السيد رئيس التحرير تحية طيبة، المقابلة التي أجرتها مندوبتكم في دمشق مع حنا مينه، على أهميتها، تشكو من فقر مدقع في المعلومات التي كان من شأنها ان تلقي مزيداً من الضوء على الاديب. وللاسف، بقي حنا مينه "معاصرنا" خافياً، ومن عرفوه قبل بضع سنوات لن يجدوا في الحوار المنشور في العدد 120 أي جديد، اذ جاء تكراراً لأحاديثه القديمة ذاتها عن الحب والمرأة والبدايات والعالمية! ولولا السؤال الخجول عن انهيار الفكر الاشتراكي لظن بعض القراء انهم امام مقابلة تنشر للمرة الثانية أو الثالثة. والمحير ان الصحافية لم تربط بين سقوط الاتحاد السوفياتي - وما مثله من نظريات ادبية - وبين قضية البطل الايجابي. لا بل هي لم تتوقف عند هذه المسألة حين أشار اليها الأديب في معرض اجابته عن سؤالها المتعلق باحتكار الرجال للخصال الحميدة في رواياته. وقضية "البطل الايجابي" اثارت جدلاً واسعاً شارك فيه نقاد وروائيون كثيرون من شرق المتوسط العربي وغربه اوائل الثمانينات. وهذا النقاش "الحامي" على صلة مباشرة بالواقعية الاشتراكية وحصنها السوفياتي السابق، خصوصاً ان أحد "الرفاق"، عبدالرزاق عيد، المدافع العنيد عن ابطال حنا مينه الايجابيين، رأى فيهم ضرورة لا بد منها لاشاعة "الرومانسية والتفاؤل الثوريين" بمستقبل خالٍ من البؤس والظلم وخيبات الأمل! دريد سليم دمشق - سورية