انتعشت آمال الشباب العربي - وأنا منهم - اثر سقوط الاتحاد السوفياتي على أمل ان تكون نهاية الصراع بين الجبارين الاميركي والروسي بداية لعصر جديد من الازدهار الاقتصادي والسلام العالمي والديموقراطية. لكن آمالنا ذهبت ادراج الرياح، فالأزمة الاقتصادية العالمية تزداد استحكاماً وتضغط على رقابنا كل يوم والسلام العالمي بعد سلسلة الحروب الاقليمية والمحلية والأهلية التي اندلعت اثر نهاية الحرب الباردة مبدد كسراب يحسبه الظمآن ماء... أما الديموقرطية فهي اكبر أكذوبة في هذا العصر لأن الديموقراطية لا تتحقق مع الأمية والفقر. اقترح مجلس الشيوخ الاميركي تخفيض مساهمة الولاياتالمتحدة في تمويل "هيئة التنمية الدولية" التابعة للبنك الدولي، والتي تقدم قروضاً طويلة الأمد بفائدة ضئيلة ل87 دولة فقيرة جداً يشكل سكانها 65 في المئة من سكان العالم الثالث. اذن ستنخفض هذه المساعدات من 1250 مليون دولار الى 775 مليوناً. وهو ما شجع البلدان الاخرى الممولة لهذه الهيئة وعددها 32 دولة غنية من التفكير في تخفيض مساهمتها الخاصة على غرار أميركا الى النصف من 6000 مليون دولار الى اقل من 3000 مليون. ماذا يعني هذا التخفيض؟ يعني استفحال الأمية والفقر والاستبداد لأنه حيث تعشش الأمية والفقر يبيض الطغيان ويفرخ. أشرف عبدالفتاح عبدالقادر باريس - فرنسا