أمير جازان: آفاق واسعة من التقدم والازدهار    خادم الحرمين: نعتز بما قدمه أبناء الوطن وما تحقق جعل المملكة نموذجاً عالمياً    أعربت عن تعازيها لإيران جراء انفجار الميناء.. السعودية ترحب بالإجراءات الإصلاحية الفلسطينية    رؤية السعودية 2030 في عامها التاسع.. إنجازات تفوق المستهدفات ومؤشرات توثق الريادة    أمير القصيم: خارطة طريق طموحة لرسم المستقبل    381 ألف وظيفة في قطاع التقنية.. 495 مليار دولار حجم الاقتصاد الرقمي السعودي    أمة من الروبوتات    الأردن.. مصير نواب "العمل الإسلامي" معلق بالقضاء بعد حظر الإخوان    تفاهمات أمريكية سورية ومساعٍ كردية لتعزيز الشراكة الوطنية    ينتظر الفائز من السد وكاواساكي.. النصر يقسو على يوكوهاما ويتأهل لنصف النهائي    القيادة تهنئ رئيسة تنزانيا بذكرى يوم الاتحاد    أمير الشرقية: إنجازات نوعية لمستقبل تنموي واعد    الآبار اليدوية القديمة في الحدود الشمالية.. شواهد على عبقرية الإنسان وصموده في مواجهة الطبيعة    ضبط أكثر من 19.3 ألف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود    "المنافذ الجمركية" تسجل 1314 حالة ضبط خلال أسبوع    المملكة تفتح أبواب جناحها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025    برعاية سمو وزير الثقافة.. هيئة الموسيقى تنظم حفل روائع الأوركسترا السعودية في سيدني    دفع عجلة الإنجاز وتوسيع الجهود التحولية    فخر واعتزاز بالوطن والقيادة    برشلونة يكسب "كلاسيكو الأرض" ويتوج بكأس ملك إسبانيا    مدرب كاواساكي: قادرون على التأهل    قدامى الشباب ينتقدون نتائج توثيق البطولات    خطى ثابتة نحو مستقبل مُشرق    تقرير يُبرهن على عمق التحوّل    الجبير يترأس وفد المملكة في مراسم تشييع بابا الفاتيكان    إطلاق مبادرة "حماية ومعالجة الشواطئ" في جدة    ترامب يحض على عبور "مجاني" للسفن الأميركية في قناتي باناما والسويس    المملكة تقفز عالمياً من المرتبة 41 إلى 16 في المسؤولية الاجتماعية    اللواء عطية: المواطنة الواعية ركيزة الأمن الوطني    1500 متخصص من 30 دولة يبحثون تطورات طب طوارئ الأطفال    الأميرة عادلة بنت عبدالله: جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان عززت المنافسة بين المعاهد والبرامج    تدشين الحملة الوطنيه للمشي في محافظة محايل والمراكز التابعه    رئيس مركز الغايل المكلف يدشن "امش30"    101.5 مليار ريال حجم سوق التقنية    الحكومة اليمنية تحذر موظفي ميناء رأس عيسى من الانخراط في عمليات تفريغ وقود غير قانونية بضغط من الحوثيين    اكتشاف لأقدم نملة في التاريخ    قدراتنا البشرية في رؤية 2030    تصاعد التوترات التجارية يهدد النمو والاستقرار المالي    الذهب ينخفض 2 % مع انحسار التوترات التجارية.. والأسهم تنتعش    800 إصابة بالحصبة بأمريكا    فواتير الدفع مضرة صحيا    الذكور الأكثر إقبالا على بالونة المعدة    الأهلي يكسب بوريرام بثلاثية ويواجه الهلال في نصف نهائي النخبة الآسيوية    انتهاء محادثات أمريكية إيرانية في عُمان وسط تفاؤل حذر    حين يعجز البصر ولا تعجز البصيرة!    السعودية تعزي إيران في ضحايا انفجار ميناء بمدينة بندر عباس    القيادة تهنئ تنزانيا بذكرى يوم الاتحاد    32 مليون مكالمة ل 911    قوانين الفيزياء حين تنطق بالحكمة    مكافحة المخدرات معركة وطنية شاملة    التحول الرقمي في القضاء السعودي عدالة تواكب المستقبل    أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق في المملكة    وزارة التعليم تستعرض منصاتها في معرض تونس الدولي للكتاب 2025    "عبيّة".. مركبة تحمل المجد والإسعاف في آنٍ واحد    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف يلتقي مديري عموم الفروع    إمام الحرم النبوي: حفظ الحقوق واجب شرعي والإفلاس الحقيقي هو التعدي على الخلق وظلمهم    إمام المسجد الحرام: الإيمان والعبادة أساسا عمارة الأرض والتقدم الحقيقي للأمم    الشيخ صلاح البدير يؤم المصلين في جامع السلطان محمد تكروفان الأعظم بالمالديف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علي ناصر محمد يتذكر هربوا إلى الوحدة ثم هربوا منها . بريجنيف أوصانا بعدم استخدام صواريخ "سكود" 2
نشر في الحياة يوم 24 - 07 - 1995

واقع التشطير مكلف وحلم الوحدة باهظ. إنها قصة اليمن منذ الستينات حتى اليوم. ما يربط صنعاء بعدن هو دوي حلم الوحدة في ضمير اليمنيين. ويربط "العاصمتين" أيضاً خيط دم يمتد على حدود ما كان يسمى الشطرين وحين يجف هناك ينكفئ إلى المدينتين فتغرق كل منهما في "حروب القصر".
كان على اليمنيين التواقين إلى الوحدة أن يصالحوا أشياء تصعب المصالحة بينها ان اجتمعت في كوكتيل متفجر: التاريخ والجغرافيا والديموقراطية والعسكر والقبلية والماركسية والمناصفة المتناقضة مع الوقائع السكانية وحسابات المناطق والمذاهب وكانت الدعوة إلى الوحدة أفضل خيمة للانتظار في الشطرين.
الخوض في ذاكرة اليمن الحديث يشبه السباحة في بحر مفخخ بالعناوين المثيرة والروايات المتناقضة والمواقف المكلفة. على طريق الوحدة وحروبها أو الحروب عليها تمددت جثث ثلاثة رؤساء هم الحمدي والغشمي وسالمين وأخرج من السلطة رئيس هو علي ناصر محمد وفتك الرفاق بالرفاق فقتل كثيرون. واحتاجت الوحدة إلى ثلاثة حروب في 1972 و1979 و1994 هذا من دون أن نحصي الحروب الداخلية والاشتباكات الحدودية.
يحكي الرئيس علي ناصر محمد في هذه الحلقة قصة الوحدة ومواعيدها، مشيراً إلى أنها استخدمت كحصان طروادة، ويقول بألم "هربوا إلى الوحدة ثم هربوا منها كل على طريقته". ويتطرق إلى وجود عسكريين يمنيين جنوبيين في اثيوبيا في أيام حكم منغيستو هايلي مريم ويتحدث عن علاقته مع فيديل كاسترو.
كيف عالجت قضية العلاقة مع الشمال التي كانت تمر بفترة توتر شديدة؟ عموماً كيف عالجتم قضية الوحدة اليمنية بعد توليكم الرئاسة؟
- بقياس التمنيات والأحلام المشروعة، كان يفترض في الوحدة اليمنية ان تتحقق في 30 نوفمبر تشرين الثاني في 1967، أي عشية استقلال الشطر الجنوبي أما الذي حدث فكان شيئاً آخر تماماً. ميثاق الجبهة القومية نص على قيام دولة جنوبية أولاً، مع الاستمرار في القتال لاستعادة الوحدة اليمنية. وثورة 26 ايلول سبتمبر في الشمال تحدثت بعمومية شديدة عن "النضال من اجل الوحدة الوطنية"، كهدف من أهداف الثورة من دون ان تلزم نفسها شيئاً. وهذا معناه ان الثورة اليمنية سواء في الشمال أو الجنوب لم تكن تمتلك استراتيجية مستقبلية لتوحيد اليمن بعد نيل الجنوب استقلاله. وكما هو معروف نتج عن ذلك وجود دولتين على الأرض اليمنية الواحدة. وكانت هذه في نظري البذرة الأولى التي زرعت ووسعت شقة الخلاف، ثم اججت الصراعات والحروب الدموية اللاحقة بين الشطرين.
هل كان هذا من نوع الأخطاء الاستراتيجية التي وقع فيها الثوار اليمنيون أو لم يحسبوا حسابها؟
- نعم ولكن مما زاد الطين بلة، ان المسؤولين في الشطرين بدلاً من ان يتجاوزوا هذا الخطأ الاستراتيجي التاريخي بوضع أسس سليمة لوحدة اليمن، حولوا الوحدة أو النضال من اجلها الى صراع يسعى كل طرف من خلاله الى الحاق الهزيمة بالطرف الآخر. ومن اجل ذلك لم يتوان عن استقطاب قوى اقليمية ودولية من اجل كسب هذه المعركة لنفسه لتحقيق أهداف نفعية لبعضهم وللمتاجرة بالوحدة.
ألم تكن التبدلات السياسية التي مرت بها اليمن هنا أو هناك واحدة من أسباب التوتر بين الشطرين؟
- عدم استيعاب النظام في الجنوب للمعارضة الوطنية بعد الاستقلال جعلها تتوجه الى الشمال لمواجهة النظام من هناك. وبالعكس أيضاً انتقل جزء من المعارضة الوطنية الشمالية الى الجنوب بعدما عجز النظام في صنعاء عن استيعابها وأخذت تواجهه من عدن. وجود هذه المعارضة هنا أو هناك لا شك في انه ساهم الى حد ما في ان يصبح ذلك أحد مصادر القلق والتوتر بين الشطرين.
دولتان على أرض واحدة
كيف عالجت قضية العلاقة مع الشمال التي كانت تمر بفترة توتر شديدة؟ عموماً كيف عالجتم قضية الوحدة اليمنية بعد توليكم الرئاسة؟
- بقياس التمنيات والأحلام المشروعة، كان يفترض في الوحدة اليمنية ان تتحقق في 30 نوفمبر تشرين الثاني في 1967، أي عشية استقلال الشطر الجنوبي أما الذي حدث فكان شيئاً آخر تماماً. ميثاق الجبهة القومية نص على قيام دولة جنوبية أولاً، مع الاستمرار في القتال لاستعادة الوحدة اليمنية. وثورة 26 ايلول سبتمبر في الشمال تحدثت بعمومية شديدة عن "النضال من اجل الوحدة الوطنية"، كهدف من أهداف الثورة من دون ان تلزم نفسها شيئاً. وهذا معناه ان الثورة اليمنية سواء في الشمال أو الجنوب لم تكن تمتلك استراتيجية مستقبلية لتوحيد اليمن بعد نيل الجنوب استقلاله. وكما هو معروف نتج عن ذلك وجود دولتين على الأرض اليمنية الواحدة. وكانت هذه في نظري البذرة الأولى التي زرعت ووسعت شقة الخلاف، ثم اججت الصراعات والحروب الدموية اللاحقة بين الشطرين.
هل كان هذا من نوع الأخطاء الاستراتيجية التي وقع فيها الثوار اليمنيون أو لم يحسبوا حسابها؟
- نعم ولكن مما زاد الطين بلة، ان المسؤولين في الشطرين بدلاً من ان يتجاوزوا هذا الخطأ الاستراتيجي التاريخي بوضع أسس سليمة لوحدة اليمن، حولوا الوحدة أو النضال من اجلها الى صراع يسعى كل طرف من خلاله الى الحاق الهزيمة بالطرف الآخر. ومن اجل ذلك لم يتوان عن استقطاب قوى اقليمية ودولية من اجل كسب هذه المعركة لنفسه لتحقيق أهداف نفعية لبعضهم وللمتاجرة بالوحدة.
ألم تكن التبدلات السياسية التي مرت بها اليمن هنا أو هناك واحدة من أسباب التوتر بين الشطرين؟
- عدم استيعاب النظام في الجنوب للمعارضة الوطنية بعد الاستقلال جعلها تتوجه الى الشمال لمواجهة النظام من هناك. وبالعكس أيضاً انتقل جزء من المعارضة الوطنية الشمالية الى الجنوب بعدما عجز النظام في صنعاء عن استيعابها وأخذت تواجهه من عدن. وجود هذه المعارضة هنا أو هناك لا شك في انه ساهم الى حد ما في ان يصبح ذلك أحد مصادر القلق والتوتر بين الشطرين.
أطول حوار وأصغر دولة
لماذا لم يستطع اليمنيون حل خلافاتهم بصورة معتدلة؟ لماذا يخوضونها دائماً بجموح وعنف؟
- قبل كل شيء فلنقل ان هذا مرده الى غياب الديموقراطية، وعدم الاعتراف بالآخر سواء في الشمال أو الجنوب، والى غياب المجتمع المدني. فالجبهة القومية أصرت عند الاستقلال على ان تكون التنظيم السياسي الوحيد في الجنوب، وألغت بقية الأحزاب، والقوى السياسية الأخرى ودورها على الساحة أو المشاركة في السلطة. وكان الشعار الذي رفعته يومها "كل الشعب قومية". وهذا قضى على أي امكان للنمو الديموقراطي في البلد. كما انها رفضت اجراء أي حوار مع الآخرين. وحتى عندما دخلت في حوار طويل مع الفصيلين الباقيين، البعث و"اتحاد الشعب الديموقراطي"، والذي استغرق سنوات طوالاً لم يكن الحوار مكافئاً لأن جزرة السلطة وهراوتها استخدمتها في وقت واحد لانضاج الحوار. وانتهى الحوار بتوحيد التنظيمات الثلاثة في تنظيم سياسي واحد. ووصف رئيس مجلس الرئاسة يومها سالم ربيع علي الحوار بأنه "أطول حوار في العالم في أصغر دولة في العالم". وهذا التنظيم تحول في ما بعد الى "الحزب الاشتراكي اليمني" الذي أعلن نفسه الوريث الشرعي لنضال كل القوى الوطنية في اليمن، وهذا خطأ تاريخي من وجهة نظري. وأخذ يطرح مفهومه حول اداة الثورة الواحدة التي تفرض الوحدة بالقوة العسكرية وبمفهومه وبرنامجه السياسي من دون ادنى مراعاة لخصائص الواقع اليمني وتاريخه وحضارته وثقافته الوطنية وهويته العربية الاسلامية.
هذا على مستوى الجنوب فماذا عن الشمال؟
- هذا الخطأ نفسه سنجده يتكرر وان بصورة اخرى في الشمال. فالنظام هناك الذي كانت تحكمه المؤسسة التقليدية والعسكرية كان هو الآخر يضطهد المعارضة وعجز عن استيعابها أو عن استيعاب المفاهيم الديموقراطية الحديثة سواء كانت هذه المعارضة من داخل النظام السياسي أو من خارجه، الى درجة انهم اعتبروا الحزبية خيانة والغوا كل الأحزاب. ارتكبت أخطاء في الجانبين كما كانت لدى الشمال أيضاً نياته الخاصة بضم الجنوب والحاقه بالشمال قسراً! وقد لجأ النظامان الى العنف والى تصفية الخصوم سواء في ما يتعلق بحل المشاكل الداخلية لكل نظام على حدة أو في ما يتعلق بعلاقات بعضهما ببعض. ويمكن الاشارة على سبيل المثال الى أحداث 1968 في الشمال، والى مقتل المشائخ في الجنوب.
ومثل هذه الأعمال لا يمكن ان يقدم الحل لمشاكل اليمن الذي يعاني من التخلف الشديد، والذي هو في أمس الحاجة الى كل قطرة دم وحبة عرق. المشاكل لا يمكن ان تحتوى الا عن طريق الحوار وليس عن طريق القتل والتصفيات الجسدية أو الحروب. هذه الأحداث وسواها أبقت اليمن في حال تخلف شديد، وحال توتر مستمر. وفي بعض الأحيان تحول التوتر حروباً طاحنة دفع الشعب اليمني ثمنها ولا يزال. ويمكنني الاشارة خصوصاً الى حربي عام 1972 و1979، وهما تجربتان مريرتان في تاريخ اليمن الحديث.
هل كانت هذه الحروب ضرورية أو حتمية؟ ألم يكن بالامكان تفاديها؟
- لم تكن بالتأكيد الخيار الأفضل، ولكن بكل أسف كانت توجد في النظامين عناصر وقوى متشددة ومتطرفة. وكانت تعتقد بأن في وسعها تصفية النظام في الطرف الآخر بالقوة. كان بعضهم يجد مصلحته في الحروب وفي استمرار التوتر بين الشطرين، وقد تشكلت له مصالح لا يستطيع العيش من دونها، فتحول هؤلاء الى متعهدي حروب وتجار سلاح، وكانوا يدقون طبول الحرب باسم الوحدة لمعرفتهم الأكيدة ان الشعب اليمني يستهجن الحرب بين اليمنيين. ولهذا كانوا على الدوام قادرين على تصوير حروبهم القذرة تلك بأنها حروب مُقدسة من اجل الوحدة. ولكن ثبت من التجربة، ومن نتائج الأحداث ان هذا الأسلوب عقيم وغير مجد. فعقب كل حرب من هذا النوع كان اليمنيون يجلسون الى طاولة المفاوضات ويدخلون في حوار سلمي. اتفاقية القاهرة عام 1972 جاءت بعد حرب. وكذلك اتفاقية الكويت جاءت بعد حرب عام 1979.
قصة الاتفاقات الوحدوية
كنتم أول من وقع على اتفاقية وحدوية بين الشطرين، كيف جاءت الاتفاقية؟ وهل كانت الأسس التي وضعتموها في تلك الاتفاقية كافية لتحقيق وحدة اليمن؟
- كان لي شرف توقيع اتفاقية القاهرة عام 1972 مع أخي الاستاذ محسن العيني رئيس وزراء الشطر الشمالي حينها. كان هذا عقب حرب طاحنة وقعت في العام نفسه. وجرت وساطات عدة للجامعة العربية وعدد من الدول العربية منها الكويت والجزائر ومصر وسورية.
قصة تلك الأحداث طويلة لكن المهم اننا اتخذنا بشجاعة قرار وقف الحرب من موقع شعورنا العميق بالمسؤولية الوطنية، ولحقن الدماء اليمنية. واتفقت مع اخي العيني على ان نلتقي في القاهرة للبحث في الموقف والاتفاق على ما يمكن الاتفاق عليه.
وكنا نحمل معنا مشروع اتفاق للوحدة هو الذي وقعنا عليه لاحقاً، بعد الحوار والنقاش، والذي عرف باتفاقية القاهرة 1972. واعتقد بأن الأسس التي وضعناها في تلك الاتفاقية كانت جوهرية وكافية لتحديد الأسس القانونية والموضوعية لتحقيق وحدة اليمن. بدليل انه بعد 17 عاماً من توقيعها لم يجد اليمنيون شيئاً أفضل منها وذلك باعتماد اتفاقية القاهرة كأساس قانوني واجرائي لتحقيق الوحدة اليمنية، وذلك عند التوقيع على اتفاق 30 تشرين الثاني نوفمبر 1989م. وعلى أساس اتفاقية القاهرة، ومن بعدها "بيان طرابلس" انجز مشروع دستور الوحدة، وكل الاتفاقات الوحدوية الأخرى التي انجزنا الكثير منها خلال الفترة بين 1980 و1985م، اتفاقية 30 تشرين الثاني نوفمبر كانت التوقيع الأخير على حصيلة من الجُهد الدؤوب والعمل الوحدوي المثابر الذي انجز خلال قرابة سبعة عشر عاماً. وتخللت ذلك حربان وخسائر وضحايا ودماء، لكن في النهاية كان لا بد للوحدة من ان تتم بالطرق السلمية والديموقراطية.
حرب 1979
ماذا عن حرب 1979؟
- حرب العام 1979 كانت لها ظروفها، لكنها كانت تصب في خانة تصفية أحد النظامين للآخر. كانت الوحدة هنا أيضاً جاهزة، ولكن كحصان طروادة. لم يمر على مقتل الرئيسين أحمد العشيمي وسالم ربيع علي وقت طويل حتى ارتفعت صيحات الحرب من جديد. كان المرحوم عبدالفتاح اسماعيل يومها هو الرئيس للنظام في عدن بينما صعد الى سدة الحكم في الشمال العقيد علي عبدالله صالح. وكان يعتقد بأن الكفاح المسلح وسيلة لاسقاط النظام في صنعاء. وكانت تقارير الجبهة تشير الى إمكان سقوط النظام هناك بسهولة اذا تدخل الجيش الجنوبي لاسناد المقاومة لأن الطريق الى صنعاء ستكون ممهدة، ومن هناك يعلن قيام اليمن الديموقراطي الموحد. وأفرط بعضهم في الأحلام الى درجة الاقدام على مناقشة من يكون رئيسي اليمن الموحد ومن يكون نائبه، وسمي بعض الأسماء بالفعل؟ ويبدو ان هؤلاء لم يكونوا يدققون كثيراً في الحسابات، الحسابات الاقليمية والمحلية وكذلك الحسابات الدولية.
ومن جديد كانت طاولة المفاوضات هي الحل وعليها ولدت اتفاقية الكويت التي حددت فترة ستة أشهر لانجاز الوحدة.
في الرئاسة
في هذه الظروف وبعدها بقليل قدم عبدالفتاح اسماعيل استقالته من الأمانة العامة ورئاسة الدولة، وجئت أنت الى منصب الرجل الأول… كيف تعاملت مع الإرث الذي ورثته؟
- قبل كل شيء انطلقت من مسلمة كنت أراها بديهية وضرورية جداً، وهي ان تحقيق الأمن والاستقرار الداخلي والانطلاق بالتنمية الاقتصادية لا يمكن ان يتحققا الا بالارتباط الوثيق بعلاقات طيبة وآمنة مع الشطر الشمالي من الوطن وبقية الجيران في دول الجزيرة والخليج. لذلك منحت الأولوية لاصلاح البيت من الداخل كما يقال. اهتممت بالحياة المعيشية للناس، وبأمنهم واستقرارهم، وكذلك بالعناية بالمغتربين الذين كانوا أحد مصادر دخلنا القومي. ولم يكن ذلك ممكناً الا بالمعالجة التدريجية لاخطاء المراحل السابقة، الأخطاء السياسية والاقتصادية.
الخطوة الثانية كانت اصلاح العلاقة مع الشطر الشمالي من الوطن. ولم يكن ذلك ممكناً الا بنبذ العنف في العلاقة بين الشطرين، واستبداله بالحوار السلمي ووضع الأسس الديموقراطية لتحقيق الوحدة. وبواسطة اللقاء والحوار على أعلى المستويات استطعنا الوصول الى اتفاقات سياسية مهمة والى وضع أسس لقيام التكامل الاقتصادي واقامة الشركات الاقتصادية المشتركة. وهنا أدخلنا البعد الاقتصادي للوحدة للمرة الأولى في العمل الوحدوي.
وكذلك حققنا نتائج مهمة على صعيد اللجان الوحدوية الى الحد الذي استطعنا معه انجاز "مشروع دستور دولة الوحدة"، وتأسيس عدد من الشركات والمؤسسات الاقتصادية المشتركة. ووصل النجاح الى حد التنسيق في السياسة الخارجية والمواقف القومية والدولية مثلما حدث خلال الاجتياح الاسرائيلي لبيروت. وكما تذكرون تجولت وأخي الرئيس علي عبدالله صالح في طائرة واحدة في عدد من الدول العربية لحشد التضامن العربي خلف المقاومة الوطنية اللبنانية - الفلسطينية المشتركة للعدوان. وقد جنينا الفائدة من وراء هذه السياسة وأهمها تحقيق الأمن والاستقرار لليمن.
هذا على صعيد اليمن، فماذا عن علاقتكم مع الجيران؟
- الخطوة التالية تمحورت حول خلق صلات وعلاقات طيبة مع الجيران. فطبعنا علاقات اليمن الديموقراطية مع سلطنة عمان عام 1982 وبقية دول المنطقة. ومكنتنا هذه السياسة من فك العزلة عن النظام، وتحقيق صلات سياسية، والحصول على مزايا اقتصادية جنى ثمارها شعبنا في اليمن. ولا يتصورن أحد ان مهمتنا تلك كانت سهلة، بل كانت في غاية الصعوبة ومحفوفة بالمخاطر الجسيمة، لأن بعض العناصر وبعض القوى الدولية كانا يتفقان ضد هذه السياسة ويترصدانها سواء بشقها الوطني اليمني أو بجانبها العربي الاقليمي. ودفعت ثمن هذه السياسة في كانون الثاني/ يناير 1986، لكن ذلك حديث آخر.
الحرب الأخيرة
هل لك ان تحدثنا عن تجربة الوحدة، أقصد التجربة الوحدوية منذ ان أصبحت اليمن دولة واحدة، وصولاً الى الحرب الأخيرة التي جرت في العام 1994؟
- أولاً، أود ان أتحدث عن الظروف التي أدت الى اعادة تحقيق الوحدة اليمنية. فقد نشأت عوامل محلية واقليمية ودولية مواتية ساعدت كلها مجتمعة على اتمام الوحدة في الموعد الذي تمت فيه في 22 أيار مايو 1990. وأحب ان أشير خصوصاً الى العامل المحلي الداخلي. فالتضحيات التي قدمناها في كانون الثاني يناير 1986 كانت أحد الأسباب التي عجلت بقيام الوحدة. فخروجنا الى الشطر الشمالي ووجودنا هناك كمعارضة منظمة شكل مصدر ضغط على الطرفين في عدن وصنعاء. اذ كنا نملك حزباً وجيشاً وكوادر سياسية وادارية كفؤة وقاعدة شعبية عريضة.
كما ان الخلل الذي أوجدته أحداث كانون الثاني يناير 1986 في بنية النظام في عدن، وعدم استجابته لاطروحاتنا السياسية باستعادة الوحدة الوطنية جعلا النظام في الموقع الأضعف، سياسياً واقتصادياً، خصوصاً بعدما انقطع انبوب المساعدات المحدود من موسكو. وفي الناحية الأخرى، فان النظام في صنعاء لم يكن في وضع أفضل لكنه كان يملك المبادرة وقادراً على تحريك ورقة الوحدة التي تلقى تأييداً جارفاً من الشعب اليمني في الشمال والجنوب على حد سواء. أما العوامل الاقليمية والدولية فكانت تؤيد للمرة الأولى قيام الوحدة، أو على الأقل لم تكن تعترض عليها، أو ان مخاوفها منها لم تعد بالقدر نفسه.
هل يعني هذا ان الذين وقعوا اتفاق 30 تشرين الثاني نوفمبر 1979 كانوا يهربون الى الوحدة؟
- من دون أدنى شك، فان الوحدة اليمنية تمت بارادة يمنية خالصة هي التي أرادتها، وقدمت أجيال عدة من اليمنيين تضحيات غالية في سبيلها بصرف النظر عمن وقع في الأخير على الوثيقة النهائية، لأن كل الوثائق الوحدوية - ربما في ذلك مشروع دستور - الوحدة كانت قد انجزت قبل ذلك بسنوات. لكن المهم، ماذا حدث بعد ذلك ولماذا حدث؟
أعتقد بأن لذلك أسباباً عدة هي التي أدت في ما بعد الى الصراع والانفجار والحرب التي حدثت العام الماضي. فالقيادة لم تدرك الأهمية التاريخية والاستراتيجية للوحدة، ولذلك لم ترفق الوحدة بمشروع حضاري استراتيجي لبناء دولة الوحدة، والنهوض بالوطن. كل ما أتت به هو مشروع بديل ليس له هوية وطنية، وبموجب مشروعها هذا اقتسمت السلطة والثروة و"الزمرة" وبقية الأحزاب الأخرى مناصفة بينها وجردت الوحدة من مصادر قوتها وتطوير بناها. كان هذا بكل أسف تقسيماً وتمزيقاً للشعب في الوطن الواحد الحديث التوحد. وتكريساً للانقسام في قلب دولة الوحدة وأحد الأسباب التي فجرت الخلاف والحرب والصراع بين حُلفاء السلطة الذين أدى خلافهم وصراعهم الى نتائج وخيمة. وهكذا بعدما هربوا الى الوحدة وجدناهم يهربون منها هذه المرة، كل بطريقته.
رأيناك تقوم بجهود كثيرة خلال الأزمة اليمنية الأخيرة، وبالوساطة بين الطرفين المتصارعين…
- عندما اندلعت الأزمة الأخيرة في اليمن أحسسنا بمدى ما تشكله من خطر على اليمن ووحدته، وعلى الشعب اليمني واستقراره، وعلى أمن المنطقة كلها واستقرارها. ولهذا حرصنا مع كل القوى اليمنية والعربية الحريصة على وحدة اليمن على بذل أقصى ما نستطيع لتطويق الأزمة داعين الى الحوار، وحل الخلافات بالطرق السلمية والديموقراطية. وهذه الجهود مجتمعة هي التي أدت الى عقد لقاء عمان في الأردن والذي انبثقت عنه "وثيقة العهد والاتفاق" كوثيقة اجماع وطني. وهذا ما جعلني حريصاً كل الحرص على المشاركة فيه وحضور مراسم توقيع هذه الوثيقة المهمة. وأتذكر انني حذرت بعد التوقيع عليها مباشرة من التراجع عنها، كما حذرت من الاقتتال والانفصال. وهو ما حدث فعلاً بعد ذلك بوقت قصير، اذ انفجرت المعارك المسلحة بين طرفي الصراع وتحولت بسرعة حرباً طاحنة واعلان انفصال. وكان هذا التهديد الأخطر والأقوى الذي تتعرض له الوحدة اليمنية. ولهذا كان من الطبيعي ان نقف مع الوحدة لأن الانفصال لن يقدم الحل لمشاكل اليمن.
موقع اليمن
لماذا كل هذا التشديد على الوحدة اليمنية؟
- اذا كنت تسألني لماذا أنا متشبث بالوحدة الى هذا الحد كله، أجيبك بأننا عانينا طويلاً من التشطير بكل ما فيه من ضعف وافتقار الى الامكانات. وعانينا من حروب طاحنة، من حروب الأخوة: الصراع في الجنوب، صراع في الشمال وصراع بين الشمال والجنوب بكل ما يعنيه ذلك من هدر للأموال وازهاق للأرواح وبما يعنيه أيضاً من تهديد لأمن اليمن. ولأمن المنطقة واستقرارها. أنا من المؤمنين جداً بأن يمناً موحداً هو عامل مهم جداً من عوامل الأمن والاستقرار في المنطقة. وأنا من المؤمنين ايماناً صادقاً بأن موقع اليمن هو ضمن المنظومة السياسية والاقتصادية والأمنية لدول الجزيرة والخليج. فنحن نشكل معاً جسداً واحداً. ونستطيع ان ندخل معاً عصر التنمية والأمن والاستقرار من بوابة التعاون والتكامل الاقتصادي والسوق المشتركة، وهي أسلم سياسة يمكن دول المنطقة ان تأخذ بها. ونحن في اليمن أيدنا بكل ما نستطيع قيام "مجلس التعاون الخليجي" واستراتيجيته الوحدوية. ونعتبر استمراره وبقاءه قوة لأمن المنطقة واستقرارها، بما في ذلك اليمن. كما نجد ان أهدافه تصب في خدمة جامعة الدول العربية وتعزز دورها ومكانتها.
وأخيراً وربما أولاً فأنا أرى ان أفضل وصفة للوضع العربي الحالي بكل ما فيه من تعقيدات وأزمات هو ان تكون عند العرب نظرة مستقبلية للوطن العربي خصوصاً انه مقبل على القرن الواحد والعشرين بكل تحدياته الجديدة والمختلفة. العالم كله من حولنا يتوحد في كيانات سياسية واقتصادية. واعتقد بأنه قد آن الأوان للعرب لكي يضعوا التعاون العربي والتكامل الاقتصادي في الأولوية من اهتماماتهم. انطلاقاً من الضرورات والمنظورات للتعاون والتكامل العربيين مع احتفاظ كل بلد بخصائصه الوطنية.
في حرب العام الماضي استخدمت القيادة الجنوبية صواريخ سوفياتية من طراز "سكود" ما قصة هذه الصواريخ التي حصلت عليها عدن في وقت مبكر وما كان الهدف من امتلاكها؟
- موضوع صواريخ "سكود" قديم وهو جزء من علاقة التسليح التي كانت قائمة مع الاتحاد السوفياتي. وقعت على صفقة الصواريخ هذه في 1978 بصفتي رئيساً للوزراء. لم يكن الغرض بالتأكيد استقدام هذا النوع من الصواريخ لاستخدامه سواء في نزاع داخلي أو ضد جيراننا. والحقيقة انها المرة الأولى التي حصل فيها بلد شرق أوسطي على هذا السلاح وبريجنيف نفسه قال لي: هذه الأسلحة للردع والتخويف وليست للاستخدام ضد خصومكم. كانت الصواريخ اذاً محاولة لتعزيز القدرات الدفاعية لا للاستخدام. والدليل على ذلك انها لم تستخدم في المواجهات التي وقعت في 1979 بين الجنوب والشمال. لكنها استخدمت، ويا للأسف، في حرب العام الماضي.
حكي كثيراً عن مشاركة طيارين يمنيين جنوبيين في الغارات الاثيوبية على اريتريا وعلى القوات الصومالية، ماذا كان حجم مشاركتهم العسكرية هناك؟
- الآن وقد اصبحت هذه الوقائع ملكاً للتاريخ، علينا ان نسجل الامور كما كانت. العلاقات الوثيقة التي كانت قائمة بين عدن واديس ابابا لم تكن سراً. وهي علاقات املتها اعتبارات كثيرة. هناك مبالغات في الكلام على الدور العسكري لليمن الديموقراطية في اثيوبيا. كان هناك مئات من العسكريين اليمنيين بينهم عدد من الطيارين. في 1977 تمركز هؤلاء في مواقع دفاعية في اثيوبيا واسمرة. كنت يومها رئيساً للوزراء وكان الرئيس سالم ربيع علي وكان عبدالفتاح اسماعيل اميناً عاماً.
طبعاً نحن نتحدث اليوم عن احداث وقعت قبل 20 عاماً. واذا كان من حقنا ان ننظر الى الماضي بعين الحاضر فان علينا في الوقت نفسه ان نلتفت الى الاطار الذي حدثت فيه هذه التطورات، واقصد الاطار الاقليمي والدولي. اننا نتحدث عن مرحلة كان العالم يعيش فيها في ظل معسكرين كبيرين وكان هاجس الدول الصغيرة الحفاظ على امنها وضمان وجود حليف كبير لها. وكان هذا الواقع الدولي يلقي بظله على العلاقات الاقليمية.
قمتم بجهود لايجاد تسوية بين اثيوبيا والصومال وعقد اجتماع شهير في عدن بين رئيسي البلدين؟
- نعم عقد هذا الاجتماع في عدن في آذار مارس 1977 وحضره الرئيس منغيستو هايلي مريام والرئيس سياد بري والزعيم الكوبي فيديل كاسترو. كان الغرض من الاجتماع انهاء مناخات المواجهة ومساعدة الطرفين على ابرام تسوية سلمية بينهما والاتفاق على آلية لحل الخلافات عن طريق الحوار.
والواقع ان البلدين اللذين كانا يعيشان صعوبات اقتصادية كانا في امس الحاجة الى وقف النزاع للتمكن من الانفاق على التنمية او من مواجهة الحاجات الاساسية لسكان البلدين. كان وضع الصومال صعباً بسبب المجاعة والفقر. ولهذا كان من شأن السلام ان يساعده على مواجهة مشاكله.
لم يكن اللقاء بين منغيستو وبري ناجحاً ابداً. حصل حوار امتد 12 ساعة، من السابعة مساء الى السابعة صباحاً. وبدلاً من التوصل الى اتفاق اتفق الطرفان على الا يتفقا. كنت حاضراً وكذلك سالم ربيع علي وكان عبدالفتاح اسماعيل رئيساً للاجتماع. لم يتمكن الرئيسان من التوصل الى ارضية مشتركة للتفاهم. كانت العلاقات سيئة بين النظامين وكذلك بين الرئيسين اذ كان الجو خلال الاجتماع متوتراً، ووصلا الى حدود تبادل الشتائم بعد تبادل الاتهامات.
وسعى كاسترو الى تذليل العقد وحاولنا بدورنا القيام بعمل مشابه، على امل ان يسود الاستقرار في هذه المنطقة المجاورة ولكن يبدو ان النزاع كان اكثر تعقيداً. هكذا فشل اجتماع عدن الطويل وقصة العلاقات الاثيوبية - الصومالية بعده معروفة.
ربطتك علاقة مع كاسترو، ما هو انطباعك عنه؟
- التقيته للمرة الاولى في 1976 ثم في 1977 خلال زيارته لعدن. ثم زرته في هافانا في 1982. انه شخصية قيادية بسيطة ومتواضعة. طبعاً كنا قبل ذلك نقرأ عنه فهو شخصية تاريخية تسلطت عليها الاضواء لفترة طويلة. اعتقد بأن الخطأ التاريخي الذي ارتكبه، ربما بسبب الضغوط، هو انه حصر علاقاته بموسكو وبالبلدان الاشتراكية، فيما كانت هذه البلدان تقيم علاقات مع اميركا واوروبا. نحن مررنا بتجربة مشابهة لكننا لم نقصر علاقاتنا على هذا المعسكر. خطأ كاسترو ادى الى الواقع الحالي فكوبا تعيش وضعاً صعباً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي.
هل كانت لعسكريي اليمن الديموقراطية ادوار في مناطق اخرى؟
- لا. المشاركة الثانية كانت في لبنان وهي جاءت في اطار قوات الامن العربية التي ارسلت بقرار عربي، وكانت مهمتها مساعدة السلطة اللبنانية على انهاء الحرب. هذه المشاركة جاءت في اطار آخر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.