أكدت مصادر ديبلوماسية اميركية وثيقة الاطلاع لپ"الوسط" ان جولة وارن كريستوفر وزير الخارجية الاميركي في الشرق الاوسط، التي شملت زيارة مصر والاردن وسورية والمملكة العربية السعودية والكويتولبنان واسرائيل، اضافة الى اجتماعه الى وفد فلسطيني، حققت النتائج الرئيسية الآتية: 1 - موافقة سورية والاردن ولبنان على المشاركة في الجولة المقبلة من مفاوضات السلام مع اسرائيل، والمنتظر ان تعقد في واشنطن في النصف الثاني من نيسان ابريل المقبل، قبل اعادة جميع المبعدين الفلسطينيين الى ارضهم. وقد شدد الرئيسان حسني مبارك وحافظ الاسد والملك حسين وكذلك الرئيس اللبناني الياس الهراوي ورئيس الحكومة رفيق الحريري على اهمية وضرورة ايجاد حل سريع لمشكلة المبعدين الفلسطينيين، لكن اياً منهم لم يربط مشاركته في الجولة المقبلة من المفاوضات باعادة جميع المبعدين الى ارضهم. 2 - وعد كريستوفر الاطراف العربية التي التقاها بأن المبعدين الفلسطينيين سيعودون الى ارضهم على مراحل "خلال فترة اقصاها ايلول - سبتمبر - المقبل"، بل قد يعودون قبل ذلك اذا حدث تقدم في مفاوضات السلام العربية - الاسرائيلية. 3 - أعلن الوفد الفلسطيني الذي التقى كريستوفر في القدسالشرقية وضم 10 شخصيات بينها خصوصاً حيدر عبدالشافي رئيس الوفد وفيصل الحسيني وحنان عشراوي والياس فريج انه لن يشارك في مفاوضات السلام قبل ايجاد حل لمشكلة المبعدين. لكن المصادر الاميركية ابلغت "الوسط" ان هذه "ليست الكلمة الاخيرة للوفد الفلسطيني" وان هذا الوفد "قد ينضم الى المفاوضات في اللحظة الاخيرة" واذا لم ينضم "فان المفاوضات ستجري بين الاطراف العربية الاخرى واسرائيل". وسلم الوفد الوزير الاميركي مذكرة تتعلق بانتهاكات حقوق الانسان في الأراضي المحتلة ومفاوضات السلام. وتطالب المذكرة بتطبيق القرار 799 الداعي الى اعادة جميع المبعدين فوراً وتدعو الى استئناف الحوار بين الولاياتالمتحدة ومنظمة التحرير الفلسطينية. 4 - أكد كريستوفر خلال زيارته للسعودية والكويت التزام الولاياتالمتحدة الحفاظ على امن منطقة الخليج واستقرارها وضرورة التزام العراق تطبيق كل قرارات مجلس الامن المتعلقة به والاجراءات المنبثقة منها. وشدد كريستوفر على ان ادارة الرئيس كلينتون لا تنوي اجراء اي تغيير في سياستها تجاه العراق وتجاه نظام الرئيس صدام حسين. وفي المقابل وصف الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي المحادثات التي اجراها كريستوفر في الرياض مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بحضور الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والامير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء بأنها "مفيدة وبنّاءة، وتناولت مختلف القضايا والمواضيع التي تهم البلدين وركّزت على عملية السلام في الشرق الاوسط وضرورة استئناف المفاوضات وتسوية العقبات التي تثيرها اسرائيل بين حين وآخر لاحباط العملية السلمية وتحويل الانظار عنها، كما يحدث في قضية المبعدين الفلسطينيين". وكذلك تناولت المحادثات السعودية - الاميركية عدداً آخر من المواضيع التي تهم الطرفين ومن بينها الاوضاع في افغانستان والصومال وقضية البوسنة والهرسك، وذكرت المصادر المطلعة ان الرياض ابدت ارتياحها الى بدء الولاياتالمتحدة باعطاء اهتمام اكبر للوضع في البوسنة، لكنها طالبت الوزير الاميركي باتخاذ خطوات اكثر فعالية وقوة من خلال الشرعية الدولية لوقف العدوان الصربي على شعب البوسنة. 5 - أكد كريستوفر لأمير الكويت الشيخ جابر احمد الصباح وكبار المسؤولين الكويتيين ان الولاياتالمتحدة "ستهب الى نجدة الكويت من جديد اذا تعرضت لهجوم من العراق"، من منطلق التزام ادارة كلينتون بالحفاظ على سلامة الكويت واستقرارها. وشدد على ان "لا بديل امام صدام حسين" سوى تنفيذ قرارات مجلس الامن بشكل كامل. 6 - شدد كريستوفر، خلال تطرق محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين الى قرار مجلس الامن الرقم 425، على ضرورة ضبط الوضع الامني في جنوبلبنان وضرورة قيام مختلف الاطراف "بجهود" لتأمين نجاح مفاوضات السلام، مما يعني، ضمناً، الدعوة الى تقديم تنازلات متبادلة بين لبنان واسرائيل لتحقيق الانسحاب الاسرائيلي.راجع ص 12