سيبقى شهر آذار مارس في ذاكرة الثقافة العربيّة، وأهل المسرح على وجه الخصوص، مقترناً بإسم المخرج الجزائري عبدالقادر علّولة الذي اغتيل قبل عامين في أحد شوارع وهران، عشيّة اليوم العالمي للمسرح... وفي الذكرى الثانية لسقوطه، شهدت مدينته وهران، كما شهدت الضاحية الباريسيّة، احتفالات ونشاطات فنيّة تكريماً للمبدع الذي ترك بصماته على المسرح المغاربي والعربي. تحت عنوان "أيّام عبدالقادر علّولة" نظّم "مسرح وهران الجهوي" الذي أداره الراحل قرابة ربع قرن، تظاهرة امتدّت أسبوعين، واعتبرتها الصحافة المحليّة "أكبر تجمّع مسرحي في الجزائر، منذ بدء المواجهات المسلّحة". شاركت المسارح الجهويّة والمسرح الوطني في الأيّام التي شهدت اقبالاً واسعاً وصل عدد المشاهدين إلى آلاف عدّة، من خلال 15 عرضاً احترافيّاً. كما قدّمت تسجيلات فيديو لأعمال صاحب "الأقوال" و"اللثام" و"الأجواد"، ونظّمت ورشة شبيهة ب "ورشة التأليف الجماعي" التي وضع أساساتها بنفسه. وناقش المسرحيّون نصوصاً جديدة ستقدّم قريباً على خشبات الجزائر التي عادت إليها الحياة في الآونة الأخيرة. وشهدت قاعة "ماجيك سينما" في ضاحية بوبيني الباريسيّة، تظاهرة نظّمتها "جمعيّة أصدقاء علّولة"، قدّمت خلالها "الأجواد" في حلّتها الفرنسية تمثيل صونيا، سيد أحمد أقومي.... واختتمت التظاهرة بندوة مهمّة، استضافها "المركز الثقافي الجزائري"، شارك فيها: الشاعر مالك علّولة شقيق عبدالقادر، الناقدة نجاة خدّة أرملة التشكيلي محمّد خدّة، عاشور بن يوسف مترجم "الأجواد" إلى الفرنسيّة، والشاعرة زينب الأعرج التي قرأت قصيدتها "النخلة" في رثاء علّولة ويوسف السبتي. وأدار الندوة الباحث نور الدين السعدي. وهنا أيضاً قدّم سيد أحمد أقومي لوحات من "الأجواد" الفرنسيّة، معيداً إلى الأذهان طيف الممثّل الراحل سيراط بومدين الذي أدّى شخصيّة جلّول الفهايمي أساساً. لكن جودة الترجمة، وبراعة الإداء، لم يمنعا البعض من استعادة مواقف عبدالقادر علّولة الذي كان يرفض ترجمة أعماله، معتبراً أن "عالميّته تمرّ عبر لغة ناس الأحياء الشعبيّة في وهران"...