قالت أوساط كردية مطلعة ان المعارك التي نشبت قبل أيام بين الحزبين الكرديين الرئيسيين في شمال العراق كانت من أسوأ المعارك التي وقعت بين أبناء "الخندق الواحد" منذ حوالي ثلاثين عاماً. وأشارت الى أن المعارك السابقة تميزت بوقوعها في الجبال بعيداً عن المناطق السكنية في المدن والقرى الأمر الذي كان يقلّص من حجم الخسائر، على عكس ما حدث أخيراً. حيث أدت المواجهة بين الحزب الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني الى سقوط عشرات القتلى. وأوضح الدكتور محمود عثمان زعيم الحزب الاشتراكي الكردستاني ل "الوسط" ان العلاقات بين السيد جلال الطالباني والسيد مسعود البارزاني أصيبت بشرخ بعد ان تمت عمليات اقصاء بالكامل واحتلال لمؤسسات الطرفين. وقال عثمان ل "الوسط" ان الاشتباكات التي انفجرت لم تكن بسبب الخلاف على ملكية قطعة أرض في قلعة دزه ئي طالب بها علي حسو ميرخان وهو من أشد أنصار البارزاني، وانما بسبب تراكمات نشأت عن تقاسم الحزبين الكرديين للسلطة في شمال العراق في كل المجالات. وتخوّف من أن يؤدي تدهور الأوضاع في شمال العراق الى سحب الدول الغربية قواتها التي تتولى حماية المنطقة، وقال ان وقف المنظمات الدولية أنشطتها خلال فترة الاشتباكات كان مقلقاً، الأمر الذي زاد الأوضاع الاقتصادية سوءاً. ولم يستبعد ان تكون دول اقليمية ساهمت في إشعال النيران. والمعروف ان الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الطالباني والحزب الديموقراطي بزعامة البارزاني يتقاسمان السلطة نتيجة انتخابات تمت قبل حوالي عامين، ويعتبر استمرار تفاهمهما عاملاً مهماً من أجل استمرار الحماية الغربية للمنطقة الكردية في شمال العراق. وكانت المعارك التي استمرت حوالي اسبوع حصدت مئات القتلى والجرحى ودفعت الطالباني الى قطع زيارته لايطاليا والعودة الى كردستان عبر دمشق.