وجهت الخارجية الأميركية دعوة جديدة الى الزعيمين الكرديين العراقيين مسعود بارزاني وجلال طالباني لزيارة واشنطن قريباً، من أجل تفعيل تطبيق اتفاق المصالحة الذي وقعاه في الولاياتالمتحدة في 17 أيلول سبتمبر 1998. ويركز الاتفاق على اجراء انتخابات برلمانية جديدة في كردستان العراق، وتشكيل حكومة موحدة في الاقليم وانهاء النزاع بين الحزبين. وقال سفين دزه ئي ممثل الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني في انقرة ل"الحياة" ان من المتوقع وصول الزعيمين الى الولاياتالمتحدة الاسبوع المقبل في حال استكملت الاجراءات الروتينية للتحضير لزيارتهما. وحمل الدعوة الى شمال العراق دافيد بيم مسؤول ملف العراق في السفارة الأميركية في انقرة، الذي أنهى زيارة للاقليم الأحد الماضي، استمرت اسبوعاً رافقه خلالها ستيوارد براون، وجالا على السليمانية واربيل والتقيا بارزاني بعد عودته من دمشق، حيث شارك في تشييع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. واستقبل بيم في السليمانية اعضاء في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني وهو ناقش مع الجانبين أسباب تأخير تنفيذ اتفاق واشنطنوالعراقيل التي تعترض اجراء انتخابات في الاقليم. وأكد في بيان أصدره هناك "ضرورة تسوية الخلافات" بين الحزبين الكرديين، وتعهد دعم الاستقرار في الاقليم، كما شكر للمسؤولين الأكراد نجاحهم في تطبيق برنامج "النفط للغذاء" في الشمال. ولفت البيان الى "حرص الجميع على صون وحدة العراق". وخلال زيارته كردستان صرّح بيم بأن هناك "ضغوطاً تمارسها قوى خارجية لعرقلة المصالحة" الكردية، الى جانب الخلافات الداخلية، وأشار الى أن واشنطن "تحرص على مراقبة الوضع عن قرب ودعم الحزبين الكرديين". واللافت ان الدعوة الأميركية الموجهة الى طالباني وبارزاني جاءت بعد رفض انقرة فتح مكتب تجاري تابع لسفارة الولاياتالمتحدة في ديار بكر، لأسباب أمنية، اذ تشعر الاستخبارات التركية بقلق من التحركات الأميركية الخاصة بالأكراد وشمال العراق.