي تحدد مبيعات القطاعات الأدنى. فزبون الفخم العالي يشتري عادة السيارة والصورة اللتين يرغب بهما، وليس وسيلة التنقل فحسب.
لا يهدف هذا الملحق الى اجراء "مسرح" شامل لكل الموديلات الفخمة العليا، بل الى اقتراح عدد من "ممثلاتها"، منها الاميركية والأوروبية واليابانية.
كاديلات "كونكور"
أذكر ماركة سيارة وعليك إجمالاً تحديد اسم الموديل ليعرف مخاطبك عن اي مستوى سيارات تتحدث، باستثناء بعض الماركات مثل كاديلاك.
تتميز كاديلاك عن سواها بخص سوق السيارات الفخمة العليا بأكثر من خيار موديل واحد، منها التقليدي الضخم الهيكل والذي يندرج فيه موديل "فليتوود" سيتوقف انتاجه نهاية العام الحالي، والفخم الكبير سيدان دوفيل، والفخم العملي الاستخدام كونكور، والرياضي الفخم سيفيل وأخيراً الرياضي لأربعة ركاب موديلات إلدورادو.
تتوجه "كونكور" الى الراغب بتصميم عصري عملي ويمثل قيمة عالية من التجهيزات قياساً بالثمن وتدني قيمة الدولار يساعدها في هذا المجال.
من الناحية التقنية تتميز "كونكور" ب "نظام نورث ستار" الذي يتحكم بوظائف المحرك 4.6 ليتر، 8 اسطوانات/ 32 صماماً وقوته 300 حصان. وتتلقى وحدة التحكم الالكتروني معلوماتها من 29 جهاز رصد في المحرك والعلبة، قبل معالجتها وضبط الوظائف الإشعال والبخ... تبعاً للمعطيات. وفي حال جفاف قسم مهم من ماء التبريد لسبب او لآخر، يتوقف البخ والإشعال في اربع اسطوانات تبقى تتلقى الهواء من صمامات الإدخال، فتبرد الاسطوانات الاربع الاخرى العاملة لإيصالك الى بيتك او الى ورشة الصيانة. وتتبدل قسوة التعليق الكترونياً تبعاً للمعلومات الواصلة من أجهزة الرصد.
مختلف وسائل التحكم كهربائية في المقصورة، مع ضبط اوتوماتيكي لدرجة الحرارة المرغوبة، ومقاعد جلدية كهربائية التحريك وذاكرة لحفظ الوضعية المرغوبة للمقعد الامامي الذي "يتعرف على السائق" ويضبط "نفسه" اوتوماتيكياً وفق ثمانية اشكال مختلفة. كذلك يكفي فتح القفل المركزي من بُعد لتجهز وضعية الجلوس قبل دخولك.
المقعد الخلفي مجهّز لمن يتنقلون مع سائقهم بمفاتيح للتحكم بدرجات الحرارة الداخلية وبالنظام الصوتي في المسند الوسطي، وهو مجهز بطاولة مضاءة للكتابة كما يمكن تعديل إنحناء الظهر ومساند الرأس.
اما تجهيزات السلامة فتضم وسادتين هوائيتين في المقدم، اضافة طبعاً الى اجهزة منع الانزلاقين الكبحي والدفعي. طول السيارة 5.326 متر وعرضها 1.946 وقاعدة عجلاتها 2.8905 متر.
مرسيدس فئة "إس"
شئنا أم ابينا، يعتبرها كثيرون "عميدة" موديلات القطاع الفخم العالي، وعلى مواصفاتها يرسو اكثر من صانع مواصفات موديله المنافس لها، في الاتجاه نفسه او لمعاكسته. قد تجد تجهيزات فئة "إس" في عدد من منافساتها، لكن الصورة النخبوية التي تتمتع بها لا تزال تنصب نجمها المثلث في موقع خاص بها.
وعندما نزل هذا الموديل العام 1991 طُوّر في 1994 ويتوقع جيله المقبل في العام 1998، حمل معه عدداً من التجهيزات التي أدخلت للمرة الاولى في صناعة السيارات، كازدواجية ألواح الزجاج طبقتان سماكة كل منهما 3 ملم، مع 3 ملم من الفراغ الفاصل بينهما لزيادة الهدوء وعزل الحرارة الداخلية عن حرارة الخارج لمنع بروز الرطوبة على زجاج النوافذ، وانغلاق الابواب شبه ذاتياً إذ يكفي رد الباب بنعومة وعبوره المزلاج الاول ليتكفل محرك كهربائي بإحكام انقباض اللسان في المزلاج الثاني.
ومن التجهيزات الكثيرة الممكنة في فئة "إس" يُذكر جهاز رصد المسافة لمساعدتك على وقف السيارة في مكان ضيق، ونظام الملاحة "أوتو بايلوت" Auto Pilot المتصل بالأقمار الاصطناعية لتحديد أفضل الطرق المؤدية الى المكان المقصود شرط توافر خرائط البلد المعني على اسطوانة مدمجة كومباكت ديسك.
ويميز هذه السيارة ايضاً تعدد خيارات المحركات البنزينية بين الاسطوانات الست 2.8 و3.2 ليتر قوتهما 142 و228 كيلوات او 190 و228 حصاناً او الثماني 4.2 و5.0 ليتر، قوتهما 205 و235 كيلوات، او 275 و315 حصاناً او الاثنتي عشرة 6.0 ليتر وقوته 290 كيلوات او 389 حصاناً.
منذ إطلاقها، أُخذت على فئة "إس" ضخامة حجمها ووزنها نظراً الى كثرة تجهيزاتها، خصوصاً في عيون دعاة حماية البيئة. لذلك تركز تجميل الموديل عام 1994 على استحداث لمسات تنحف المظهر العام ولو لم تؤثر في المقاييس، كما تركز تطوير المحركات على تخفيف معدلات استهلاكها. لكن ضخامة الحجم لم تأتي إلا من ارتكاز الصانع آنذاك الى أبحاث دلت ان معدل طول قامة الفرد زاد نحو خمسة سنتيمترات خلال السنوات العشرين الماضية، فاقتضت في رأي مصمميه ومخططي موديلاته زيادة رحابة التصميم الداخلي وعدد التعديلات المتاحة في وضعيات الجلوس مع ذاكرة الكترونية لوضعيات المقاعد والمرايا الخارجيتين والداخلية، وعجلة القيادة حسب وضعية السائق. ويسمح جهاز التكييف/ التدفئة بضبط درجة حرارة مختلفة لكل من المقعد الخلفي والأماميين.
من ناحية السلامة يمكنك الاطمئنان الى تمتعك وركاب سيارتك بأفضل مستويات السلامة: وسادتان هوائيتان مواجهتان وأخريان في البابين الأماميين قريباً وأنظمة لمنع الانزلاق الكبحي او الدفعي في صيغة ديناميكية تتحكم بدرجة الدفع او الكبح، في المؤخر و/ أو المقدم لضمان الثبات في المنعطفات كما في الخطوط المستقيمة.
ويتوافر حسب الفئات والاسواق خيار علبة اوتوماتيكية جديدة بخمس نسب امامية، إضافة الى العلب العادية 5 نسب امامية والأوتوماتيكية الاخرى 4 امامية.
طول الهيكل 5.113 متر 5.213 في فئات الهيكل الطويل وعرضه 1.886 متر، وقاعدة العجلات 3.040 متر 3.140 في فئات الهيكل الطويل.
جاغوار "إكس جاي"
إن كانت الماركة تحدد الى مدى بعيد درجة تميز موديلات هذا القطاع، فهي ليست العنصر الوحيد المميز لهذه السيارة. أنظر اليها من المقدم او من الجانبين فترى "حياة" تدب في هذا "الحيوان" السنور Feline وكأن تموج لمعان النور على رفاريفها ليس إلا حركة عضلات تستعد للوثوب.
أجلس في المقصورة فتحيط بك وكأنك في صالون انكليزي مترف بالخشب وبعناصر الكْرومْ. قد لا تكون الرحابة امام أقدام ركاب المقعد الخلفي او مساحة الصندوق 0.41 متر مكعب اقوى نقاطها بين منافساتها. لكن مختلف التجهيزات يرقى هنا ايضاً الى ما تتوقعه في هذا القطاع، من عناصر الراحة والرفاهية الى حماية الوسادتين الهوائيتين وأجهزة منع الانزلاقين الكبحي ABS والدفعي حسب الفئات اضافة الى علبة التروس التفاضلية الخلفية المحدودة الانزلاق Limited slip differential لنقل بعض العزم من اية عجلة دفع خلفية تأخذ في الانزلاق، الى الاخرى المقابلة لها.
على رغم تفاوت قسوة التلعيق حسب الفئات، يمنح انخفاض السيارة وعرضها شعوراً بحسن تربعها على الارض وبتدني التمايل الجانبي في المنعطفات.
تبدأ خيارات المحركات من الاسطوانات الست المتتابعة 3.2 ليتر/ 219 حصاناً او 4.0 ليتر/ 249 حصاناً او 12 اسطوانة 6.0V ليتر وقوته 318 حصاناً، علماً بأن هناك فئة "إكس جاي آر" رياضية بمحرك ال4.0 ليتر مع شحن مباشر Supercharging لرفع القوة الى 326 حصاناً.
العلب المتاحة عادية بخمس نسب امامية او اوتوماتيكية بأربع أمامية.
وتتوافر هذه المواصفات ايضاً في فئات دايملر المشابهة شكلاً إنما بتجهيزات أعلى من تلك التي في جاغوار.
بي إم ف فئة "7"
بينما فرضت مرسيدس-بنز "إس" نفسها بحضور هيكلها الضخم وليس بفخامة تجهيزاتها فحسب، تحاشت بي إم ف الانتقادات التي انهالت على حجم منافستها الألمانية بتصميم جيلها الاخير الثالث من الفئة "7" في صيغة تموه نعومة خطوطها ورشاقتها زيادة حجمها الفعلي عن سابقتها.
من حيث التجهيز، توقع هنا كما لدى مرسيدس ارفع ما يمكن الحصول عليه في هذا القطاع. بل ثمة انتقادات انصبت على الفئة "7" من كثرة عناصر التشغيل في مقودها الذي يضم مثلاً حسب الفئات أزرار ضبط كل من صوت الراديو/ كاسيت/ كومباكت ديسك والرد على التلفون وضبط السرعة ووظائف التهوئة. وهنا ايضاً يتوافر نظام ملاحة الكترونية مطور مع فيليبس يمكن استخدامه في البلدان المُدخلة خرائطها على كومباكت ديسك.
في باب السلامة تتوافر الوسادتان الهوائيتان مع عناصر الحماية الفاعلة كأجهزة منع الانزلاقَين الكبحي والدفعي المختلفة في صيغ مشابهة الوظائف للمتوافر في فئة "إس" لدى مرسيدس.
كذلك يتوافر التعليق ايضاً في صيغة الكترونية متبدلة القسوة واللين حسب الحمولة وظروف القيادة.
المحركات البنزينية مع هذا الموديل هي بست اسطوانات متتابعة 2.8 ليتر/ 193 حصاناً او بثمان 3.5V ليتر/ 235 حصاناً و4.0 ليتر/ 286 حصاناً أو بإثنتي عشرة اسطوانة 5.4V ليتر/ 326 حصاناً. كذلك تتوافر العلبة عادية بخمس نسب أمامية أو ست في "740 آي" أو أوتوماتيكية بخمس نسب أمامية.
تتوافر الفئة السابعة بصيغتين للهيكل أولاهما عادية وطولها 4.984 متر وعرضها 1.862 متر وقاعدة عجلاتها 2.93 متر، بينما تطول الثانية آي إل الى 5.124 متر وقاعدة عجلاتها 3.07 متر.
ليكزس "إل إس 400"
عندما نزلت "إل إس 400" الأولى في 1989، اعتبرها بعضهم بديلاً "رخيصاً" من السيارات الفخمة المألوفة، لا سيما مرسيدس "إس". لكن رهان تويوتا التي خصتها بتسمية تدمغها بهوية مستقلة نجح الى حد تحول اسم "ليكزس" اليوم الى علامة فارقة في القطاع الفخم، ليس لأنها أغنى من منافساتها تجهيزاً، بل لأنها ممثلة اليابانيين الاولى في هذا القطاع.
ومع الجيل الثاني الذي نزل قبل عامين، تغيرت السيارة اكثر مما بدا على تصميمها الخارجي. ففي انتاج الهيكل وحده خفض الصانع وزن الهيكلية 130 كلغ عن سابقتها، باعتماد الفولاذ العالي المطوطية High tensile.
لا تتوافر "إل إس 400" بأكثر من خيار محرك واحد بثماني اسطوانات V سعته 4.0 ليتر وقوته 260 حصاناً.
من العلامات الفارقة في هذه السيارة ايضاً اعتبار مقصورتها أهدأ المتوافر حالياً، ليس بإزالة اسباب الضجيج فحسب، بل بإدخال وسائل صوتية غير محسوسة لمعاكسة الذبذبات المزعجة. ويُذكر ان معادلتها الانسيابية العامة لا تتعدى 0.27 ما يساهم في إيضاح أسباب هدوئها.
وتضم العلبة الأوتوماتيكية أربع نسب امامية. وطبعاً تشمل تجهيزات السلامة وسادتين هوائيتين، علاوة على مانعي الانزلاقَين الكبحي والدفعي الأخير حسب الأسواق والفئات.