سيطرت المحادثات حول آليات العمل والوسائل التنفيذية لتطبيق مضمون البند الخامس من مذكرة التفاهم السعودية - اليمنية على اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة بين البلدين التي عقدت جولتها الثالثة الاسبوع الماضي في الرياض. واتفق الجانبان على تشكيل ثلاث لجان عمل ميدانية من البلدين لمعاونة اللجنة العسكرية في درس القضايا المشتركة التي تتعلق بمنع أي استحداثات أو تحركات عسكرية أو غيرها مما يسبب التوتر على الحدود المشتركة، وهو ما كان اتفق عليه في مذكرة اعلان المبادئ في شهر شباط فبراير الماضي في مكةالمكرمة. ويسعى الجانبان، حسب مصدر يمني مسؤول، الى العمل على "تقليص عدد الوحدات العسكرية المرابطة على الحدود المشتركة بالقدر الذي يتناسب مع عودة العلاقات الطبيعية والأخوية بين البلدين". الأمر الذي يساعد اللجان الحدودية على إنجاز مهمتها بسهولة لتجديد العلامات الحدودية الموجودة أصلاً بناء على اتفاق الطائف عام 1934، وترسيم ما تبقى من الحدود في المناطق التي لم تتطرق اليها المعاهدة. وأشار البيان المشترك الذي صدر عن الاجتماع الى أن "المباحثات كانت بناءة وأثمرت عن توقيع محضر مشترك تم فيه اتفاق الطرفين على البدء بخطوات عملية لتنفيذ مهام اللجنة المشتركة". وترأس الاجتماعات كل من الفريق أول ركن محمد صالح الحماد رئيس هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة السعودية والعميد الركن عبدالله علي عليوه رئيس الأركان العامة في القوات المسلحة اليمنية، وضم عدداً من قادة المناطق العسكرية المتاخمة للحدود المشتركة لكل من البلدين. وكانت السعودية واليمن اتفقتا على تكوين 6 لجان مشتركة بناء على مذكرة اعلان المبادئ بين البلدين وهي: لجنة عليا مرجعية يرأسها من الجانب السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران، ومن الجانب اليمني الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب، وتضم في عضويتها وزيري الداخلية والخارجية في البلدين ولجنة وزارية مكونة من وزراء المال والتجارة والاقتصاد والتربية والتعليم في البلدين، ولجنة حدودية تضم عدداً من المسؤولين السعوديين واليمنيين اضافة الى بعض الخبراء القانونيين من كل من الجانبين، ولجنتان فنيتان لتحديد العلامات الحدودية، اضافة الى اللجنة العسكرية العليا التي اختتمت أعمالها أخيراً في الرياض، وكانت عقدت قبل ذلك جولتين من المحادثات في كل من الرياضوصنعاء خلال شهري آذار مارس ونيسان ابريل الماضيين. ويتوقع أن تعقد اللجنة العليا المشتركة اجتماعاً لها بعد عيد الأضحى المبارك كما قال الشيخ الأحمر، فيما ستواصل اللجنة العسكرية الجولة الرابعة من المحادثات في وقت لاحق في صنعاء.