في خطوة هي الاولى من نوعها، وبمبادرة فرنسية - المانية مشتركة تعود الى تشرين الثاني نوفمبر الماضي، أقرّ المجلس الوزاري لاتحاد اوروبا الغربية، الذي يضم وزراء الدفاع والخارجية قبول تسع دول مجموع دول اوروبا الشرقية والوسطى ما عدا البانيا اضافة الى الدول البلطيقية بصفة عضو مشارك. واذا كانت الصلاحيات الدفاعية والأمنية لاتحاد اوروبا الغربية لا تزال محدودة، فإن هذه المنظمة التي نقلت اخيراً امانتها العامة من لندن الى بروكسيل، هي الوحيدة التي تعنى بشؤون الدفاع والأمن على المستوى الاوروبي، كما انها الاطار الذي يرسم من خلاله الجناح الاوروبي لحلف شمال الاطلسي، انطلاقاً من مقررات معاهدة ماستريخت. اهمية هذه الخطوة انها تفتح مجال الدفاع الاوروبي باتجاه الشرق، وتمهد، حسب اوضاع كل بلد، للانخراط بنسب متفاوتة. ومن هذه الزاوية تجوز مقارنتها مع "المبادرة من اجل السلام" التي اقترحتها القمة الاطلسية في كانون الثاني يناير الماضي، علماً انها لاقت في البداية بسبب حساسيات اطلسية خاصة، معارضة بريطانية. بذلك تتمكن الدول التسع المعنية من المشاركة غير الدائمة في اجتماعات هيئة التخطيط العسكرية في بروكسيل وفي عمليات حفظ السلام والعون الانساني، الى جانب ابداء الرأي في بلورة مشروع أمني ودفاعي أوروبي. لكن، في المقابل، لا تتمتع بأية ضمانة أمنية من اتحاد اوروبا الغربية، في حال التعرض الى خضات داخلية او الى اعتداء خارجي. ولا يستطيع احد الآن تصور الدور المقبل لاتحاد اوروبا الغربية كصلة وصل بين الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي. الا ان "الانفتاح باتجاه الشرق" الذي لم يواجه حتى الآن معارضة جدية من جانب روسيا، يساهم في ملء جزئي للفراغ الامني داخل مجال جغرافي مهدد بالتوتر. ان الفرق بين الحلف الأطلسي واتحاد اوروبا الغربية، ان الأخير غير محصور، من حيث المبدأ، في اطار جغرافي محدد على المستوى العملياتي، ومن المحتمل في هذا السياق ان تتكثف مستقبلاً عمليات التنسيق المشتركة. في اطار آخر قرر اتحاد اوروبا الغربية المباشرة في درس اقتراح حول تأسيس قوة بحر - جوية متوسطية، تضم فرنسا وايطاليا واسبانيا وربما البرتغال، فيما اطلقت افكار لم يحدد مضمونها بعد، حول احتمالات اجراء مناورات مشتركة لهذه القوة البحر - جوية مع قوات من المغرب وتونس والجزائر. ومن المشاريع المطروحة ايضاً تأسيس وكالة للتسلح فرنسية - المانية مشتركة، والجديد فيها وضعها في اطار اوروبي. كما اعلنت اللوكسمبورغ رسمياً انضمامها الى الوحدة الدفاعية الاوروبية، ومقرها ستراسبورغ، التي تشكلت اولاً من عناصر تابعة لباريس وبون، قبل ان تشارك فيها بلجيكا واسبانيا. ان اتحاد اوروبا الغربية يتحرك في اطار استراتيجي ما يزال ضبابياً، ومن هنا أهمية الانفتاح على اوروبا الشرقية والوسطى والبلدان البلطيقية.