كشفت مصادر اميركية وثيقة الاطلاع لپ"الوسط" ان ادارة الرئيس كلينتون ستركز جهودها على المسار السوري - الاسرائيلي بهدف التوصل الى اتفاق سوري - اسرائيلي "سريع"، في حال اصرار القيادة الفلسطينية على موقفها الرافض المشاركة في مفاوضات السلام مع اسرائيل الا بعد اعادة جميع المبعدين الفلسطينيين الى ارضهم. وأوضحت المصادر ان وارن كريستوفر وزير الخارجية الاميركي الجديد سيحاول، خلال جولته الاولى في الشرق الاوسط التي ستبدأ يوم 17 شباط فبراير الجاري وتستمر حتى يوم 24 منه، تمهيد الطريق لتحقيق تقدم على جبهتي المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية والسورية - الاسرائيلية، على أساس ان لها "الاولوية" في اطار عملية السلام. وأشارت المصادر الى ان كريستوفر يستند في تحركه هذا الى "الملف" الذي اطلع عليه بعد تسلمه مهامه ويتضمن معلومات مفصلة ودقيقة عما حققته مفاوضات السلام العربية - الاسرائيلية، على كل الجبهات، خلال الجولات الثماني التي عقدت منذ مؤتمر مدريد وحتى نهاية عهد الرئيس بوش. ويتبين من هذا "الملف"، وفقاً لما ذكر مصدر اميركي مسؤول لپ"الوسط"، ان سورية واسرائيل اصبحتا فعلاً "على وشك" الاتفاق على اعلان مبادئ سوري - اسرائيلي يكون اساساً للمفاوضات حول الجولان. اما الفلسطينيون والاسرائيليون فقد اصبحوا قريبين من الاتفاق على جدول اعمال للتفاوض حول الحكم الذاتي الفلسطيني وما يرتبط به. وسيحمل كريستوفر معه هذا الملف خلال جولته التي ستشمل اسرائيل ومصر والاردن وسورية وربما دولاً اخرى. وسيلتقي كريستوفر خلال جولته هذه اعضاء الوفد الفلسطيني المفاوض، اضافة الى زعماء الدول التي سيزورها. وخلال الاتصالات التمهيدية التي اجراها تلقى كريستوفر دعوة من رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري لزيارة لبنان. وليس واضحاً اذا كان الوزير الاميركي سيلبي هذه الدعوة أم أنه سيلتقي احد المسؤولين اللبنانيين في دمشق. وتفيد مصادر مطلعة ان كريستوفر قد يلتقي مسؤولين لبنانيين في منطقة البقاع اذا لم يتمكن - لأسباب أمنية - من زيارة بيروت. وذكرت هذه المصادر الاميركية لپ"الوسط" ان كريستوفر سيبذل جهده لاقناع الفلسطينيين - سواء خلال اجتماعه معهم أو عن طريق مطالبة بعض الجهات العربية بالضغط عليهم - بالمشاركة في الجولة المقبلة من مفاوضات السلام، من دون ربط المشاركة بعودة جميع المبعدين الفلسطينيين الى أرضهم، على أساس أن "الخطوة" التي أقدم عليها اسحق رابين رئيس الوزراء الاسرائيلي والقاضية باعادة 101 مبعد فوراً الى أرضهم واعادة الباقين قبل نهاية 1993... هذه الخطوة كافية في الظروف الراهنة لاستئناف مفاوضات السلام. وسيحاول كريستوفر اقناع رابين بالتعجيل في اعادة جميع المبعدين، لكنه سيأخذ في الاعتبار - وفقاً لما ذكرته مصادر أميركية مطلعة - ظروف رابين الداخلية التي تجعل من الصعب عليه اعادتهم جميعاً بسرعة. وقالت المصادر نفسها انه اذا اصرت القيادة الفلسطينية على التضامن مع حركة حماس ورفض المشاركة في المفاوضات الى ما بعد عودة جميع المبعدين، فان كريستوفر سيركز جهده على الجبهة السورية - الاسرائيلية للتوصل الى اتفاق بين هذين الطرفين على اعلان مبادئ مشترك "في اسرع وقت ممكن". وأضافت هذه المصادر ان كلينتون مهّد الطريق لذلك بأن بعث رسالة الى الرئيس حافظ الأسد وصف فيها قرار الرئيس السوري المشاركة في عملية السلام بأنه "قرار تاريخي". واعترفت هذه المصادر بأنها "ليست متأكدة" تماماً من مدى تجاوب المسؤولين السوريين مع هذا المسعى الاميركي.