ربما كانت هذه هي المرة الأولى التي يمكن فيها عدم التحفظ عن استخدام كلمة "إجماع" عند التحدث عن المسار السوري - الاسرائيلي في عملية السلام. و"الإجماع" المقصود لم يصل بعد الى درجة الاتفاق على نتائج، اذ ان ذلك لا يزال الهدف النهائي، لكنه يتعلق أساساً بشعور التفاؤل الواضح الذي بات يميز مواقف الأطراف الثلاثة المعنية، سورية واسرائيل والولاياتالمتحدة، حيال احتمالات توصّل المساعي الحالية الى نتيجة ايجابية. والواقع ان التفاؤل اصبح الآن سيّد الموقف، بعدما بدت التسوية بين سورية واسرائيل كأنها هدف لا يمكن تحقيقه، أو مؤجل حتى اشعار آخر. بل ان مجرد شعور الأطراف الثلاثة بمثل هذا التفاؤل المشترك، وعدم ترددها في الاعراب عنه صراحة يعدان انجازاً لا يقل أهمية عن "الإنجاز" الذي أعلنه وزير الخارجية الاميركي وارن كريستوفر قبل اسابيع في واشنطن، مدشناً بذلك الجولة الحالية من مساعيه الديبلوماسية لاحلال السلام. فما بدأه كريستوفر في واشنطن، وتابعه لاحقاً منسق محادثات السلام في وزارة الخارجية الاميركية دينيس روس، ثم الوزير كريستوفر نفسه في جولته الأسبوع الماضي، بات يشكل قاعدة صلبة لم تكن متوافرة من قبل، لاستئناف جهود التسوية بين سورية واسرائيل، وإعطاء تلك الجهود دفعة لا سابق لها. الجدول الزمني للمفاوضات وتركز المصادر الديبلوماسية العربية والاميركية والاسرائيلية على ما تسميه "المحطات الرئيسية" المرتقبة على الجدول الزمني المطروح حالياً لمسار التسوية، وهي: - اجتماع السفيرين السوري وليد المعلم والاسرائيلي ايتامار رابينوفيتش في واشنطن خلال الأيام المقبلة للتحضير للمحادثات العسكرية بين رئيسي أركان القوات المسلحة في البلدين، والاتفاق على جدول أعمال تلك المحادثات. - اجتماع رئيس الأركان السوري العماد حكمت الشهابي ونظيره الاسرائيلي الجنرال أمنون شاحاك في واشنطن لاجراء المحادثات العسكرية التي تتفق الأطراف على وصفها بپ"الأكثر أهمية" بين البلدين منذ بداية عملية السلام. ومن المقرر ان تجري بين 27 و29 حزيران يونيو الجاري، وسيكون هدفها التوصل الى تفاهم مبدئي بين الجانبين على الخطوط العريضة للترتيبات الأمنية التي ستشكل الأرضية الميدانية للتسوية السياسية. - عودة دنيس روس الى المنطقة للبحث مع القيادتين السورية والاسرائيلية في ما اسفرت عنه محادثات الشهابي - شاحاك، وتقويم نتائجها، والعمل على تذليل أي صعوبات قد تكون برزت خلالها، والتحضير للمرحلة التالية من عملية السلام. وتقول المصادر ان الموعد المرتقب لعودته المقبلة هو مطلع تموز يوليو. - بدء المرحلة التالية من المحادثات العسكرية بين البلدين في الاسبوع الثاني من تموز في واشنطن، على ان تكون على مستوى "الخبراء والضباط الاختصاصيين"، وعلى اساس استكمال درس التفاصيل الاجرائية والاتفاق عليها، بعد اقرار "المبادئ العامة" للترتيبات الأمنية وجداولها الزمنية خلال محادثات الشهابي - شاحاك، ومحادثات روس المقبلة. مشاركة أميركية متميزة وتشير المصادر الديبلوماسية في هذا الشأن الى ما تصفه بعدد من "نقاط التمايز" التي ستتسم بها هذه الخطوات بالمقارنة مع سابقاتها، خصوصاً محادثات الشهابي - شاحاك، فتقول ان هذه المحادثات ستتضمن للمرة الأولى "ظهوراً إعلامياً مشتركاً لرئيسي الأركان السوري والاسرائيلي، وربما على شكل مؤتمر صحافي مشترك"، وذلك على خلاف المحادثات التي جرت العام الماضي بين الشهابي ورئيس الأركان الاسرائيلي السابق الجنرال ايهود باراك، وأحيطت بالسرية. وتشدد المصادر على ان المبعوث روس سيشارك في هذه المحادثات، وانه "لا يمكن استبعاد احتمال ان يوجه الرئيس بيل كلينتون دعوة الى رئيسي الأركان لزيارته في البيت الأبيض، وربما اجراء جولة من المحادثات في حضوره، قبل ان يظهر الجميع عندئذ في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض تحديداً". وتقول ان مثل هذا الاحتمال "سيصبح أكثر ترجيحاً في حال التوصل الى نتائج ايجابية، وذلك لاعطاء تلك النتائج صدقية سياسية تتجاوز إطارها العسكري والأمني". ويبدو واضحاً الآن ان الخلفية السياسية التي أتاحت التوصل الى هذه الدفعة الجديدة على المسار السوري - الاسرائيلي كانت في الدرجة الأولى قراراً استراتيجياً اتخذته الحكومة الاسرائيلية أخيراً بالانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، واخلاء المستوطنات الاسرائيلية هناك. وتفيد مصادر اسرائيلية مقربة الى رئيس الحكومة اسحق رابين "ان قرار الانسحاب من الجولان كان دائماً في صميم سياسة حكومة حزب العمل التي كانت تدرك جيداً ان لا مناص من الانسحاب اذا كانت اسرائيل تريد ان تتوصل الى اتفاق سلام مع سورية. لكن الفارق الأساسي الآن ان هذا الموقف أبلغ رسمياً الى الجانب السوري، عن طريق الوسيط الاميركي، ما أدى الى تحريك عجلة المفاوضات من جديد". وتدل كل المؤشرات الراهنة الى صحة هذا التقويم، فالكلام الذي صدر الاسبوع الماضي عن رئيس الدولة الاسرائيلي عازر وايزمان، وقال فيه "ان موقف الحكومة الاسرائيلية يتمثل في الانسحاب من الجولان حتى الحدود الدولية"، لم يكن "زلة لسان" كما اعتقد بعضهم في حينه، بل اثبات لأمر واقع يؤكده المراقبون الديبلوماسيون في العواصم المعنية في المنطقة، وأوساط اميركية وثيقة الصلة بالمفاوضات. وهذا الأمر الواقع هو ببساطة ان "الحكومة الاسرائيلية تجاوزت مرحلة تحضير الرأي العام لتقبّل فكرة الانسحاب من الجولان وباتت المسألة الآن التركيز على تفاصيل الانسحاب وشرح ما ستحصل عليه الدولة العبرية في المقابل على صعيد السلام مع سورية". وبعبارة اخرى، إن قرار الانسحاب من مرتفعات الجولان أصبح في نظر الاسرائيليين "أمراً محسوماً لا نقاش فيه"، لكن النقاش الفعلي الذي بدأ يأخذ أبعاداً جدية على الصعيد السياسي هو ذلك المتعلق بالترتيبات الأمنية التي سترافق الانسحاب وتتزامن معه. وتحاول حكومة رابين حالياً انتزاع ما أمكن من مكتسبات في هذا المجال من اجل "تسهيل مهمة تسويقها لدى الرأي العام تمهيداً لضمان فوزها في الاستفتاء على الانسحاب الذي تقرر اجراؤه اثر التوصل الى اتفاق مبدئي، أو حتى اعلان مبادئ أولي مع سورية كخطوة أولى على طريق توقيع اتفاق سلام معها". نقاط الاختلاف وتصف مصادر اسرائيلية وعربية مشكلة رابين ووزير خارجيته شمعون بيريز حيال مسألة الانسحاب من الجولان والسلام مع سورية بأنها تكمن في "حاجة حكومتهما الى جدولة الانسحاب على نحو تحصل فيه اسرائىل على ما أمكن من عناصر السلام مع سورية في مقابل الحد الأدنى الممكن من كل مرحلة انسحاب"، وهذا طبعاً ما يرفضه الرئيس حافظ الأسد، اذ ان سورية لا تزال تتمسك بأن "السلام الكامل لا يمكن ان يتم إلا عند تحقيق الانسحاب الشامل". وهنا بالذات نقاط الاختلاف الأساسية بين البلدين، ومنها تنبع بالتالي اهمية الترتيبات الأمنية التي سيتم التوصل اليها لمعالجة هذه الاختلافات. واللافت على هذا الصعيد ان المصادر الاسرائيلية لم تعد تشير الى المسألة المتعلقة بضرورة خفض القوات المسلحة السورية عموماً، كما كانت تشدد في السابق، بل اصبحت تكتفي بمجرد الاشارة الى "خفض القوات السورية في مناطق محددة على مقربة من المنطقة العازلة بين البلدين"، وذلك على اساس تحديد حجم الوجود والانتشار العسكري السوريين المحتملين في تلك المناطق، للحؤول دون حدوث اي عمليات هجومية مفاجئة من جانب دمشق في أي وقت بعد انسحاب اسرائيل من الجولان. كما ان اللافت ايضاً ان الجانب الاسرائيلي بات يشدد على ضرورة "توافر عنصر مشاركة دولية واميركية فعالة وجدية" في أي ترتيبات أمنية خصوصاً "الوجود العسكري المباشر" داخل المناطق المنزوعة السلاح وبمحاذاتها على جانبي الحدود. وكذلك ضمن اطار "وسائل الرصد والانذار التي ستتوافر للجانبين في شكل متساوٍ". أما نقطة الاختلاف الرئيسية الثانية بين البلدين فتتركز على "الجدول الزمني" للانسحاب الاسرائيلي من الجولان من جهة، ولخطوات التطبيع التي ستترافق مع مراحل الانسحاب من جهة اخرى. وهذه النقطة يلخصها رابين دائماً في عبارته الشهيرة "أي كمية من الانسحاب في مقابل أي كمية من السلام". فحكومته تقول في هذا السياق ان "اسرائيل تنازلت فعلاً عن مطلبها السابق الذي كان يحدد فترة مراحل الانسحاب بما لا يقل عن 4 سنوات"، وانها على استعداد الآن لكي "تستكمل انسحابها في غضون 18 شهراً"، على اعتبار ان فترة كهذه تفسح المجال أمام "اختبار النيات السورية السياسية والاقتصادية حيال التطبيع". لكن الجانب السوري يرفض ذلك مجدداً، على اساس ان "المسألتين لا علاقة لهما الواحدة بالأخرى"، ويشدد على ان "الانسحاب يجب ان يتم في غضون 6 اشهر، وبعدها يصبح التطبيع امراً منطقياً وتدريجياً في ضوء اتفاق السلام الذي سيبرم". وتبقى النقطة الثالثة، وهي مدى الانسحاب الاسرائيلي، والمتعلقة اساساً بالخلاف على تفسير معنى "الحدود الدولية" الذي يشير اليه الاسرائيليون، في مقابل "حدود 4 حزيران يونيو 1967" التي يتحدث عنها السوريون من ناحيتهم. وهذه النقطة التي تتناول "مثلثاً صغيراً من الأراضي لا تتجاوز مساحته 2 في المئة من أراضي الجولان" تعود في جذورها الى الحدود التي رسمها البريطانيون والفرنسيون عندما قسموا مناطق الانتداب في ما بينهم عقب الحرب العالمية الأولى، واعتمدت منذ العام 1923 اساساً للحدود آنئذ بين فلسطين وسورية. وهذه الحدود هي التي يعنيها الجانب الاسرائيلي في اشارته الى "الحدود الدولية" في حين ان الجانب السوري يعتبر ان "الحدود الدولية الشرعية هي تلك التي قامت على اثر خط الهدنة بعد العام 1948، وبقيت قائمة دولياً حتى 4 حزيران 1967". لكن المصادر الديبلوماسبة المتابعة لسير المفاوضات تستبعد ان تقف هذه المسألة عائقاً حقيقياً أمام التوصل الى اتفاق، وتقول "إن من اتخذ قراراً استراتيجياً بالانسحاب من 98 في المئة من الجولان، وتفكيك المستوطنات من المنطقة لن يقف أمام نقطة جزئية كهذه، بل ان المسألة كلها لا تعدو كونها مجرد عامل مقايضة من اجل التفاوض عليها". اقتناع مشترك ولعل التلخيص الأفضل للوضع الحالي للمسار السوري - الاسرائيلي هو ما عبر عنه مسؤول اميركي طلب عدم كشف اسمه بقوله: "إن أكثر العوامل الايجابية تأثيراً في دفع عملية السلام السورية - الاسرائيلية الى أمام في الوقت الحاضر، الحقيقة التي تتمثل في ان قيادتي البلدين توصلتا الى اقتناع مشترك بأن الفرصة المتاحة الآن للوصول الى تسوية قد لا تبقى متاحة الى ما لا نهاية". وأضاف: "يبدو ان الجانبين يدركان بشكل متساو الآن ان ضياع هذه الفرصة سيعني فوات أوان التسوية في المستقبل المنظور على الأقل، وهو أمر تعتبره القيادتان على حد سواء في غير مصلحتهما، لذلك يبدو ان البلدين قررا الاستفادة من هذه الفرصة حتى مداها الأقصى، والمضي في عملية السلام حتى نهايتها المنطقية، من دون ان يعني ذلك، في الضرورة، التوصل الى السلام بأي ثمن. فالبلدان يشعران بحاجتهما الى السلام، لكنهما يريدان ايضاً الضمانات اللازمة لتحقيق ذلك السلام وإدامته، ومن هنا، ستكون المفاوضات بينهما طويلة ومعقدة... لكنها تحمل في طياتها هذه المرة امكانات نجاح لم يسبق ان توافرت لها من قبل". وقد يكون ذلك تحديداً ما عناه وزير الخارجية الاميركي عندما تحدث عن "الانجاز" الذي تم تحقيقه، كما انه قد يكون الدافع الى التفاؤل الذي تشعر به الأطراف. وهو في الوقت نفسه مصدر الاهتمام الخاص الذي تستأثر به محادثات رئيسي الاركان في واشنطن. فالترتيبات الأمنية والعسكرية التي سيتم التوصل اليها في تلك المحادثات ستكون المدخل المنتظر نحو التسوية السياسية الشاملة التي يأمل الجميع في التوصل اليها بين سورية واسرائيل. العماد حكمت الشهابي عسكري محترف ومفاوض خبير لا يختلف كثيرون على اعتبار العماد حكمت الشهابي احد اهم القادة العسكريين السوريين الذين برزوا خلال ربع القرن الماضي، ومن اكثرهم خبرة وكفاءة. وتخص المصادر العسكرية الاسرائيلية العماد الشهابي عادة بقدر متميز من الاحترام المهني، وتعتبره "مثالاً للجيل الجديد من الضباط السوريين المحترفين الذين ظهروا منذ بداية السبعينات، وكانوا مختلفين الى حد كبير عن الجيل الذي سبقهم". وتشدد تلك المصادر بصورة خاصة على ما تصفه ب "العلاقة التاريخية الوثيقة" التي ربطت بين العماد الشهابي والرئيس حافظ الأسد، وجعلت رئيس الأركان "احد اكثر القادة السوريين مكانة وثقة عند الرئيس حافظ الأسد، وجعلت رئيس الاركان "أحد اكثر القادة السوريين مكانة وثيقة عند الرئيس الأسد"، ما يمنحه ايضاً اهمية سياسية الى جانب خبرته العسكرية العميقة والطويلة. وبحكم علاقته الشخصية والسياسية الوثيقة مع الرئيس الأسد، التي تعود الى بداية عهد الرئيس السوري بالحكم، فإنه مؤهل للتعبير تماماً عن اولويات السياسة السورية، وأهدافها العسكرية، والاستراتيجية، خصوصاً ما يتعلق بالصراع والتسوية في اسرائيل. ولد العماد الشهابي في حلب العام 1930، وانضم الى القوات المسلحة السورية العام 1948 وكان من ابرز المهمات العسكرية التي تولاها في شبابه عندما كان ضابطاً برتبة رائد في جهاز المخابرات والأمن العسكري، تمثيل بلاده في محادثات وقف النار التي تلت حرب حزيران يونيو 1967، فكانت تلك المحادثات اول تماس مباشر له مع الجانب العسكري الاسرائيلي على المستوى السياسي التفاوضي. وفي العام 1969، عاد الشهابي الى جهاز المخابرات العسكرية، وكان فيه منذ البداية واحداً من ابرز انصار الرئيس الأسد، ومن معاونيه المقربين عند تنفيذه الحركة التصحيحية وتوليه الحكم في 1970. وخلال حرب تشرين الاول اكتوبر 1973 رقي الشهابي الى رتبة عميد. وتولى خلال الحرب منصب نائب رئيس الاركان ورئيس غرفة العمليات، ثم رقي بعد الحرب، وأصبح العام 1974 رئيساً للأركان خلفاً للواء يوسف شكور بعد ان رقي الى رتبة لواء ثم الى رتبة عماد. ومجدداً برز العماد الشهابي ابان السبعينات من خلال المهمات الحساسة وذات الطابع الاستراتيجي التي اوكلت اليه. اذ كلف العام 1974 بالذهاب الى واشنطن للمشاركة في المفاوضات المعقدة التي جرت آنئذ برعاية وزير الخارجية الاميركي في ذلك الوقت الدكتور هنري كيسنجر وأثمرت اتفاق فصل القوات بين سورية واسرائيل، وهو الاتفاق الذي استعادت سورية بموجبه سيادتها على القنيطرة، وأجزاء اخرى من مرتفعات الجولان التي احتلتها اسرائيل العام 1967. وكان العماد الشهابي خلال السبعينات ايضاً من اهم مخططي عملية دخول القوات السورية الى لبنان عام 1976، وظل منذ ذلك الحين علي اتصال مباشر بتطور الاوضاع السياسية والعسكرية هناك، خصوصاً خلال الغزو الاسرائيلي للاراضي اللبنانية، وما دار اثناء ذلك الغزو من مواجهات بين القوات السورية والاسرائيلية هناك خلال الفترة 1982 - 1983، ومن ثم عودة القوات السورية الى لبنان. ويذكر ايضاً ان العماد الشهابي كان مسؤولاً على المستوى العسكري والتقني والعملياتي الى جانب وزير الدفاع العماد مصطفى طلاس عن عملية بناء القوة العسكرية السورية وتطويرها خلال السبعينات والثمانينات، وعن المفاوضات وبرامج التعاون المتواصلة تقريباً التي شهدتها تلك الفترة بين سورية والاتحاد السوفياتي السابق. وزار الشهابي في العام الماضي الولاياتالمتحدة حيث اجرى فحوصات طبية وعاد الى مزاولة عمله، وكان من ابرز ما قام به مشاركته في المفاوضات العسكرية مع نظيره الاسرائيلي الجنوال ايهود باراك في واشنطن. الجنرال امنون شاحاك موضع ثقة رابين مثل سلفه الجنرال ايهود باراك، ينتمي امنون شاحاك الى الجيل نفسه من القادة العسكريين الاسرائيليين الذين ولدوا في فلسطين ابان الانتداب البريطاني، ثم خاضوا حروب اسرائيل مع الدول العربية خلال الستينات والسبعينات والثمانينات، وركزوا على مكافحة النشاط الفدائي الفلسطيني ضد الاهداف الاسرائيلية واليهودية داخل الاراضي المحتلة وخارجها. كما ان للجنرال شاحاك شأن الجنرال باراك، خلفية اساسية في مجال الاستطلاع والأمن والاستخبارات والعمليات الخاصة عموماً. ولد شاحاك في تل ابيب العام 1944. وانضم الي سلاح المظليين في العام 1962، وتدرج من رتبة ملازم الى عقيد، وتولى قيادة سلاح المظليين اثر حرب تشرين الاول اكتوبر 1973. وكان خدم ابان حرب حزيران يونيو 1967 قائداً لكتبية مظليين، وعمل خلال حرب 1973 نائباً لقائد لواء المظليين، الكولونيل عوزي يائيري الذي قتل خلال عمليات تلك الحرب ليحل شاحاك محله. خضع شاحاك لدورة تدريبية خاصة في سلاح المدرعات، تولى بعدها قيادة فرقة مدرعة خلال الغزو الاسرائيلي للبنان في صيف 1982 حيث كان قائداً لمحوري بيروت والشوف. وفي تشرين الاول 1983 رقي الى رتبة بريغادير، وتولى منصب قائد المنطقة الوسطى، وظل فيه حتى شباط فبراير 1986 حيث عين رئيساً لشعبة الاستطلاع والاستخبارات في قيادة الجيش الاسرائيلي. وبقي في منصبه ثلاث سنوات تقريباً، الى ان رقي الى رتبة ميجور جنرال، وعين في آذار مارس 1991 نائباً لرئيس الأركان ورئيساً لشبعة العمليات. وفي كانون الثاني يناير 1995 خلف شاحاك الجنرال ايهود باراك في منصب رئيس الأركان. ويعتبر الجنرال شاحاك احد اكثر الضباط الاسرائيليين خبرة في مجال الاستطلاع والاستخبارات العسكرية، وهو يحمل شهادة تخصص جامعي في التاريخ من جامعة تل ابيب، كما انه خريج كلية القيادة والاركان التابعة للجيش الاسرائيلي، وخريج كلية الدفاع الوطني الاميركية، وكلية القيادة والاركان التابعة لسلاح مشاة البحرية المارينز الاميركي. قلد الجنرال شاحاك ميدالية الشرف الاسرائيلية مرتين خلال عمله في الميدان، وهو متزوج وله خمسة اولاد. ولا يعرف الكثير عن ميوله السياسية، لكن الاوساط الاسرائيلية تعتبره من المقربين للجنرال باراك، اذ عمل الرجلان معاً خلال فترة تولي الأخير رئاسة الاركان في الجيش. كما انه يعتبر موضع ثقة رئيس الحكومة اسحق رابين، وهي ثقة تقول المصادر الاسرائيلية انها ستكون ذات اهمية خاصة في المفاوضات العسكرية الحساسة التي كلف شاحاك باجرائها مع رئيس اركان القوات المسلحة السورية العماد حكمت الشهابي في واشنطن في 27 حزيران يونيو الجاري.