يواجه المثقفون الجزائريون اليوم ضغطاً مزدوجاً. فهم يعيشون من جهة، مناخاً من التضييق على الحريات من قبل السلطة في ظل حالة الطوارئ القائمة منذ أشهر طويلة، ومن جهة أخرى دفع ويدفع عدد كبير منهم، من الطاهر جعوط الى عبدالقادر علولة، ثمناً باهظاً على مذبح تلك الحرية المستحيلة. فمنذ أن استهدفت أعمال العنف والاغتيالات نخبة من رجال الأدب والفن والعلم والصحافة والبحث الجامعي، والسؤال يتردد في كل الأوساط والمحافل: ما هو دور المثقف الجزائري في ما جرى ويجري؟ وهل يتحمل قسطاً من المسؤولية في الحالة التي وصلت اليها البلاد؟ هل هي محض مصادفة أن يكون أهل الفكر والقلم في طليعة الذين تستهدفهم موجة العنف السياسي؟ أم تصح التهمة التي توجّه أحياناً الى بعض هؤلاء بالانقطاع عن الجماهير، والتواطؤ مع السلطة القائمة، على حساب الديموقراطية الفعلية؟ "الوسط" قررت فتح هذا الملف الشائك، آملة أن يشارك في السجال أوسع عدد ممكن من المعنيين على اختلاف توجهاتهم ومواقفهم... في هذه الجولة الأولى من النقاش، تساهم حفنة من المثقفين الجزائريين المعروفين: الروائي واسيني الأعرج رئيس تحرير مجلة "المساءلة" الصادرة عن اتحاد الكتاب الجزائريين، الروائي عبدالحميد بن هدوقة الرئيس السابق للمجلس الوطني للثقافة الذي استعيض به عن وزارة الثقافة الجزائرية عندما أُلغيت سنة 1989 وعضو المجلس الاستشاري الوطني، الأديب الراحل عمار بلحسن كنا بدأنا الاعداد للملف قبيل غيابه الذي شغل منصب مدير معهد السوسيولوجيا في جامعة وهران، ويعتبر من أبرز كتاب القصة في الجزائر، الروائي الطاهر وطّار مدير الاذاعة الوطنية الجزائرية سابقاً ورئيس جمعية "الجاحظية" الثقافية، الصحافي والنقاد بختي بن عودة رئيس جمعية "آفاق" الثقافية، وأخيراً احمد منوّر وهو أديب وجامعي وعضو أمانة "اتحاد الكتاب الجزائريين". كل هؤلاء تكرموا بالاجابة عن سؤال طرحناه حول موقع الثقافة والمثقفين من الأحداث الأخيرة، وحول طبيعة الاسهامات التي يمكن أن يقدمها هؤلاء لايجاد مخرج للجزائر من الأزمة السياسية الحالية، والحيلولة دون تدهور الأمور الى ما هو أخطر. واسيني الأعرج: ذبح المثقفين بدأ منذ ثورة التحرير... ما يحدث في الجزائر منذ بداية ظهور الخلل في البنية السلطوية والاجتماعية، والتكسرات التي تفاقمت وأخذت بعداً عميقاً في المجتمع، أعادنا الى الاسئلة او البديهيات الأولى. واكتشفنا فجأة، نحن الذين كنا نظن ان الجزائر "يابان افريقيا" كما كان يقول الرئيس بومدين، أننا لا نختلف عن الصومال أو التوغو أو السنيغال، أو أية دولة افريقية أخرى لم تحل المشكل القائم بينها وبين الجوع، أو أية دولة تفككها الصراعات المذهبية أو الاثنية. اكتشفنا كل هذه القضايا الثقافية والحضارية، كأننا نطرحها للمرة الأولى، وكأننا حقّقنا استقلالنا البارحة فقط، وليس منذ ثلاثين سنة! ربما كان أهم مكسب من الناحية الثقافية، ان هذه المرحلة الدموية أعادتنا الى طرح السؤال المركزي: من نحن؟ ومن نكون؟ وهذا الأمر ينبغي ان يُناقش اليوم بهدوء، رغم اننا تأخرنا ثلاثة عقود كاملة. وكان من المفروض مناقشة الأمور بشكل معرفي وعلمي، دون السقوط في الاختزالات السياسية التي لم تحل المشاكل بقدر ما غطّت عليها. أنا مولع بقراءة تاريخ الأمم، وأقول - وهذا شيء رهيب - انني لم أجد بلداً يحتقر الثقافة والمثقفين مثل الجزائر. ولفهم هذا لا بد أن نرجع الى أصول ومكونات هذه الظاهرة، فالموقف من الثقافة اليوم لم ينشأ فقط من العلاقات المعقدة التي ظهرت بعد الاستقلال. لا ينبغي ان ننسى ان الكثير من المثقفين - قبل الثورة وابانها - ذُبحوا، فقط لأنهم مثقفون. العقل الذي سيّر الثورة كان يسيره دافع وطني من دون شك، لكنه من الناحية الثقافية كان عقلاً ريفياً فلاحياً. وعلاقة الريفي بالمثقف كانت علاقة مشوبة بالكثير من المنزلقات والمخاطر، فالفلاح يرى في المثقف انساناً معرّضاً للتيارات المختلفة الوافدة، ذلك ان الثقافة الريفية ميالة بشكل عام الى الانضواء على الذات، بينما أفق المثقف دائم الاتساع. والكثير من المثقفين صعدوا الى الجبل خلال فترة الثورة رغم امتيازاتهم، تركوا الجامعات وكل مكاسبهم الاجتماعية وتجندوا، وأغلبهم لم يعودوا... صحيح ان فرنسا قتلت الكثيرين، لكن كثيرين غيرهم ذُبحوا من طرف جزائريين، فقط لأنهم مثقفون! وكتب التاريخ - الموضوعي منها على الأقل - تذكر هذه الحقيقة. واستمر هذا الموقف من الثقافة والمثقفين في ما بعد. فعندما جاء بن بيلا سجن بعض المثقفين، ولما جاء بومدين كان أول صراع اقامه ضد مثقفين. ولما جاء الشاذلي بن جديد، عمل على استبدال الثقافة الوطنية بثقافة ابتذالية واستهلاكية، لم تقدم شيئاً مفيداً للشعب، بل ساهمت في تفكيكه، الى ان وصلنا الى ما نحن عليه الآن. عبدالحميد بن هدوقة: تراكمات السياسة "الأبوية" ما حدث ويحدث في الجزائر أعطى دفعاً هاماً للحركة الثقافية، إذ ان الأمور اتجهت منذ احداث تشرين الأول اكتوبر 1988 نحو تحقيق ما أمكن تحقيقه من حرية التعبير، وتجاوز الأبوية التي كانت سائدة من قبل، في عهد الحزب الواحد. وكان انطلاق الألسنة للتعبير عن آرائها وأذواقها واختلافاتها شيئاً ايجابياً، رغم ان كل هذا يبدو ظاهرياً وكأنه احدث نوعاً من الفوضى. لكن الناس كانوا بحاجة الى التعبير بحرية عن آرائهم. وهذا مهم جداً، اذ لا يمكن ان تقوم حركة ثقافية بمعزل عن حرية الرأي والتعددية السياسية والفكرية التي من خلالها تتبلور مشاريع مجتمعية وحضارية. وهذا لم يتحقق بعد. فنحن ما زلنا في المرحلة الأولى المتميزة بالصراع العنيف أو المسلح. ولكن من الناحية الثقافية، هذا لا يعرقل الأشياء بل ينشطها ويعمقها ويجذرها، رغم النتائج المأسوية، اذ يقتل الجزائري أخاه ليفرض رأيه أو مشروعه. وهذا راجع الى تراكمات السياسة الأبوية التي طبعت العهود السابقة، والتي ما تزال تتحكم في العقول والأفكار، بينما يقتضي البناء الصحيح لأية حضارة مشاركة وإسهام كل أفراد الشعب، وعلى وجه الخصوص النخبة المثقفة التي لا بد ان تعتني بكل ما يتصل بمصير شعبها. ومن هذه الناحية، فان النخبة المثقفة الجزائرية اليوم هي بصدد اعادة النظر في كل المسلمات، وفي كل الأشياء التي اعتبرنا أنها تحققت وانتهينا منها. نحن نكتشف عيوبنا، ونكتشف أيضاً تقصيرنا كمثقفين. والأوضاع الحالية في الجزائر تدفعنا الى الايغال في الجوانب التي ينبغي معالجتها والاعتناء بها، أو بالعكس التي لا بد من مواجهتها واعادتها الى ما ينبغي ان تكون عليه، من أجل تحقيق مشروع وطني يكون منسجماً مع تاريخنا، ولا ينقطع في الوقت نفسه عن المستقبل وتحدياته. عمار بلحسن: الحوار المستحيل بين المثقف والمجتمع ان الوضع الثقافي الجزائري يبدو رمادياً، أشبه بصحراء قاحلة، لا تنبت فيها سوى بعض نباتات الصبّار، التي تختزن نسغها وماءها مؤونة تعتاش منها منذ سنوات، في انتظار غيث مستحيل، أوكأرض تمتص مخزونها متدهورة نحو التصحر النهائي، تذوي براعمها ويجف ضرعها وزرعها، لتترك اليباس يعبث في زرعها دون هوادة! فالثقافة الجزائرية المعاصرة، لم تعرف سوى الانقطاعات والمفترقات والتوترات والانشقاقات. ولم تتأسس أبداً كنسيج من العلاقات والتبادلات والحوارات والفعاليات الجماعية المغيّرة، والمدوّنة كتابة، بحيث تكوّن عملية حداثية وعصرية تعطي للفعل الثقافي قيمة ومقاماً، وتحقق اندماج المثقفين في شؤون المجتمع وانصاتهم الى تحولاته وتغيراته. اذ ليس ثمة مجالات محددة ومستقلة تسمح بانجاز حوار فكري واجتماعي عام، منتظم ودائم بين المثقفين والقراء والمجتمع. والاشكالية الثقافية في الجزائر مرتبطة بعلاقة المثقفين بالمؤسسات الرسمية وغياب منابر التعبير والنقد الحقيقية. في سياق الشمولية السياسية والايديولوجية، والشفوية على مستوى الاتصال الثقافي، والعزلة على مستوى العلاقات الثقافية عن العالم العربي، والاحادية اللغوية بصراعاتها وتوتراتها، وسيطرة البيروقراطية على وسائل التعبير والنشر والاتصال... سارت الثقافة الجزائرية كنسيج ينشطر وينحل كل مرة، وكأنه يتدهور كلما تطوّر، بحيث تظهر كل مرة تمزقات وانقطاعات جديدة، تؤدي بكلّ السياسات الثقافية الى الفشل، وتنتهي بصمت المثقفين وغياب أي اتصال فكري او اجتماعي والاختفاء التدريجي لكافة منابر التعبير والكتابة. الروائي الطاهر وطّار: اختلاط المفاهيم وخلخلة المبادئ ان الجزائر هي هي، الجزائر التي تنمو، وأحياناً يتعطل نموّها بعض الشيء... ولكن بحكم التاريخ والمنطق، فهي حتماً تسير نحو الأمام. ومن المزعج ان نتساءل كل ستة أشهر أو كل سنة عن وضع الثقافة، كما لو انه وضع عارض ليس نابعاً منا ومما نعيشه. والملاحظ بصفة عامة، خلال السنتين الأخيرتين بالخصوص، اختلاط المفاهيم الثقافية وتخلخل الكثير من المبادئ والقيم التي كانت سائدة: مبادئ التحرر الوطني والعدالة الاجتماعية والمساواة والتقدم، كما لو ان الناس فقدوا الرؤية! والجزائر تتعرّض اليوم لمثل هذه الهزّات، شأن بقية البلاد العربية والاسلامية. لكن اضطراب الثقافة هنا يرجع الى مفارقة أساسية: فالبعض سار مع العقلانية والحداثة الى أقصى حدّ، بينما غابت العقلانية عن آخرين وانساقوا وراء العاطفة والاهواء والغيبيات غير المبررة. قد يحدث لأي منا ان يتخلى عن العقل احياناً ويلتجئ الى عالم الغيب، ولكن أن يصير الغيب بديلاً من المنطق والعقل، فهذا عين الانحراف... العالم كلّه من حولنا يتغيّر، ويتخلى عن الفكر الأحادي الجانب. هناك امبراطوريات سقطت، ومنظومات كاملة حلّت، وأصبح البديل هو العقل، والذخيرة هي المخزون الثقافي للشعوب. وما نشهده من صراعات في العالم النامي او المتطور، ناتج عن الخلل الذي كان سائداً، وعن سيطرة السياسة على كل ما عداها. الآن وصلنا الى مأزق، ولا بد من حلول ثقافية، ففي مجتمعاتنا العربية الاسلامية فقدان كلي لتوازن العلاقة بين النخبة المثقفة والنخبة الحاكمة من جهة، وبين النخبة المثقفة والجماهير. وعلينا ان نعيد النظر في شكل ثقافتنا وأدوات التعبير التي نستعملها، لتجاوز القطيعة الحالية التي تحول دون ايصال الخطاب الثقافي الى الجماهير. بختي بن عودة: رفض رمزية الدم... إن التأمل في الأزمة الجزائرية في سياقها الثقافي، يهدم تدريجاً القناعات الواثقة من ذاتها كحقائق اثبتتها السياسات الأحادية، عبر أزمنة لم تلد غير التشوهات كتعبيرات وعلامات. واذا كان بامكاننا اليوم أن نقوم بمقاربات ممكنة للوصول الى قانون أو شبه قانون لما يحدث، فانه يلزمنا اعتبار البعدين التحليلي النفسي والانتروبولوجي، اي ادراج الخطاب المعرفي ضمن أطر العلوم الانسانية، كي يفلت التحليل من الظرفي ومن التكتيكي، ليتشكّل كسلطة ثقافية لها مناهجها ومؤسساتها وآلياتها. لقد نتج عن حلول الدولة محل المجتمع، أي حلول الالزام محلّ الحدس والابداع، ركام من الاشكال والوساوس والتداخلات لم تستطع النخبة المثقفة ان تصوغها في بيانات وممارسات حية ومنصتة، في غياب تقاليد تسائل ذاتها، فيما هي تسائل الواقع والعالم، على أساس من الحوار مع كل الامكنة الفكرية سواء المقبلة من ليل التراث أو من نهار النهضة ثم الحداثة. هذه الاستحالة فجّرت في مجتمع محروم من وعيه ومن حلمه لغة العنف المختلطة برمزية الدم، سواء اندرج ذلك في قناة مذهبية او ارتزاقية. هذه النزعة تفسر اذن تثويراً للكبت الذي هو في الاصل حرمان للجسد من التعبير عن انجذاباته، وسط اجواء من القرف والاشمئزاز وانهيار القيم الانسانية. ان الجزائر كما تبدو اليوم، معزولة عن العالم عزلة حضارية تنميها أوهام اصلاحية لها بلاغة الاستعجال، وقد لا تتوافر للمراقب امكانات استشراف المستقبل. فحتى لو ظهرت البدائل حريصة في محتوياتها على التغيير، فانه تغيير لا يمكنه ان يتحقق وسط مناخ من الضجر والتعب. أزمة الجزائر هي أزمة الكائن الانتروبو - معرفي الذي حين يبدع يثير الجدال والنقاش، وهنا تكمن دلالات المحو الممارس حالياً على هذا الكائن، اذا وُجد. الصورة: بختي بن عودة: "حلول الدولة مكان المجتمع" أحمد منور: الخطاب الشعبوي خلط بين الفولكلور والثقافة بدأت المشكلة منذ السنوات الأولى للاستقلال، حيث أهملت الثقافة بشكل كامل، وكثيراً ما كان المسؤولون في الحكومات المتعاقبة يخلطون الأمور، ويعتبرون التعليم ومفهوم الثقافة شيئاً واحداً. وهذا خطأ قاتل نتج عنه احتقار للثقافة والمثقفين وللعلم والبحث، وعوّض كل ذلك بخطاب شعبوي وديماغوجي حصر الثقافة في احسن الأحوال في الفولكلور والرقص الشعبي!! ويكفي ان نذكر ما جاء في خطاب رئيس سابق للجزائر المستقلة، حين قال موجهاً انتقاده لرموز الثقافة ممثلين في اساتذة الجامعات، بكثير من الاعتزاز "بجهله": "لو كان همّنا في الحياة هو الحصول على الشهادات لحصلنا على مئة دكتوراه!!" أو نذكر قراراً اصدره رئيس آخر للجزائر المستقلة، حين ازعجه ما رآه من اقبال المواطنين على شراء الكتب بكميات كبيرة من معرض الجزائر الدولي للكتاب، فصرح في احدى خطبه ان الاقبال على شراء الكتب بذلك القدر فيه تبذير كبير، وقرر رفع الدعم عن الكتاب واعتباره سلعة كمالية!! وحتى التعليم نفسه، كانت عناية الدولة به من الناحية الكمية لا من الناحية النوعية، اذ ضمنت مبدئياً مقعداً دراسياً لكل طفل جزائري، لكن نوعية التعليم وبرامجه ووسائله وآفاقه ظلت محدودة وفقيرة ومتخلّفة. وكانت المدرسة الجزائرية حقل تجارب للمتعاونين الفرنسيين والسوفيات والبلجيكيين والبولونيين والطليان... وحتى بعض الأخوة العرب الذي اوجد نوعاً من التوازن بين التيارات الفكرية التي تأتينا من الشمال ومن المشرق العربي، ساهم في المأساة اذ أدخل الى المدرسة الجزائرية مفاهيم وأفكاراً لم تكن دائماً ايجابية، بما في ذلك النظرة الى الدين أو طريقة فهمه. والنتيجة أن المدرسة خرّجت مئات الآلاف من اشباه الأميين والكوادر المهلهلة التكوين، وأشاعت الكثير من الافكار والمفاهيم المتضاربة المتناقضة التي انعكست على الحياة اليومية. ونظراً الى غياب الدولة عن الساحة الثقافية، لأنه لم يكن عندنا يوماً من الأيام ما يشبه التخطيط للسياسة الثقافية، بل أخذت تظهر تيارات متطرفة يميناً ويساراً. ونمت في ما يشبه السرية، لأن السلطة كانت تصر على التمادي في حكم البلاد والعباد من قبل حزب واحد وحيد، وتجاهلت كل التيارات المتضاربة التي أشرنا اليها، فتكوّن لدينا يسار مستلب الطروحات، مجتث الجذور عن القيم الثقافية والحضارية للشعب الجزائري، وتكوّن بالمقابل تيار متشدد لا ينظر الى الشيء الا على أنه أبيض أو أسود. والمسؤول الأول عن كل هذا هو السلطة، كونها اعتنت ببناء الحيطان وأهلمت تكوين الانسان!