أطلقت جاغوار وروفر موديليهما الجديدين "إس تايب" و"75" الثلثاء الماضي في معرض برمنغهام للسيارات، في أجواء مختلفة تماماً لدى كل من الصانعين. وبينما تعيش جاغوار أقوى أجواء إنتعاشها في تاريخها كله، وليس فقط منذ إشترتها فورد مطلع التسعينات، تعاني روفر ظروفاً صعبة تهدد إستمرارها، على الرغم من التفاؤل الذي أشاعه شراء بي إم ف للمجموعة البريطانية في 1994. وتعزو روفر أهم عوامل صعوباتها الى قوة الجنيه الإسترليني، ما يرفع أسعار سياراتها، بينما يرى مراقبون آخرون صعوبات تتعدّى موضوع الإسترليني الذي لا يمنع جاغوار من التفاؤل أيضاً على الرغم من إنتاجها هي أيضاً في بريطانيا. جاغوار "إس تايب" بإطلاق موديل "إس تايب" الجديد شرّعت جاغوار أمامها أبواب قطاع السيارات الكبيرة E segment المصنّفة أيضاً "تنفيذية" Executive لزيادة إنتاجها الى نحو 85 ألف وحدة في السنة المقبلة، مقارنة بنحو 50 ألفاً للسنة الجارية. وتعني "إس تايب" التي ستنزل الى الأسواق في آذار مارس المقبل، الكثير لصانعها إذ أنها أول سيارة تنتجها جاغوار على القاعدة "العائلية" المشتركة مع لنكولن "إل إس"، ضمن مشروع "فورد 2000"، في خطة طموحة ترمي الى خفض النفقات بفضل إعتماد قواسم مشتركة غير منظورة، لكن من دون النيل من خصوصية الموديلات في شكلها أو أدائها. من الناحية الشكلية-النظرية، يبدو أن مهندسي جاغوار نجحوا فعلاً لا في تمييز موديلهم الجديد عن شقيقه الأميركي فقط، بل في إخراجه بشخصية جاغوار من دون أي تردد، كما لو كانت القاعدة خاصة به. بل يُلفت الهيكل أيضاً في طابعه المنعش الفتي، ولو من دون مبالغة بأي "صرعات" تصميمية نافرة تشذ عن صورة جاغوار الأرستقراطية. فالسيارة موجّهة أساساً الى شرائح إجتماعية وعمريّة تُعيد أبناء النصف الثاني من الثلاثينات وأوائل الأربعينات الى صالات عرض الماركة. طبعاً، أفادت جاغوار كثيراً من ضخامة الموارد المعلوماتية المتوافرة لدى فورد، ومن الأسعار التي يمكن لصانع مثل فورد تحصيلها، مقارنة بما تكلّف هذه القطع ذاتها لو كان صانع بحجم جاغوار يرغب في شرائها لوحده أو إنتاجها. تصميمياً، تبدو علاقة "إس تايب" الجديدة واضحة التواصل، ولو فوق جسر ثلاثة عقود من الزمن، مع "إس تايب" السابقة 1963-1968 التي كانت تطويراً لموديل "تايب 2" 1959-1967. ومثل سابقتها، ستتوافر "إس تايب" بمحرّك ذي أسطوانات ست من "حديقة" فورد، لكن بتعديلات خاصة بجاغوار، وبترتيب V عوض الأسطوانات المتتابعة وهو أول محرّك بست أسطوانات V لدى جاغوار. في المقابل، لن تترك الماركة الإنكليزية منافساتها الألمانية وحدها تسرح وتمرح في هذا القطاع بمحرّكات ذات ثماني أسطوانات، إذ ستتوافر "إس تايب" أيضاً بخيار الأسطوانات الثماني المعروف في موديلَي جاغوار الآخرين "إكس جاي 8" و"إكس كاي 8". وستبلغ قوة محرّك الأسطوانات الست المتسعة ل0.3 ليتر 240 حصاناً/6800 د.د. وعزم دورانه 300 نيوتون-متر/4500 د.د. بينما ترتفع الأرقام مع محرّك الأسطوانات الثماني المتسعة ل0.4 ليتر، الى 280 حصاناً/6100 د.د. و390 نيوتون-متر/4300 د.د. وخلافاً لموديلَي جاغوار الآخرين المتوافرين مع علب أوتوماتيكية فقط، سينزل "إس تايب" بعلبة يدوية بخمس نسب أمامية، أو أوتوماتيكية متطوّرة بخمس نسب أمامية أيضاً مع إمكانات غيار شبه يدوي. وعلى الرغم من شمولها عدداً لا يستهان به من التجهيزات العصرية التي تنافس الموديلات الألمانية، لا تُسقط جديدة جاغوار الجوانب العائلية العملية من حساباتها إذ تضم تسهيلات أخرى كثيرة لتثبيت الأمتعة في الصندوق أو لتوسيع مساحته بطي ظهر المقعد الخلفي كلياً أو جزئياً 40/60. ولم تبخل فورد على ماركتها النخبوية بالتجهيزات، بل خصّتها مثلاً بنظام التشغيل الشفهي بالصوت، لكن بالإنكليزية للنظام السمعي والتلفون والمكيّف، من دون اللمس. طبعاً، يمكن الحصول على "إس تايب"، حسب الفئات والأسواق، مع أنظمة الملاحة الإلكترونية المتنامية الإنتشار مفيد إن توافرت خرائط بلد المستهلك على قرص مدمّج، سي دي ومنع الإنزلاقات الكبحية والدفعية على إختلافها، مروراً بضبط السلوك في المنعطفات. روفر "75" من جهة أخرى تتوقّع روفر الكثير من موديلها "75" الذي سيطلق أيضاً في آذار مارس المقبل، آملة في وقف خسائرها إبتداء من العام 2000 والحد من موجة التسريحات التي بدأت قبل أشهر قليلة بإعلان نية تسريح 1500 عامل قبل إعلانها الأسبوع الجاري ضرورة إضافة نحو 2400 وظيفة أخرى الى قافلة التسريحات. وتأمل روفر في إنتاج مئة ألف وحدة "75" في السنة الأولى قبل مضاعفة الرقم في العام 2000. وتتوجه السيارة البالغ طولها 75.4 متر، الى قطاع السيارات المتوسطة-الكبيرة الذي يضم موديلات مثل بي إم ف فئة "3" وبيجو "406" ورينو "لاغونا" ومرسيدس-بنز "سي" وآودي "آي 4" وغيرها.