حرص رئيس الوزراء الافغاني المهندس قلب الدين حكمتيار على ابلاغ المسؤولين السعوديين وطمأنة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ان شقة الخلاف بينه وبين الرئيس الافغاني برهان الدين رباني ضاقت الى حدود التفاؤل بقرب انفراج ازمة تحديد صلاحيات كل من رئيس الدولة ورئيس الوزراء التي اجلت جولة حكمتيار على كل من باكستان وايران والسعودية، وقالت مصادر افغانية لپ"الوسط" ان اهتمام حكمتيار بدعم السعودية له يجيء في مرحلة حساسة تمر بها افغانستان، فمرحلة الجهاد انقضت بتفكك الاتحاد السوفياتي وانسحاب قواته من الدولة المسلمة، لكن حلفاء الامس انقلبوا الى اعداء اليوم، واشتعل القتال الداخلي بين انصار وزير الدفاع السابق احمد شاه مسعود "الجمعية الاسلامية" ومقاتلي قلب الدين حكمتيار "الحزب الاسلامي" للسيطرة على مقاليد السلطة في العاصمة كابول، في الوقت الذي وقف الجنرال عبدالرشيد دوستم قائد الميليشيات الاوزبكية على الحياد متحيناً فرصة قد تواتيه للانقضاض وتحقيق مكاسب تعزز وضعه على الساحة الافغانية. ومع تأكيد حكمتيار للمسؤولين السعوديين النيات الطيبة لدى القادة الافغان وابلاغه خادم الحرمين الشريفين ان الانتخابات ستجري في افغانستان بعد شهرين من الآن، فانه حرص في المؤتمر الصحافي الذي عقده قبيل مغادرته مدينة جدة على اعلان دعم السعودية والملك فهد شخصياً لكل ما يساعد على استتباب الامن في افغانستان، والمساهمة في دعم ما خربته حرب الاربعة عشر عاماً. وحول الازمة الداخلية في طاجيكستان اوضح رئيس وزراء افغانستان ان بلاده استقبلت "عدداً كبيراً من المهاجرين ما يشكل ضغطاً علينا". وطالب بحل سلمي سريع لازمة طاجيكستان. وتحفظ حكمتيار عندما سئل عن رأيه في تصريحات الشيخ عمر عبدالرحمن وطلبه اللجوء السياسي الى افغانستان، وقال انها "تندرج في اطار التصريحات الشخصية للشيخ، وهو لم يتقدم حتى الآن بطلب رسمي الى الحكومة الافغانية بشأن لجوئه، ومتى ما تم ذلك فان الامر سيعرض رسمياً على مجلس الوزراء ويتخذ حياله القرار المناسب".