علق الكاتب الفرنسي جان ماري غوستاف لوكليزيو على فوزه بجائزة نوبل للآداب بقوله: رسالتي إلى القراء هو أن يواصلوا مطالعة الروايات، وأضاف: القراءة وسيلة جيدة لمسائل العالم الحديث دون الحصول على أجوبة تقريبية إلى حد كبير، وحين سئل عن رأيه في دور الكاتب أجاب بقوله: إنه ليس فيلسوفاً ولا هو متخصص في اللغة، بل إنه شخص يكتب ويطرح الأسئلة، وإذا كان من الضروري توجيه رسالة بهذه المناسبة فهي "لابد من طرح الأسئلة باستمرار". وقد أعلن في وقت سابق فوز الكاتب الفرنسي لوكليزيو بجائزة نوبل للآداب لعام 2008م وذلك عن إبداعاته في الرواية والمقالات والكتابة للأطفال، متفوقاً على أسماء تردد أنها مرشحة كالروائية الجزائرية آسيا جبار، والهولندي سيس نوتبوم، والروائية الألمانية هيرتا مولر، والكندية مارغاريت أتوود، والتشيكي أرنوست لوستيغ، والمكسيكي كارلوس فوينتس، والشاعر الكوري كو أون، وسيستلم الجائزة في ديسمبر المقبل في احتفال بالعاصمة السويدية استوكهولم. الكاتب البالغ من العمر 68عاماً عاش حياته متنقلاً بين قارات العالم المختلفة، لذا استحق لقب "الرحال" عن جدارة، فمن نيجيريا التي قضى فيها سنتين من طفولته إلى تايلاند التي طرد منها بسبب احتجاج على تشغيل الأطفال في الدعارة حتى بنما والمكسيك، والتي ألم بحضارتها وترجم كتباً من تراث أمريكا الوسطى، واستقر الكاتب أخيراً بالولايات المتحدةالأمريكية، ويعود إلى مسقط رأسه في نيس الفرنسية بين وقت لآخر، لذا وصفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه "ابن لكل القارات" وقال عنه: إنه مسافر ذو شأن يجسد البعد العالمي للثقافة والقيم الفرنسية في عالم صاغته العولمة. ولد لوكليزيو المتحدر من أب بريطاني وأم فرنسية في 13أبريل عام 1940م في مدينة نيس، وهو متزوج من امرأة مغربية منذ عام 1975م، تعد رواية "الصحراء" من أهم إنجازاته الروائية، والتي حققت له شهرة واسعة، وهو حائز على إجازة في الأدب وعمل في جامعة بريستول ثم جامعة لندن، كما قام بالتدريس في بانكوك وبوسطن ومكسيكو سيتي. من أعماله: "النشوة المادية"، "الحرب"، "العمالقة"، "ميدرياس"، "هاي"، "ثلاث مدن مقدسة"، "أسفار من الجانب الآخر"، "الباحث عن الذهب"، "الربيع وفصول أخرى"، "السمكة الذهبية"، "ثورات"، "الإفريقي"، "أورانيا"، وتعد رواية "لازمة الجوع" من آخر أعماله وهي من إصدارات 2008م، كما كتب "لولابي" و "بالابيلو" للأطفال. سبق وأن حاز على عدد من الجوائز التقديرية منها جائزة رينودو عام 1963م وجائزة لاربو الفرنسية عام 1972، وجائزة جان جيونيو الكبرى عام 1982م، ويعد لوكليزيو من الكتاب الشغوفين بالعوالم البدائية والحضارات القديمة، ومزج بينها في كتابته التي تجاوزت الأربعين مؤلفاً.