كشفت مصادر رسمية اسرائيلية ان مفاوضات تدور بين الحكومتين الاسرائيلية والروسية بهدف التوصل الى اتفاق يقضي بالاعتماد على الخبرات التكنولوجية والعسكرية الروسية لتنفيذ مشاريع مدنية مشتركة للبلدين وبالذات في مجال انتاج الطاقة. ويأتي التوجه الروسي نحو اسرائيل في اعقاب فشل محاولات موسكو اقناع دول اوروبا الغربية بشراء خبراتها التكنولوجية والعسكرية واستخدامها لأهداف مدنية. وكانت الحكومة الروسية علقت آمالاً كبيرة على بيع هذه الخبرات... لحاجتها الماسة الى العملة الصعبة لتمويل برامجها الهادفة الى انقاذ الاقتصاد الروسي المنهار. وتشارك في المفاوضات بعثة تضم عدداً من كبار العلماء الروس برئاسة البروفسور ايلاك بافورسكي الذي رأس سابقاً طاقماً علمياً سوفياتياً اشرف على التخطيط والانتاج لخمس طائرات حربية، احداها طائرة "ياك" الهجومية. وأفادت مصادر اسرائيلية ان بعثات علمية روسية اخرى زارت اسرائيل في الاشهر الاخيرة وضمت باحثين وعلماء شاركوا في انتاج طائرات حربية وغواصات سوفياتية. وأكد اعضاء في هذه البعثات، خلال محادثاتهم مع مسؤولين اسرائيليين، استعدادهم لوضع خبراتهم بتصرف الدولة العبرية، من اجل استخدامها في المجال المدني. وتبدي الحكومة الاسرائيلية اهتماماً متزايداً بعقد اتفاق تعاون مع روسية، نظراً الى ان المشاريع المشتركة التي يقضي هذا الاتفاق بتنفيذها ستساهم في تحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في اسرائيل على صعيدين رئيسيين هما: 1 - توفير فرص عمل لأعداد كبيرة من المهاجرين اليهود القادمين من الاتحاد السوفياتي سابقاً، من ذوي الخبرات التقنية والعلمية، الامر الذي من شأنه ان يؤدي الى زيادة نسبة الهجرة اليهودية مجدداً الى اسرائيل، بعد ان تقلصت في العام الماضي بسبب اطلاع يهود روسيا من خلال ذويهم ومعارفهم في الدولة العبرية على صعوبة استيعابهم اقتصادياً واجتماعياً. 2 - استخدام اسرار التكنولوجيا الحربية الروسية في تطوير مجالات الانتاج الحربي الاسرائيلي، وبالتالي تحسين اوضاع معامل الصناعة العسكرية التي تواجه ازمة صعبة بسبب انخفاض عقود بيع الاسلحة الى دول اخرى.