أسدل الستار على بطولة ويمبلدون لكرة المضرب بفوز مزدوج للمصنفة الاولى في العالم الالمانية ستيفي غراف وللمصنف الاول الاميركي بيت سامبراس، ولئن نجح هذا الاخير في الدفاع عن زعامته بثقة وجدارة مثيراً اعجاب المشاهدين منتزعاً اعترافات منافسيه بتألقه وسيطرته على مجريات اللعب، فقد انتزعت غراف انتصارها بشقّ النفس وكان فوزها ببطولة ويمبلدون للمرة الخامسة بمثابة هدية قدّمتها اليها منافستها التشيكية يانا نوفوتنا مغلّفة بالدموع، دموع الوصيفة ودموع دوقة كنت ودموع البطلة ذاتها. اللقاء البديل إثر انطلاق دورة ويمبلدون كان عشّاق اللعبة يمنّون النفس بلقاء عاصف في المباراة النهائية بين غراف ونافراتيلوفا ولكن نوفوتنا كان لها رأي آخر فأقصت وهي في طريقها الى نهائي الدورة في جملة من أقصت غابرييللا ساباتيني وواجهت في المباراة نصف النهائية مارتينا نافراتيلوفا التي فازت بلقب ويمبلدون 9 مرات ووصلت الى نصف النهائي 16 مرة، وكانت كل الترجيحات والتوقعات تصبّ لصالح هذه الاخيرة 36 سنة على رغم فارق السنوات الاثنتي عشرة التي تفصل بينها وبين نوفوتنا 24 سنة لكن نوفوتنا هزمتها 6/4 و6/4. اما غراف فقد جرفت في طريقها الى لقاء نوفوتنا جنيفير كابرياتي وكونشيتا مارتينيز وشهد اللقاء في المجموعة الاولى تكافؤاً في اللعب فتعثرت غراف في البداية بعدما نجحت في كسر ارسالها غير انها لم تستسلم فنجحت في كسر ارسال التشيكية قبل ان يتسنى لها انتزاع هذه المجموعة 7/6. في المجموعة الثانية دانت السيطرة للتشيكية فلقنت الالمانية درساً قاسياً انهى المجموعة لصالحها 6/1 وفي المجموعة الثالثة خيّل للمشاهدين ان التشيكية ستحسم اللقاء لصالحها عندما انتقل اليها الارسال وهي تتقدم منافستها 4/1 ولكن العناد الالماني انقذ غراف من هزيمة محققة فراحت تنتزع النقاط بصبر وأناة وراحت غريمتها تضاعف ارتكاب الاخطاء في الارسال وفي توزيع الكرات ما اتاح لغراف في ما يشبه المعجزة ان تحقق التعادل في مرحلة اولى وان تعطل لاحقاً قوة نوفوتنا الضاربة وتركيزها لتفوز بالمباراة وبدورة ويمبلدون للمرة الخامسة. وقد اشادت غراف امام الصحافيين باداء منافستها واعترفت بسيطرتها على المباراة، وعندما تولّت دوقة كنت توزيع الجوائز خصت نوفوتنا بكلمة طيبة وشجّعتها قائلة: "انا واثقة من انك ستفوزين يوماً بدورة ويمبلدون". ولم تستطع التشيكية ان تتحكم بمشاعرها وانفعالاتها فانفجرت باكية واثار بكاؤها دموع الدوقة وبالتالي دموع ستيفي غراف، وهكذا امتزجت في لحظة واحدة دموع الخيبة ودموع الفرح ودموع التعاطف الانساني. الحاجة الى الفوز أما المباراة النهائية في فئة الرجال بين المصنف الاول بيت سامبراس والمصنف الثاني جيم كوريير فقد جمعت بين لاعبين اميركيين للمرة الاولى منذ سنة 1975 عندما فاز أرثر آش على جيمي كونورز. وكان من المتوقع ان يكون الالماني بوريس بيكر احد طرفي المباراة النهائية لادائه الرائع في مباريات دورة ويمبلدون لكن سامبراس اطاح احلامه في المباراة نصف النهائية وتكفّل كوريير باقصاء ستيفان ادبرغ ليلتقي صديقه اللدود سامبراس الذي انتزع منه صدارة الترتيب العالمي. وتكمن اهمية هذه المباراة في كونها مصيرية للمصنف الاول ولوصيفه على حد سواء، فبيت سامبراس يحتاج الى فوز بحجم ويمبلدون لكي يرسخ زعامته ويضفي شرعية على احتلاله المركز الاول عالمياً، علماً انه لم يفز قبل هذه المباراة الا بلقب واحد من القاب الغران سلام يوم أحرز بطولة الولاياتالمتحدة المفتوحة سنة 1990. وجيم كوريير بحاجة الى الفوز لكي يستعيد عرشه الضائع. ولم تخيب المباراة آمال المشاهدين فجاءت - لا سيما في المجموعتين الاولى والثانية - قمة في الاثارة والاداء الغني الممتع. صحيح ان سامبراس الذي كان يفكر بالانسحاب من الدورة لاصابته في الكتف، قد احرز هاتين المجموعتين بجدارة 7/6 و7/6 الا ان كوريير لم يكن لقمة سائغة، وكان من الممكن ان يفوز بأي من هاتين المجموعتين اللتين تعادلت فيهما كفة اللاعبين دفاعاً وهجوماً ويعود الفضل الى ارسال سامبراس في ترجيح كفة الاخير. وحاول كوريير ان يضع حداً لاندفاع سامبراس فنجح في ذلك وفاز بالمجموعة الثالثة 6/3 لكن سامبراس تصدّى له في المجموعة الرابعة وأحبط خطته ليحرز هذه المجموعة بالنتيجة ذاتها 6/3. الشرعية والاستقرار لقد كان فرح سامبراس لا يوصف اثر احرازه دورة ويمبلدون خاصة بعدما صفقت له طويلاً الليدي ديانا، وقد قضى سهرة ممتعة راقص فيها بطلة ويمبلدون ستيفي غراف وشعر لأول مرة بأنه لم يعد بطلاً تثار الشكوك حول شرعية بطولته. اما جيم كوريير فقد اعترف بعد المباراة بأن منافسه عرف كيف يوظّف ارساله بطريقة اكسبته المباراة حقق سامبراس 22 ارسالاً نظيفاً اما كوريير فسجّل 9 فقط وعرف كيف يسقط كراته في زوايا صعبة، وأضاف كوريير: "لست ادري ان كنت سأصل مرة ثانية الى نهائي ويمبلدون، ولكن ثمة بطولات اخرى في كرة المضرب". ويبقى جيم كوريير على رغم هزيمته واحداً من اكثر ابطال كرة المضرب الحاليين تماسكاً وثباتاً واستقراراً فهو قد فاز ببطولة استراليا المفتوحة ووصل الى نهائي رولان غاروس ونهائي ويمبلدون وهو لم يقل كلمته الاخيرة بعد.. وتجدر الاشارة الى ان الشمس كانت بطلة دورة ويمبلدون غير المتوجة لهذا الموسم وهذه ظاهرة لم تشهدها ملاعب ويمبلدون منذ سنة 1977، ولئن فاتها ان تحرز جائزة منظمي الدورة فما فاتها ان تحرز جائزة المشاهدين واللاعبين معاً.