على رغم التظاهر الاسرائيلي الرسمي بأن الزيارة التي بدأها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى الدولة العبرية أمس"بالغة الأهمية"إلاّ أن محافل سياسية اسرائيلية قللت من شأنها وحصرت أهميتها في حقيقة حصولها ليس أكثر. وراحت وسائل الإعلام العبرية تبرز نقاط الخلاف الكثيرة بين البلدين لتقول إنها ستلقي بظلال ثقيلة على الزيارة ولتستنتج أن رئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون لن يتجاوب مع تطلع موسكو الى لعب دور حقيقي في الشرق الأوسط، على خلفية إصراره على أن تكون الولاياتالمتحدة اللاعب الرئيس والوحيد في المنطقة. وعاودت مصادر سياسية مأذونة في تل أبيب الحديث عن أن قرار الزعيم الروسي القيام بزيارة هي الأولى من نوعها الى اسرائيل منذ إنشائها في العام 1948 فاجأ صناع القرار الذين اجتهدوا في سبر غور دوافعها وخلصوا الى الاستنتاج أن جل ما يريده الضيف هو تحسين مكانة روسيا كدولة عظمى في الشرق الأوسط ومكانته على نحو خاص، عشية لقائه الأسبوع المقبل الرئيس الأميركي جورج بوش، واستعادة موطىء القدم الذي كانت تتمتع به خلال الحقبة السوفياتية لتعود وتلعب دورا فعّالا في العملية السياسية بين الفلسطينيين واسرائيل. ونوّهت المصادر الى سعي موسكو الى التقرب من اسرائيل وتعزيز العلاقات معها على نحو يضمن أيضا المصالح الروسية في المنطقة، لكنها أشارت في الوقت ذاته الى أن بعض القيادات في اسرائيل ما زال يتعاطى مع روسيا باستخفاف ويرى فيها عبئاً سياسيا. وقالت مصادر إعلامية مطلعة إن لقاءات الزعيم الروسي مع أركان الدولة العبرية التي تبدأ رسمياً اليوم ستتناول مجموعة من القضايا معظمها مثار خلاف بين البلدين وهي: - التهديد النووي الايراني: سيطلع شارون ضيفه على معلومات استخبارية اسرائيلية بشأن المساعي الايرانية المتواصلة للتزود بسلاح نووي، وسيتوقف عند الخطر الذي ينطوي عليه الدعم الروسي للمشروع الذري الايراني المتمثل بتزويده بوقود نووي. أضافت المصادر أن شارون سيطالب الزعيم الروسي ب"الكف عن دعم المشروع وبوقوف بلاده في جبهة دولية واحدة لكبح التقدم الايراني نحو الحصول على قدرات نووية". - صفقة الصواريخ الروسية لسورية: سيجدد شارون معارضته بيع روسيا صواريخ مضادة للطائرات لدمشق بداعي احتمال وصولها الى"منظمات إرهابية". وأشارت المصادر الصحافية الى أن شارون ما زال يرى مجالا للضغط على روسيا طالما لم يتم بعد تسليم الصواريخ الى دمشق. - تنامي معاداة السامية: تدّعي اسرائيل أن ثمة ارتفاعا ملحوظا في مظاهر معاداة اليهود سُجّل في روسيا في الأشهر الأخيرة وتزعم توقيع خمسة آلاف أديب وسياسي روسي على عريضة تدعو الحكومة الروسية الى اعتبار الديانة اليهودية محظورة قانونياً. ووفقا للمصادر الاسرائيلية فإن شارون سيطالب بأن تعمل الحكومة الروسية بحزم للقضاء على هذه الظاهرة! - محاربة"الإرهاب الإسلامي": قالت الإذاعة العبرية إن اسرائيل ستبدي استغرابها حيال قيام روسيا"التي تعاني وطأة الإرهاب"بدعم دول"تؤوي الإرهاب". وسيتناول الطرفان سبل تعزيز التعاون الاستخباري بين البلدين. - التطورات في العملية السياسية بين السلطة الفلسطينية واسرائيل: ستكرر اسرائيل رفضها قيام روسيا بتزويد السلطة الفلسطينية بمروحيتين عسكريتين و50 ناقلة جند لم تعد صالحة لاستخدام الجيش الروسي. - العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون التجاري: في هذا السياق أشارت إحصاءات جديدة أن حجم الصادرات الاسرائيلية الى روسيا ارتفع في السنوات الأربع بنسبة 84 في المئة فيما ارتفعت الصادرات الروسية الى تل أبيب بنسبة تزيد عن 30 في المئة. الى ذلك نفت أوساط قريبة من شارون أن يكون في نيته البحث في طلب روسي، في حال طرحه أثناء الزيارة، بشأن تسليم اسرائيل أصحاب رساميل روس من أصل يهودي هربوا الى اسرائيل تلاحقهم العدالة الروسية لتقديمهم للمحاكة في روسيا بتهم ارتكاب مخالفات جنائية في المجال الاقتصادي.