ذكر مسؤول سوداني ان الحكومة السودانية تلقت "تأكيدات" من ادارة الرئيس كلينتون تفيد "ان الولاياتالمتحدة لا تنوي التدخل عسكرياً في السودان، وليس لديها تفكير في اتخاذ خطوة كهذه مستقبلاً". هذا المسؤول هو الدكتور فضل السيد ابو قصيصة وزير الدولة السوداني لشؤون التنمية في الجنوب الذي زار واشنطن في الفترة الاخيرة وشارك في المناقشات التي اجرتها اللجنة الفرعية حول افريقيا التابعة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي. وأوضح ابو قصيصة: "اننا تلقينا هذه التأكيدات من الادارة الاميركية في واشنطن خلال الزيارة". وأعرب عن رأيه في ان سياسة ادارة كلينتون الجديدة نحو افريقيا والسودان لم تتبلور بعد "وان سياستها الحالية نحو السودان هي ميراث من ادارة الرئيس السابق بوش". ولم يذكر الوزير اسم المسؤول الاميركي الذي قدم له هذه التأكيدات. في الوقت نفسه انتقد الوزير السوداني التقرير الذي وضعه للكونغرس الاميركي السناتور فرانك وولف بعد زيارته المناطق التي يحتلها متمردو الجيش الشعبي لتحرير السودان. وتحدث وولف في ذلك التقرير عن المجاعة والاوضاع الانسانية في السودان كله. وأوضح الوزير السوداني ان الزيارة تمت من دون معرفة الحكومة وكان لها "اثر سلبي على جهود السلام". وعبر الوزير السوداني عن رأيه في ان الادارة الاميركية اصبحت ترى ان حركة العقيد جون قرنق "فقدت معظم اوراقها ومصداقيتها بالاضافة الى تدهور وضعها العسكري". في الاطار نفسه قال عضو لجنة حقوق الانسان في السودان حافظ الشيخ، عميد كلية القانون في جامعة الخرطوم لپ"الوسط" ان الولاياتالمتحدة "تسعى لتصعيد موضوع حقوق الانسان في السودان من خلال طلب تعيين مراقب خاص لأوضاع حقوق الانسان في البلاد ليرفع تقريراً الى الجمعية العامة للأمم المتحدة في ايلول سبتمبر المقبل". وأضاف: "ان اميركا تسعى بذلك لاستصدار قرار من مجلس الامن حول السودان" يتعلق بقضية حقوق الانسان. ومن جهة اخرى انتقد وزير الخارجية الدكتور حسين ابو صالح دعوة نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون افريقيا هيرمان كوهين لانشاء مناطق آمنة لنقل الاغاثة للسكان المتضررين من الحرب في الجنوب، وقال "انها تتجاهل جهود الحكومة التي أدت الى الاتفاق مع المتمردين على ايصال الاغاثة للمتضررين والمشاركة في الجولة المقبلة من مفاوضات ابوجا للسلام". وضمن هذه الاجواء اعلنت الحكومة السودانية من جانبها وقف اطلاق النار رداً على اعلان حركة جون قرنق بوقف اطلاق النار، وقال متحدث باسم الحكومة ان الجيش وافق على وقف اطلاق النار على رغم انه "بدأ بالفعل تحركاً لاكمال عمليات "صيف العبور" التي أدت الى استرداد معظم المدن التي كانت في قبضة المتمردين". وأشار المتحدث الى ان هذه الخطوة تهدف "الى ايجاد مناخ ملائم لانجاح مفاوضات السلام في ابوجا على رغم ان تجاربنا السابقة مع المتمردين دلت على انهم يستخدمون وقف اطلاق النار للاعداد العسكري وشن هجمات على الجيش لاحتلال مواقع جديدة، ونحن نؤكد ان اية خطوة كهذه ستُقابل بالحسم، كما ان اطلاق النار لن يؤثر على نقل الامدادات العسكرية او الاغاثة والغذاء للمتضررين".