إحتضن المسرح الجهوي لمدينة قسنطينة، شرق الجزائر، مهرجان "الربيع الأول للمسرح الجزائري"، وهي أوّل تظاهرة بهذه الضخامة تلمّ رجال المسرح منذ أشهر طويلة، بعد قيام أغلب المسارح باغلاق ابوابها واضطرار الفنانين الذين لم يسقطوا برصاص الغدر الى التخفي او الرحيل. ويأتي هذا الربيع المسرحي، كما جاء في كلمة افتتاحه من قبل والي قسنطينة، "كتحية تكريم واعادة اعتبار للذين يناضلون كي لا تنطفئ شعلة المسرح الجزائري". شاركت في المهرجان المسارح الجهوية السبعة الجزائر العاصمة، وهران، قسنطينة، عنابة، بجاية، باتنة، سيدي بلعباس، إضافة إلى فرقة "المثلث المسرحي" المستقلة التي أسسها الممثل سيراط بومدين، قبل أشهر في وهران. كما دعيت خمس فرق من الهواة، كانت برزت هذه السنة في مهرجان مسرح الهواة التقليدي ينعقد كل صيف في مدينة مستغانم، الى تقديم عروضها على هامش "ربيع المسرح المحترف". وجاء المهرجان مناسبة لاسداء جوائز تكريمية الى عدد من الفنّانين الذين رحلوا اخيراً: علولة ومجوبي والمسرحي الرائد ولد عبدالرحمن كاكي الذي انطفأ منذ أسابيع بعد صراع مع مرض، والممثل محمد فتيس وهو رابع عضو من "مسرح بجاية الجهوي" يقضي في حادثة سير منذ وفاة مدير هذا المسرح عبدالمالك بوقرموح في حادثة مماثلة، قبل أربع سنوات. كما خصّ بالتفاتة تتكريم كل من نورية عميدة ممثلي "المسرح الوطني الجزائري"، ومصطفى عبدالحليم الشهير ب "عمي الجيلالي" مؤسس "مهرجان مسرح الهواة" الذي انطلق منه طوال عقدين أبرز وجوه المسرح الجزائري. قدم المهرجان ستة عروض جديدة أُنتجت خلال الموسم الحالي، في مقدمتها مسرحية "أرلوكان" التي كانت آخر اعمال عبدالقادر علولة، ومسرحية "التفاحة"، باكورة فرقة سيراط بومدين الجديدة "المثلث المسرحي". وهي بدورها من تأليف علولة قبل رحيله بأسابيع قليلة. النص الذي وصفه البعض بأنه وصيّة صاحبه، يدعو كما في "ارلوكان"، الى التفاؤل والحب والتسامح، والى "قطف تفاحة الحرية الممنوعة"، على حد تعبير سيراط بومدين في تلخيصه لمضمون هذه المسرحية التي حظيت بنجاح جماهيري واسع، بعد ان عرضها التلفزيون الجزائري.