رحبت مختلف الاوساط الافغانية بالدعوة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الى زعماء المجاهدين الافغان لوقف الاقتتال وعقد لقاء مصالحة بين هؤلاء الزعماء على ارض المملكة العربية السعودية قريباً. وقد أكد الملك فهد في ندائه الى قادة المجاهدين الافغان "انطلاقاً من واجبنا ومسؤولياتنا وحفاظاً على المكاسب العظيمة التي احرزتموها أوجه اليوم لكم مجدداً هذا النداء واناشدكم باسم الاسلام الذي آلف بين قلوبنا وآخى بين شعوبنا ان تلقوا السلاح جانباً وتحتكموا الى العقل والضمير والمنطق وتحقنوا دماء ابنائكم واخوانكم المسلمين في افغانستان. كما اوجه لكم دعوة مخلصة الى المملكة العربية السعودية تلتقون خلالها على الاخوة والمحبة وتبحثون في وجهات النظر وأوجه الخلاف، فلعلكم بذلك تصلون الى ما فيه خير دينكم ودنياكم وتعودون الى وطنكم يداً واحدة وقلباً واحداً لتبدأوا مسيرة النمو والرخاء لشعب افغانستان الذي ائتمنكم على مصيره ومقدراته وأسأل الله أن ينير بصائركم ويهديكم الى سواء السبيل". نائب الرئيس الافغاني سيد نورالله عماد الذي يتوقع ان يزور السعودية قال لپ"الوسط": "حاولنا مراراً حل خلافاتنا على طاولة المفاوضات وجرت لقاءات مباشرة عدة بين الاستاذ رباني رئيس الدولة وزعيم الجمعية الاسلامية والمهندس حكمتيار زعيم الحزب الاسلامي المعارض، غير انها لم تسفر عن اي شيء بسبب اصرار حكمتيار على تسلم السلطة ولو بالقوة". وأضاف عماد: "لم تعد عملية اتخاذ القرار بين سبعة او تسعة قادة وانما هي بين الشعب الذي اصبح له برلمانه. لقد اختار سكان كل ولاية وكل مدينة ممثلين، ولم تفعل ذلك الحكومة، وعندما وجد حكمتيار وحضرة ساب مجددي وبير أحمد جيلاني وغيرهم ان الشعب لم يختر افرادهم وظهروا كأقلية اعترضوا واتهموا الحكومة انها اشترت النواب". وبعد أن استتب الامر سياسياً لرباني وحصل على دعم محمد بني محمد حركت انقلاب اسلامي وسياف الاتحاد الاسلامي وحياد يونس خالص الحزب الاسلامي - جناح خالص قام بضربته الثانية، وهي هجوم شامل على قوات حكمتيار جنوب العاصمة نهاية الشهر الماضي. غير ان الهجوم تعثر واصبح من الصعب اصدار حكم لمن الغلبة بعد ان تداخلت القوات في داخل العاصمة. وطور حكمتيار تحالفه مع زعيم الميليشيات الاوزبكية عبدالرشيد دوستم وحزب الوحدة المدعوم من ايران. ويرى مراقب عربي في بيشاور ان الحلف الجديد قد يؤدي الى خسارة حكمتيار آخر أوراقه، فقد "كان موضوع الميليشيات ورفض حكمتيار تحالف مسعود معها واصراره على قيام دولة اسلامية صافية ورقة رابحة بيده جمعت حوله كثيراً من المؤيدين، اما عندما يتحالف مع دوستم والوحدة فسيصبح مجرد طالب سلطة". ووجد الشيخ سياف في ذلك نقطة ضعف خطيرة عند حكمتيار فشن عليه هجوماً شديداً لتحالفه مع دوستم والوحدة خصوصاً انه - سياف - لا يزال في صراع قاس مع حزب الوحدة. واعتبر منشي عبدالمجيد نائب وزير الداخلية الأفغاني ان مشكلة حكمتيار "انه لا يسمع لاحد". وقال ل"الوسط": ان هناك صعوبة بالغة في الاتفاق مع حكمتيار فهو يرى انه الوريث الشرعي لمؤسسي الدعوة والجهاد وكانوا 11 شخصاً استشهدوا جميعاً وبقي حكمتيار". واضاف ان حكمتيار يقبل برئاسة رباني للدولة لكنه لن يقبل مطلقاً بإبقاء وزارة الدفاع في يد غريمه الشخصي احمد شاه مسعود. وبالطبع لن يرضى مسعود بالتخالي عن أخطر منصب في افغانستان وهو وزارة الدفاع.