أكد وزير الاعلام السوداني الدكتور غازي صلاح الدين ترحيب بلاده بمساعي المصالحة السودانية التي يقودها الزعيم الليبي معمر القذافي من اجل تحقيق الوفاق الوطني في السودان. وحمل صلاح الدين في تصريحات الى "الحياة" على "الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة جون قرنق" لرفضه الموافقة على اعلان الحكومة وقف اطلاق النار الشامل في الجنوب "لتسهيل مرور الاغاثة الانسانية الى المتضررين". ووصف المسؤول السوداني قرار الكونغرس الاميركي في شأن السودان بأنه يمثل "دعماً لحركة التمرد"، وقال انه سيؤدي الى "اطالة الحرب وزيادة معاناة المتضررين". وقال وزير الاعلام السوداني الناطق باسم الحكومة الدكتور غازي صلاح الدين ان المبادرة الليبية "تجد القبول والترحيب من جانب الحكومة". وأوضح ان "الاتصالات مستمرة مع القيادة الليبية لتفعيل المبادرة"، معلناً "ننتظر وصول مبعوث ليبي خلال الأيام المقبلة لوضع بعض الخطوات العملية للقاء مع المعارضين". وأضاف صلاح الدين ان "موقف الحكومة من المبادرة الليبية كان واضحاً منذ الوهلة الأولى من خلال تصريحات رئيس الجمهورية ووزير الخارجية والمتحدث الرسمي باسم الحكومة، وقرارات المكتب القيادي للمؤتمر الوطني التي اجمعت على الترحيب بالمبادرة وتقدير الدور الليبي تجاه مشاكل السودان". وفي شأن رفض "الجيش الشعبي لتحرير السودان" وقف النار الشامل الذي أعلنته الحكومة قال وزير الاعلام "هذا غير مستبعد من حركة التمرد التي لا تهتم بإغاثة مواطنيها المتضررين من الحرب. ونحن ندعو المجتمع الدولي الى الضغط على الحركة للتجاوب مع نداءاته الانسانية كما تجاوبت الحكومة". وزاد ان اعلان الحركة وقفاً جزئياً لاطلاق النار "يؤكد انها تهدف الى نقل الحرب من منطقة الى اخرى كما حدث اخيراً حين وافقت على وقف جزئي في منطقة بحر الغزال لتشعل نار الحرب في منطقة الاستوائية". وأكد صلاح الدين "وجود تهديدات حقيقية للسلام والأمن في جنوب السودان بسبب الدعم الكبير الذي تقدمه الولاياتالمتحدة للمتمردين وما تقدمه الحكومة الأوغندية". وأوضح ان "القرار الذي اتخذه الكونغرس الأميركي لتقديم الدعم للحركة ومطالبته الادارة الاميركية ومجلس الأمن بتشديد العقوبات على الحكومة السودانية ساهم بشكل كبير في التعنت الذي تبديه الحركة تجاه نداءات السلام. كما ان موقف الكونغرس يساهم في اطالة امد الحرب الاهلية وزيادة معاناة المتضررين منها مما يخالف الدوافع الانسانية التي يرددها من حين لآخر". واختتم صلاح الدين تصريحاته بتأكيد "وجود حشود عسكرية اوغندية في بعض المناطق على الحدود بين البلدين. ونحن لا نغض الطرف عن هذه الحشود ولا عن الدعم المالي واللوجستي الذي تقدمه اوغندا لحركة التمرد. ونحن مستعدون للرد على اي اعتداء، اياً كان حجمه او القوى التي تسنده".