انفجر الخلاف بصورة علنية بين الزعيم الديغولي جاك شيراك واعضاء في حكومة ادوار بلادور وهو ديغولي ايضاً، اذ أصرّ شيراك خلال مأدبة غداء اسبوعية تعودت الحكومة ان تدعو اليها زعماء الغالبية البرلمانية على انتقاد قرار اتخذته الحكومة يقضي بتجديد وقف التجارب النووية الفرنسية موقتاً التزاماً بقرار كان الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران اتخذه قبل عامين والتزمته الدول الغربية النووية. واذا كانت ملاحظات شيراك على هذا القرار انحصرت بوزير الدفاع فرانسوا ليوتار، فان سهامها موجهة اصلاً الى رئيس الحكومة الذي يُعتبر المنافس الجدي الأبرز للزعيم الديغولي في الانتخابات الرئاسية المقبلة في العام 1995. ويسعى شيراك الى تمييز مواقف حزبه عن سياسة الحكومة التي يدعمها في البرلمان تحسباً لعدم تأثير هذه السياسة على فرص ترشيحه لرئاسة الجمهورية، واستباقاً لاحتمال ترشيح رئيس الوزراء بلادور. وفي مناسبات سابقة لم يتردد الزعيم الديغولي في انتقاد اداء الحكومة سراً، في الموقف من افريقيا وتخفيض الفرنك الافريقي، وفي خضوعها اكثر من اللازم برأيه لضغوط الرئيس ميتران وعدم اقدامها على تنفيذ الاصلاحات الموعودة …الخ. وتعتقد مصادر فرنسية ان انتقادات شيراك لبلادور ستتصاعد بوتيرة اسرع كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية في العام المقبل، ما يعني ان الاساس هو التنافس بين الرجلين اكثر من أي شيء آخر.، لكن انفجار الخلاف في صفوف الغالبية يمكن ان يسهّل مهمة الاشتراكيين الذين كان انقسام خصومهم اليمينيين سبباً لفوزهم في الانتخابات الماضية.