كشفت مصادر وثيقة الاطلاع في دمشق ل "الوسط" ان وزير الخارجية الاميركي وارن كريستوفر نقل إلى وزير الخارجية السوري فاروق الشرع تعهداً اسرائيلياً بالعمل على تحقيق حل شامل على كل الجبهات. وذكرت المصادر السورية المطلعة انه اذا تم فعلاً تنفيذ هذا التعهد الاسرائيلي فإن عقبة اساسية ستزول من امام تقدم العملية السلمية. وهذا التعهد يجب ان يعني، حسب المصادر السورية، توقف اسرائيل عن الاصرار على أن مدى الانسحاب من الجولان مرتبط بمدى استعداد سورية لفصل مسارها عن المسارات العربية الاخرى، خصوصاً المسار الفلسطيني. وأكدت مصادر دمشق ان زيارة رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات إلى سورية ومحادثاته مع الرئيس حافظ الاسد، أزالت من ذهن الجميع فكرة اللعب على المسارات ودفع احدها لتقديم تنازلات من خلال تخويفها باحتمال تقدم المسار الآخر سريعاً. اذ اكد الرئيس الاسد لعرفات ان سورية "لا تفكر بالحل المنفرد اطلاقاً وتتمسك بالتسوية الشاملة وانها تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها المركزية التي تستمر بدعمها مهما كانت الظروف". وبالنسبة إلى قرار المشاركة في الجولة التاسعة من المفاوضات فإن الرئيس الأسد شدد على ان العرب "يملكون الآن عملية تسمح لهم باستعادة اراضيهم وهو الهدف الرئيسي للاستراتيجية العربية ويجب التمسك بهذه العملية خصوصاً"، وان هناك تعهدات اميركية تتعلق بمبدأ الارض مقابل السلام ومرجعية القرارين 242 و338، وتأمين الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني. أما بالنسبة إلى المعارضة الفلسطينية فإن الرئيس الاسد اعتبرها "عامل قوة في الموقف الفلسطيني وليس عامل ضغط اذ ان الفصائل المعارضة لا تعترض على الانسحاب الاسرائيلي وعندما يتم هذا الانسحاب فانها ستغير موقفها" مضيفاً ان سورية "ستستمر في التفاوض حتى النهاية لكشف النوايا الاسرائيلية والاميركية". هذا الدعم السوري هو الذي سمح للقيادة الفلسطينية باتخاذ قرارها بالمشاركة في الجولة التاسعة من المفاوضات لمنح اسرائيل والادارة الاميركية الفرصة الاخيرة للتأكد من ان الالتزامات الاميركية للعرب بلعب دور الوسيط النزيه والشريك الكامل لا تقل عن التزاماتها لاسرائيل بالنسبة إلى الشراكة الاستراتيجية. والمصادر السورية تعتبر الاستمرار في التفاوض قراراً استراتيجياً، خصوصاً ان الظروف الموضوعية التي أحاطت ببدء العملية السلمية لم تتغير بعد ولم يتبلور نظام عربي جديد يمكنه ان يطرح بديلاً لتأمين الحقوق العربية والأمن القومي في حال استمرار اسرائيل في تعنتها والادارة الاميركية في عدم تنفيذ الالتزامات. ووفقاً للمصادر السورية المطلعة فإن اسرائيل تعاني من اوضاع سيئة اضافة إلى الرغبة الاميركية في اقامة السلام في المنطقة مما يسمح للعرب بمقاومة الابتزاز الاسرائيلي وفرض موقفهم. وكشفت مصادر دمشق ان العرب حصلوا من واشنطن خلال اتصالات سرية مع ادارة كلينتون على التعهدات الآتية: * الدعوة إلى تحسين حقوق الانسان في الاراضي المحتلة. * الجولة التاسعة ستفسح المجال امام الحكم الذاتي الفلسطيني. * واشنطن ستلعب دور الشريك الكامل في المفاوضات. * تأكيد مبدأ الارض مقابل السلام حيث اعلن وارن كريستوفر ان على اسرائيل ان تعيد اراضي للعرب مقابل السلام. * الاعتراف بالحقوق السياسية المشروعة للشعب الفلسطيني ومبدأ عدم شرعية الابعاد. لكن التعهد الاميركي الأهم هو ان اسرائيل ستبحث خلال الجولة التاسعة من المفاوضات في النقاط الست الفلسطينية وهي: 1- عدم شرعية الابعاد. 2- التعهد بعدم اللجوء إلى الابعاد في المستقبل. 3- عودة المبعدين الفلسطينيين بما فيهم المبعدون منذ عام 1967. 4- احترام حقوق الانسان في الاراضي المحتلة وهي تتضمن 12 بنداً أهمها: وقف الاعتقالات الادارية، وقف سياسة هدم واغلاق المنازل، اغلاق سجن النقب، وقف الضرائب، وعدم اطلاق الرصاص على المتظاهرين. 5- مرجعية القرارين 242 و338 ومبدأ الارض مقابل السلام. 6- المرحلة الانتقالية وتقوم على ثلاثة أسس وهي: ولاية جغرافية على الأراضي المحتلة بما فيها القدس، سلطة منتخبة باشراف دولي مناسب، سلطة اقتصادية مستقلة. وتؤكد المصادر السورية ان الشعب الفلسطيني سينال استقلاله الكامل على أرضه، وان اسرائيل بدأت تقبل ضمناً بهذه الحقيقة.