أثار المبعوث الخاص للرئيس الاميركي الى السودان هاري جونستون قضايا معالجة الحرب في الجنوب في اجتماعات عقدها مع مسؤولين سودانيين ومعارضين ضمن زيارة تستمر أربعة أيام هي الاولى منذ تسلمه مهمته. وتعد زيارة جونستون الاولى لمسؤول أميركي رفيع المستوى منذ وصول الرئيس عمر البشير الى السلطة، لكنها أحيطت بتوتر إثر تأكيد وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت أن جونستون سيثير مسألة قصف الجيش المدنيين في جنوب البلاد، فيما أكد مسؤول سوداني كبير أن مهمته ستواجه عقبات ما لم تشمل قضية العلاقات المقطوعة بين البلدين. واجتمع جونستون أمس مع وزيري الخارجية والتخطيط الاجتماعي السودانيين مصطفى عثمان إسماعيل وقطبي المهدي ونائب الرئيس السابق القيادي الجنوبي البارز أبيل ألير. وينتظر أن يشمل برنامج لقاءات جونستون الرئيس عمر البشير وقادة الحكم والمعارضة في الخرطوم. وقال وزير الدولة في وزارة الخارجية السودانية الاسقف غبريال روريج ان محادثات جونستون وهو نائب بارز سابق في الكونغرس اختاره الرئيس بيل كلينتون منتصف العام الماضي للعمل من أجل مساعدة جهود إنهاء الحرب في جنوب البلاد، لن تتناول ملف العلاقات الثنائية. وأضاف ان المبعوث الاميركي "أبلغنا أن مهمته تركز على تحقيق السلام والمسائل الانسانية وقضايا حقوق الانسان. لكننا قلنا له إنه سيواجه عقبات في تنفيذ مهمته إذا لم تعالج قضايا مثل مسألة العلاقات الثنائية". لكن روريج اعتبر زيارة جونستون التي امتنعت الخرطوم عن الترحيب بها في الماضي "تمثل بداية جيدة". وينتظر أن يقدم جونستون تقريراً الى كلينتون نهاية الشهر الجاري بعد سلسلة من المشاورات شملت الدول المجاورة للسودان ودولاً أوروبية من مجموعة شركاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا إيغاد كما التقى قادة المعارضة السودانية في الخارج. ووصف قطبي المهدي لقاءه مع جونستون بأنه "كان إيجابياً، ونقلت اليه خلال اللقاء المواقف السلبية التي إتخذتها الادارة الاميركية من عملية السلام بدعمها متمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة العقيد جون قرنق وإمدادهم بالمال والسلاح مما تسبب في إطالة أمد الحرب والحد من فرص السلام. وشرحت له الخطوات التي اتخذتها الحكومة في جولة المفاوضات الاخيرة مع حركة التمرد، والتشدد الذي أظهرته الحركة". وقال إنه أثار خصوصاً مسألة "المضايقات التي تتعرض لها منظمات الإغاثة على يد قرنق وفرضها رسوماً وإتاوات على الهيئات الانسانية وخطف العاملين فيها ومنعها من القيام بدورها الانساني". وأضاف أن جونستون "دان هذه التصرفات، وطلبت منه القيام بخطوة أكبر من مجرد الإدانة من أجل إغاثة المتضررين من الحرب". ولاحظ انحسار إهتمام واشنطن بمواضيع حقوق الانسان وإتهامات الرق والارهاب موضحاً أنها "لم تعد من إهتمامات الادارة الاميركية وسياستها نحو السودان. تطرقنا اليها في مرور عابر وأوضحنا للمبعوث أنها نتاج طبيعي للحرب الأهلية. وطلبنا مساعدة واشنطن بالعمل من أجل إعلان وقف شامل لإطلاق النار، ووقف دعم حركة التمرد بالمال والسلاح". وزاد: "إذا تجاوبت الادارة الاميركية مع هذه المطالب فإن ذلك سيشكل أرضية ثابتة للحوار الموضوعي". وقال إنه لاحظ "جدية من الادارة الاميركية في التعامل مع السودان، وإقتناع بأنه يمر بمرحلة تحول سياسي وتغيير كبير في علاقاته الخارجية".