ستبدأ السلطات الكويتية المختصة خلال فترة قصيرة حفر خندق على طول حدود الكويت الشمالية مع العراق، يبلغ عمقه 3 امتار وعرضه خمسة امتار على ان يرافق ذلك انشاء ساتر ترابي بارتفاع يراوح بين 3 و4 امتار على طول الحدود نفسها وبجانب الخندق. ومن المتوقع ان ينتهي حفر الخندق خلال 90 يوماً، وان تقوم 5 شركات بتنفيذ هذا المشروع. وأعلن وزير الدفاع الكويتي الشيخ علي صباح السالم الصباح ان هناك خطة لم تستكمل بعد تشمل تزويد القوات الكويتية على الحدود الشمالية بأجهزة رصد ومعدات عسكرية حديثة، اضافة الى زيادة عدد القوات هناك لضمان زيادة فاعليتها. وأشار الى ان هذه الاجراءات اتخذت بعد ان تم ترسيم الحدود بين الكويتوالعراق من قبل لجنة الترسيم الدولية، موضحاً ان مجلس الوزراء الكويتي وافق على البدء بتنفيذ المشروع. ومن الجدير ذكره ان توجّه الكويت لوضع حاجز بينها وبين العراق ليس جديداً، فمنذ تحرير الكويت والحديث يدور حول ضرورة ايجاد مثل هذا الحاجز. وكان آخر مشروع من هذا النوع اخذ شكلاً واضحاً وعملياً هو السور الرابع الذي تشكلت من اجله اللجنة الوطنية لجمع التبرعات لبناء السور برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية السابق سعود العصيمي. لكن يبرز سؤال الآن: هل يعتبر مشروع الحكومة الكويتية الجديد لحفر خندق بديلاً لمشروع السور الرابع؟ "الوسط" توجهت بهذا السؤال الى السيد سعود العصيمي فقال: "ان هناك لبساً لدى بعض الاخوة الصحافيين والكتّاب وأشير هنا الى ما نشرته احدى الصحف اخيراً من ان اللجنة الوطنية لن تقوم ببناء السور لعدم تمكنها من جمع الاموال اللازمة، وأود أن اوضح هنا اننا كلجنة هدفنا الأساسي هو المساهمة الرمزية من الشعب الكويتي لبناء السور الرابع، ونحن سنقوم بدورنا بتسليم ما نجمعه من اموال ومساهمات اهلية للحكومة. اضافة الى ان المشروع الذي اعلن عنه وزير الدفاع ما هو الا المرحلة الاولى من مراحل انشاء السور الرابع، والدولة لها تصورها ولديها خطة كاملة لكيفية بناء هذا السور". وأكد العصيمي ان "الهدف الأساسي هو ان يقام حاجز امني - سمه ما شئت - يمنع التسلل والمخدرات والخمور وخلافه كما يمنع عصابات الغدر. ونحن كلجنة لا يوجد بيننا وبين من سيقوم بالتخطيط للسور وبنائه أدنى اتصال، وحملاتنا ما زالت مستمرة، وما زالت التبرعات تأتينا وبشكل كبير". وأشار العصيمي الى ان "الشعب الكويتي ازداد اقباله في الفترة الاخيرة بالتبرع لانشاء السور الرابع، خصوصاً بعد ان ألقت قوات الامن الكويتية القبض على عصابة الغدر التي تسللت للقيام بأعمال تخريبية اثناء زيارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، وبعد ان فقدت الكويت عائلة كاملة مكونة من ستة افراد في ظروف غامضة، يعتقد انهم دخلوا العراق بالخطأ".