قام الناقد والروائي المغربي محمد برادة بتعريب مجموعة قصصية للكاتب الفرنسي جان ماري غوستاف لوكليزيو. وصدرت الترجمة في القاهرة عن "دار شرقيات" المستمرّة في رهانها على النوعيّة والاختلاف سلسلة "عيون الأدب الأجنبي"، تحت عنوان "الربيع وفصول أخرى". في تقديمه للمجموعة يكتب برادة: "أثناء ترجمتي المتقطعة لهذه المجموعة عاودت الاهتمام بانتاج لوكليزيو الذي حرص على أن يعيش بعيداً عن الاضواء وعن وسائل الإعلام، على الرغم من انه اصبح واسع الانتشار وأحرز جوائز مهمة، واختاره قراء مجلة "لير" القراءة في العام 1995 كأكبر كاتب معاصر في اللغة الفرنسية". ويلفت الكاتب المغربي نظر قرّائه إلى كون "لوكليزيو الذي ولد في جزيرة موريتسوس، وعاش طفولته في مدينة نيس، ظل منجذباً إلى كل ما هو "هجين" وخلاسي ومهمل، وإلى كل ما تعرض للتهميش والإبادة في الثقافات والحضارات الانسانية. وهذا الاهتمام قاده إلى الدفاع عن الحضارة الهندو - أميركية، وعن الحضارة المكسيكية القديمة، خصوصاً في كتابه التحليلي "الحلم المكسيكي أو الفكر الموقوف" 1988. من هنا نستطيع القول بأن السمة المشتركة في روايات لوكليزيو وقصصه، هي انفتاحه التام على جميع الفضاءات والثقافات بعيداً عن النظرة المحلية المتقوقعة". وتأتي المجموعة بمثابة سيمفونية من خمس حركات: أربع منها تحيل على أزمنة وفصول، والخامسة في قصة "الزمن لا يمر" تذكرنا بأن تلك التقسيمات لا تعدو كونها مواضعات وتعلات، لأن علاقتنا بالزمن أكثر تعقيداً وامتزاجاً بالوجدان المستعصي على المقايسة والتحديد. ويقول لوكليزيو: "لا أستطيع ان أتقبل فكرة ان أكون منتمياً- كلية - لعالم او لآخر... أنا محتاج إلى اللا توازن والى بابين".