فرغ السينمائي الجزائري مرزاق علواش من تصوير فيلمه الروائي السادس الذي سيكون عنوانه "سلاماً يا ابن العمّ"، وتدور أحداثه في أحد أحياء ضاحية باريسيّة يقطنها مهاجرون عرب. يروي الفيلم الذي هو الآن قيد التوليف والتركيب، قصّة شاب جزائري اسمه عليلو تمثيل جاد المالح، يقرّر الهجرة إلى باريس بعد أن وجد عملاً لدى صديق قديم للعائلة يملك مصنعاً للألبسة هو مسيو موريس تمثيل جان بن غيغي. بعد وصوله إلى باريس، يضيّع عليلو عنوان مسيو موريس، فيضطرّ للبقاء من دون مصدر رزق، مع شاب عاطل عن العمل مثله اسمه موك تمثيل مسعود حتّو، يتحدّر من الجيل الثاني للهجرة، وهو مولود في فرنسا. على متن درّاجته النارية، يقود موك الوافد الجديد في جولات ليلية لاكتشاف باريس، فينبهر الشاب الجزائري بتلك الحياة التي لا تتوقّف، وبالأنوار التي لا تنطفئ، وبالحريّة التي تبدو له وكأنّها بلا حدود. لكن سرعان ما تبدأ موجة أعمال العنف والتفجيرات التي شهدتها باريس في الصيف الماضي، فيجد نفسه مجدّداً في جوّ التوتّر الأمني والضغط النفسي الشديد الذي ظنّ أنّه تركه بعيداً في الضفّة الأخرى للبحر المتوسّط... "سلاماً يا ابن العمّ" هو ثاني عمل يحقّقه علواش في فرنسا منذ هجرته إليها، بعد شريط متوسّط بعنوان "حب في باريس" 1986، لجأ إلى الصمت طويلاً بعد فشله التجاري. ثم عاد إلى بلاده أواخر 1988 ليحقّق مجموعة من الأفلام الوثائقية. وفي سنة 1993، شرع في تصوير "حومة باب الواد" الذي لاقى رواجاً ملحوظاً جائزة النقّاد في "مهرجان كان"، 1994، ويتطرّق إلى الراهن الجزائري المتفجّر. في فيلمه المذكور يعود صاحب "الرجل الذي كان ينظر إلى النوافذ" إلى حي باب الواد الشعبي في العاصمة الجزائريّة، وكان مسرح أحداث "عمر قتلاتو" الفيلم الأوّل الذي شهره قبل ربع قرن. وقال مرزاق علواش للزميل حمّوش أبو بكر إن عمله الجديد أقرب في مضمونه وأسلوبه التراجيكوميدي إلى "عمر قتلاتو" و"باب الواد" منه إلى تجربة "حبّ في باريس". كما كشف أنّه اضطرّ إلى حذف جزء من "سلاماً يا ابن العمّ" كان من المفروض أن يتمّ تصويره في الجزائر، لأن ذلك "بات من المستحيل في الظروف الحاليّة"، خصوصاً بعد الرواج الذي لقيه "حومة باب الواد"، ويمكن اعتباره أول فيلم جزائري يتناول موضوع الأصوليّة والتطرّف.