هل هناك نساء متطرفات؟ هل يضم "عالم التطرف" نساء يشاركن الرجال في اعمال العنف والارهاب وفي عمليات المواجهة مع الدولة او يقدمن المساعدة لهم؟ الجواب هو: نعم. في مصر نساء متطرفات معتقلات في عدد من السجون بتهم مختلفة. "الوسط" أجرت تحقيقاً حول هذه الظاهرة الجديدة المثيرة للاهتمام والتقت مجموعة من المتطرفات المعتقلات وتحاورت معهن. وهذه حصيلة التحقيق: اعتقلت اجهزة الامن المصرية خلال عمليات المواجهة الجارية منذ بضعة اشهر بشكل خاص بين السلطة والتنظيمات المتطرفة، مجموعة من النساء "المتطرفات" واوضحت مصادر مصرية مطلعة لپ"الوسط" انه تبين من التحقيقات مع المعتقلات ان "المتطرفات" لا يشاركن الرجال، بشكل عام، في تنفيذ الاعمال الارهابية، سواء كانت اغتيالات او تفجيرات او هجمات على السياح، بل ان مهمات المتطرفات تشمل التستر على الفارين من قبضة الشرطة ونقل التكليفات من القيادات الى الاعضاء ونقل الاموال وقطع السلاح بين المحافظات. واكدت المصادر ان اعداداً كبيرة من النساء اصبحن يحملن الفكر المتطرف ويقتنعن به ويعملن على تمريره وانتشاره بين افراد الاسرة وفي المجتمع المحيط بهن. ووفقاً لهذه المصادر فإن وجود متطرف في الاسرة يساعد على انتشار التطرف بين بقية الافراد. واسباب ذلك تعود الى العوامل الآتية: يتضرر جميع افراد الاسرة من المطاردة الامنية للمتطرف ويعانون ضائقة اقتصادية تولد لديهم اعتقاداً بأن "المتطرف على حق" وان الشرطة تضطهده، خصوصاً اذا كان المتطرف هو عائل الاسرة الوحيد، مما يدفع في النهاية الى تطرف افراد آخرين، ومن بينهم السيدات. ان هناك نوعاً من التلقين الايديولوجي الذي يمارسه المتطرف على افراد اسرته والزامه السيدات في اسرته باتباع منهج صارم معين واقناعهن بالتزام الحيطة والحذر عند الهجمات الامنية واخفاء الوثائق والمستندات. هناك تكليفات صادرة من مجالس شورى التنظيمات الكبرى مثل الجهاد والتكفير والهجرة والناجون من النار بتحديد ادوار معينة لكل فرد في التنظيم وكذلك افراد اسرته ومنهم النساء. استخدام الاطفال في نقل بعض التكليفات من خلال كراسات الدراسة والتردد على اماكن الفارين، بعيداً عن الشرطة، ونقل اخبار الاسرة، مما يولد لدى السيدات شعوراً بضرورة المحافظة على اطفالهن وبالتالي المساهمة في تضليل الشرطة وارتكاب افعال يعاقب عليها القانون. وقالت مصادر مصرية امنية مطلعة لپ"الوسط" ان زوجات المعتقلين يشكلون بينهن تنظيمات نسائية تتولى ادارة الحياة المعيشية لاسرهن وجمع التبرعات والاعداد لزيارات الازواج في السجون ونقل التكليفات من داخل السجن الى خارجه. ورصدت اجهزة الامن خلال السنوات الماضية عائلات متطرفة ارتبط افرادها، بمن فيهم النساء، بأعمال التطرف والخروج عن القانون، ومن بينها عائلات الزمر والاسواني والدواليبي والسلاموني وعمر عبدالرحمن وشكري مصطفى وعلي عبدالوهاب وغيرهم. ووفقاً لمصادر مصرية وثيقة الاطلاع فقد تمكنت الاجهزة الامنية من رصد اعمال "مخالفة للقانون" شاركت فيها نساء متطرفات وابرزها: الكشف عن قيام عمر عبدالرحمن، زعيم الجماعة الاسلامية، الذي يعيش حالياً في الولاياتالمتحدة بإرسال اموال ضخمة تم ايداعها في احد البنوك باسم زوجته، وصلت الى 130 الف دولار، للانفاق على اسر المعتقلين من اعضاء جماعته وعلى العمليات الارهابية. قيام القيادي محمد احمد الاسواني من الجماعة الاسلامية المسجون على ذمة قضايا اغتيال سياسي لسنوات يبلغ مجموعها 42 سنة بتكليف زوجته، في احدى زياراتها له، قبل فراره بأيام، ابلاغ الخطة الى شقيقه طارق الاسواني، وتم بالفعل تنفيذ اكبر مخطط للهروب من السجون المصرية وفقاً لهذه الخطة العائلية التي بدأت في 17/7/1988 وانتهت في 8/8/1988 بمقتل عصام القمري وخميس مسلم وضبط الاخوين محمد وطارق الاسواني. قيام زوجة القيادي خالد بخيت من الجهاد بإعداد منزل الزوجية في منطقة الشرابية كمقر لاقامة الهاربين وانتقالها لمنزل اسرتها حيث مكث ثلاثة من المتطرفين الهاربين لمدة اسبوع، في الوقت الذي شنت فيه اجهزة الامن حملاتها على القياديين. قيام الهام عبدالرازق زوجة القيادي ممدوح علي يوسف المتهم الاول في قضية اغتيال الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب المصري السابق بالاحتفاظ بساعة رقمية خاصة بزوجها، وبعد ضبطها وعرضها على خبراء الالكترونيات تبين انها عبارة عن كمبيوتر مسجل عليه اسماء وعناوين وارقام هواتف الجناح العسكري لتنظيم الجهاد واسمائهم الحركية. وكان لهذه الساعة الفضل في سقوط هذا الجناح خلال ساعات حيث قدمت الزوجة كشاهدة اثبات ضد زوجها. البلاغ الذي تقدمت به احلام سليمان احمد زوجة القيادي عبدالناصر نوح احد اعضاء تنظيم الجهاد ومسؤول تصنيع المفرقعات في الجناح العسكري والذي ذكرت فيه ان زوجها فر بعد ان اتهم بقتل احد رجال الشرطة السريين في سوهاج وانه كان يحصل على ما يحتاجه من مبالغ نقدية من الدكتور علاء محيي الدين عاشور احد الاعضاء القياديين بالتنظيم، وان زوجها قام بتخصيص منزل الزوجية لاجتماعات الاعضاء القياديين بالتنظيم، ومنهم صفوت احمد عبدالغني وعزت السلاموني، حيث تم خلالها اعداد منشورات مناهضة للنظام القائم في البلاد، وقدمت احلام كشاهدة في القضية. قيام الهام عبدالرزاق بإبلاغ اسامة قنديل رئيس نيابة امن الدولة العليا بتفاصيل الاجتماعات التي كان يعقدها زوجها ممدوح علي يوسف في منطقة الهرم، وذكرت انه يتعامل معها باسم مزيف هو حسين مصطفى علي والثابت في وثيقة الزواج. كما اعترفت بالمخطط الكامل لاغتيال وزير الداخلية وقدمت محاضر اجتماعات الجناح العسكري التي كان يحضرها القياديون برئاسة صفوت احمد عبدالغني. قيام منى محمد محمد مصطفى بإبلاغ النيابة ان زوجها عادل عيد شريف أخفى ملابس المتهمين في قضية اغتيال الدكتور رفعت المحجوب، وارشدت رجال الامن الى مكان اخفاء الملابس والاوراق السرية الخاصة بالتنظيم. اعتراف ابتسام عبدالسلام جاد المولى، وشهرتها ام جهاد زوجة القيادي محمد مصطفى زكي، بأن زوجها يخفي بعض الفارين في قضايا الاغتيال السياسي. واعتراف زوجة القيادي عاطف محمود الكفراوي الذي قتل اثناء اشتباك مع رجال الامن في شهر تشرين الثاني نوفمبر 1992 بأن زوجها سلمها مدفعاً رشاشاً لمساعدته في اطلاق النيران على رجال الامن، وانه سبق ان قامت هي وشقيقها بالتدرب على استخدام السلاح لمقاومة رجال الامن. وفي تصريحات خاصة لپ"الوسط" قال مسؤول أمني مصري بارز ان قيادات التطرف والارهاب اتخذت في الفترة الاخيرة سلوكاً غريباً تمثل بتكليف افراد الاسرة، سواء الاطفال او الزوجات، بأمور تنظيمية واشراكهم في العمليات الارهابية، وكان آخرها قيام زوجة احد المعتقلين في سجن بني سويف الشهر الماضي بإدخال ملابس نسائية الى زوجها حتى يهرب في ملابس سيدة منقبة، واحبطت اجهزة الامن المحاولة واطلق الحراس النار عليه ولقي حتفه. لقاءات مع المتطرفات وحاورت "الوسط" مجموعة من النساء المتهمات في قضايا التطرف وهن رهن الاعتقال في السجون المصرية. ورفضن جميعاً التصوير "لان التصوير في الاساس حرام". والتقت "الوسط" فاتن محمد خليل الزوجة الرابعة للشيخ جابر امير تنظيم الجهاد في امبابة والذي اعتقل قبل نحو شهرين، واكدت انها زوجة للشيخ جابر، على عكس ما نشر عند القبض عليه من انه كان يعيش معها من دون زواج. واضافت: "بعد ان بدأت الحملة على امبابة للقبض على اعضاء الجماعات جاء الشيخ جابر واختفى في شقتي التي تقع في منطقة المنيرة الغربية، وبالطبع تسترت عليه، فهو زوجي وكنت استمع لاوامره واشارك في الندوات التي يعقدها وانقل توجيهاته الى "الاخوة" في الجماعة بفض الافراح بالقوة اذا لم يستمع اصحابها للنصيحة". وأوضحت: "استأجرت الشقة التي ضبط فيها الشيخ جابر باسمي لان اجهزة الامن كانت تبحث عنه في كل مكان، وكان من الصعب عليه الخروج الى خارج امبابة، وايضاً الحصول على مسكن داخل امبابة باسمه، وعندما قبض عليه اتهمت بالتستر وايواء "ارهابي" مطلوب القبض عليه". هدى راشد فهمي رهن الاعتقال في القضية رقم 7979 لعام 1992 جنح مركز امبابة، قالت ل"الوسط": "في البداية كنت اعمل بائعة متجولة في سوق امبابة، ثم تزوجت من احمد حسين بكر معتقل في قضية سرقة لتمويل نشاط تنظيم الجهاد. لم اكن اعلم انه ينتمي الى الجماعات الدينية، وبعد ان افصح لي عن ذلك وجدت نفسي معهم اصلي في مساجدهم وانفذ اوامرهم، ومنذ سنوات حاول احد امناء الشرطة القبض عليّ فطعنته بسكين وسجنت لمدة ثلاث سنوات". وتضيف: "لم يعد السجن غريباً علي، فقد شاركت في تنفيذ خطط الجماعة وسجنت اكثر من مرة". أمل محمد مرزوق زوجة حمزة ابراهيم العادلي، وهي رهن الاعتقال بالقرار رقم 17 احوال امبابة لعام 1993 قالت لپ"الوسط": "ان التنظيم الذي انضمت اليه اسمه "الجهاد" وان قياداته افهموها انه يعني "الجهاد في سبيل الله من اجل الحق، وازالة الباطل" فهم "يمنعون وجود الراقصات في الافراح ويحرقون نوادي الفيديو لانها تقدم الباطل". واضافت انها لم تشترك في "العمليات الارهابية" مثل الرجال، لكنها تؤمن بأفكار الجماعة الاسلامية، خصوصاً ان زوجة تم حبسه من اجل هذه المبادئ. نعمت فوزي الحكيم 39 سنة زوجها المعتقل هاني محمود التابعي، وهي رهن الاعتقال بالقرار رقم 18 احوال امبابة لعام 1993 قالت لپ"الوسط": انها انضمت مع زوجها الى جماعة "التكفير" في امبابة، وان هذه الجماعة منشقة عن الجهاد التي يرأسها الشيخ جابر ريان الذي تم القبض عليه، وفكرها يعني "ان المجتمع الذي نعيش فيه كافر لانه لا يطبق شرع الله، ويترك الباطل في التلفزيون وفي الشوارع حيث ترتدي البنات البناطيل". واشارت فاطمة ابراهيم دنقل في حوارها مع "الوسط" الى انها انضمت الى جماعة "التوقف والتبين"، وان فكر هذه الجماعة يطالب "بفحص" الخير من الشر واتباع الخير فقط وترك الشر. واضافت ان زوجها عبدالحميد يونس البنا كان صديقاً للشيخ جابر، لكنه مات منذ سنوات وفي كل مرة يتم القبض عليها والافراج عنها بسبب عدم اشتراكها في اي جريمة. ايمان فوزي عبدالمجيد زوجة عضو الجهاد حمدي السيد شاهين الذي يقضي فترة عقوبة في السجن قالت لپ"الوسط": "كل ما قمت به من اعمال كان تنفيذاً لاوامر زوجي، وبعد ان تم القبض عليه وصدر في حقه حكم بالسجن وجدت نفسي اتبع تعليمات قيادات "الجماعة الاسلامية واتهمت بشراء مواد تصنيع العبوات الناسفة وهي المسامير والبارود والزجاجات الفارغة". شراء الاسلحة ورفضت رجاء محمود الشافعي 55 سنة التحدث او التصوير. وحينما سألت "الوسط" المصادر الامنية عن سبب اعتقالها كانت الاجابة انها "متهمة بالتعاون مع المتطرفين حتى صارت واحدة منهم وكانت مهمتها الاتصال ببعض شركات تسفير الشباب الى الخارج للمساعدة في تهريب المتطرفين الفارين وظلت تمارس هذا العمل حتى تم القبض عليها اخيراً وعثر في حوزتها على كمية من جوازات السفر لبعض الارهابيين" واعترفت بما ارتكبته من اعمال. منى عبدالكريم قاسم 23 سنة زوجة متطرف فار اسمه حمدي السيد شعبان قالت لپ"الوسط": "زوجي من اتباع الشيخ جابر امير الجماعة في امبابة وفر عقب اعتقال الشيخ جابر مباشرة ولا اعرف مكانه" واضافت: "انضممت الى الجماعة بعد زواجي قبل خمس سنوات، وكنت اتولى دعوة السيدات لحضور الندوات التي يعقدها الشيخ جابر". وتؤكد ان حياتها تختلف عن النساء "العاديات"، وتقول: "انا احافظ على حضور الصلوات في المسجد وارتدي النقاب ولا اشاهد التلفزيون ولا اذهب الى السينما والمسرح ولا اخرج من بيتي بمفردي ولا اعرف شيئاً عن ادوات المكياج". وترى ان هناك سيدات انضممن الى الجماعة الاسلامية في امبابة لمجرد الخوف من ازواجهن وليس عن قناعة تامة بأفكار الجماعة واهدافها. نبيلة عبدالمعبود الجوهري زوجة المتطرف فيصل عبدالله مبروك معتقل قالت لپ"الوسط": انها اضطرت للانضمام الى "الجماعة الاسلامية" بعد ان تزوجت قبل ثلاث سنوات، واضافت: "زوجة عضو الجماعة لا بد ان تنضم ايضاً الى الجماعة وتتبع تعليمات زوجها وتشارك معه في النشاط الديني"، وتوضح انها وزوجها ينتميان الى تنظيم "التوقف والتبين" الذي يسعى الى اقامة دولة اسلامية في مصر. محاسن لطفي الشافعي زوجة المتطرف عبدالموجود محمد فودة الذي تم القبض عليه اثناء الحملات على امبابة، متهمة بالاتجار بالسلاح وبيعه لاعضاء الجماعات، قالت لپ"الوسط": "انا لا اتاجر بالسلاح ولا ابيعه لاعضاء الجماعات كما يعتقد البعض، ولكنني كنت احصل على اموال من قيادات التنظيم واسافر مع زوجي الى الصعيد لشراء السلاح من هناك للاعضاء، وعندما تم القبض عليه عثرت الشرطة على سلاح في منزلي فتم القبض عليّ بتهمة الاتجار بالسلاح". جمالات عبدالرحيم الجمسي ذكرت لپ"الوسط" ان حياة اعضاء وعضوات الجماعات تتسم بالهدوء، لكن الخوف من المستقبل موجود بصفة مستمرة، فزوجها محمد خليل مصطفى في السجن منذ فترة طويلة وهي لا تستطيع الخروج من الجماعة خشية انتقام قيادتها منها وقتلها. هل الفنانات متطرفات؟ ويظل موضوع اعتزال الفنانات المصريات وتحجبهن واعلانهن التوبة يفرض نفسه في حديث المصريين، خصوصاً بعد ان تحول الامر الى ظاهرة وصار من الامور الطبيعية ان يحمل خبر صغير في الصفحات الاولى للصحف المصرية نبأ اعتزال فنانة وارتدائها الحجاب وتحولها الى "واعظة" تلقي الدروس الدينية وتناقش مع غيرها امور الدين والدنيا. واستطلعت "الوسط" آراء عدد منهن وطرحت عليهن ما يثار حول الاتهامات التي توجه اليهن بالتطرف او تلقي الاموال مقابل اعلان الاعتزال. وفي هذا الصدد قالت شمس البارودي: "انها مجرد اتهامات "سخيفة" لا اساس لها من الصحة، ومن لديه دليل واحد على صحته فليظهره امام الرأي العام"، وتضيف: "لقد غرقت في مستنقع الفساد لسنوات طويلة، كنت صغيرة حينما اتجهت للتمثيل. بهرتني الاضواء والشهرة والمال واحسست بأنني سأكون "علامة مميزة" في عالم الفن ولم اجد معارضة كبيرة من الاسرة، وبدأت اعمل، ومن فيلم الى آخر تأكد صعودي ونجاحي، ونتيجة لجمالي تهافت المنتجون والمخرجون على طلبي، وفي وسط زحام العمل والشهرة كنت لا ادري ماذا افعل، لكنني بعد فترة طويلة توقفت مع نفسي لاراجع حساباتي وقرر زوجي حسن يوسف ان نسافر لاداء فريضة الحج فلم اذهب معه فذهب هو بمفرده. لكن احد ابنائي اصيب بالتهاب رئوي وانتقلت العدوى الى الباقين وكادت ان تؤدي الى كارثة، فعرفت ان هذا انذار من الله"، وتتابع شمس البارودي: "في العام التالي سافرت لاداء فريضة الحج. وفي تلك اللحظة قررت الاعتزال وارتداء الحجاب وشجعني زوجي وساندني كثيراً". وحول افلامها التي قدمتها قبل اعلان اعتزالها تقول: "تبرأت منها جميعاً، وناشدت المنتجين اكثر من مرة على صفحات الصحف ان يتخلصوا منها، وعرضت عليهم شراءها ولكنهم رفضوا بل انهم يصرون على عرضها من اجل بعض الجنيهات، فماذا افعل؟ استطعت التخلص من الافلام التي كان زوجي انتجها، ولكن هناك افلام اخرى اتمنى ان يهدي الله منتجوها ليتخلصوا منها ويسامحني عليها". وماذا عن الاموال التي كسبتيها من عملك في الفن؟ - هذا امر بيني وبين الله، ولا اود التحدث فيه. وماذا تعملين حالياً؟ - انا زوجة لرجل فاضل وام لثلاثة ابناء اقوم برعايتهم "واموال التمثيل" لم يكن بها بركة، كان معظمها يضيع في المظاهر والمكياج والكوافير والرحلات، نحن نملك الآن شركة للدعاية والاعلان. وتعلق المذيعة المعتزلة كاميليا العربي على ما يوجه الى الفنانات والمذيعات المعتزلات من اتهامات وتقول: "في اول الامر كنا نظن انها مجرد "فرقعة اعلامية ستتلاشى، ولكن الحملة ضدنا ازدادت ضراوة وانتقلت الى معظم الصحف والمجلات، فقمنا بنشر بيان قلنا فيه اننا نحتسب اجرنا عند الله واننا سلكنا طريقاً لن نحيد عنه ابداً وطالبنا من يدعون ان جهات اجنبية تمولنا ان يفصحوا عن اسم تلك الجهات ولم يرد احد"، وتضيف: "الى من يتهموننا بالتطرف اقول انني حاولت عقب ارتداء الحجاب ان استمر في عملي واقدم البرامج من خلال التلفزيون ولكن المسؤولين رفضوا وسخروا مني وقالوا: "تستطيعين ارتداء الحجاب في المنزل اما على الشاشة فلا"، وحتى الآن ما زلت مستعدة للعودة الى العمل شريطة ان اقدم برامج هادفة للاطفال او برامج دينية، فالتلفزيون جهاز اعلامي خطير نستطيع من خلاله التأثير على سلوك الافراد ودفعهم الى طريق الخير". وعن العمل الذي تؤديه حالياً تقول كاميليا العربي: "انا زوجة للمخرج فتحي عبدالستار وام لثلاثة اولاد واقوم بإعطاء دروس دينية للسيدات في المساجد، والحمد لله الذي وفقني كثيراً في هذا العمل، حتى صار لي جمهور كبير". ترد الممثلة شهيرة على الاتهامات التي توجه للفنانات المعتزلات وتقول: "اتهامات ملفقة وكلام سخيف من وحي خيال بعض ضعاف النفوس". وتتساءل: "اي جهة تلك التي يمكن ان تدفع الملايين من اجل اعتزال مجموعة من النساء حتى وان كن فنانات مشهورات"، وتضيف: "ان العائد المادي من التمثيل كبير جداً وكنا نملك الشهرة والاضواء والاموال، فهل نتنازل عن كل تلك الاشياء لولا الايمان العميق!". وحول قرار اعتزالها الفن وارتدائها للحجاب تقول شهيرة: "كنت افكر في اتخاذ هذا القرار منذ فترة طويلة وفي احد الايام رأيت نفسي في "المنام" اركب سفينة وسط الامواج العاتية وكدت ان اغرق الا انني اسرعت الى دفة السفينة وتمكنت من قيادتها الى الشاطئ، وبعد ان استيقظت سألت الكثيرين عن تفسيرهم لهذه الرؤيا فبشروني بأن جاء اليوم الذي اتخذت فيه القرار بعزم وتصميم". وتتساءل الممثلة هالة فؤاد: "هل اذا اعتزلت الممثلة ونجحت تصبح متطرفة؟" وتضيف: "التمثيل بالنسبة الى المرأة حرام". وتؤكد هالة فؤاد: "هذا لا يعني انني ضد عمل المرأة، فعلى العكس، فتربية الابناء والمحافظة على كيان الاسرة عمل عظيم، ونحن في حاجة الى المرأة الطبيبة والمحامية والمهندسة والصحافية ولسنا في حاجة الى الراقصات والغانيات، لقد منحنا الله جميع حقوقنا في التعليم والخروج والعمل والميراث واختيار الزوج. ويجب علينا ان نسدد ما علينا من واجبات بطاعة الله والابتعاد عن معصيته". وتوضح ان قرار اعتزالها "جاء بعد تفكير عميق اثناء فترة النقاهة عقب عملية جراحية، وكان القرار قابعاً داخلي منذ فترة طويلة نظراً الى ظروف نشأتي المحافظة، فوالدتي محجبة ووالدي رحمه الله على رغم انه كان مخرجاً سينمائياً الا انه كان يعارض اتجاهي للتمثيل، ولم تكن بدايتي في الفن على يديه، لذلك لم يأخذ القرار مني وقتاً طويلاً لتنفيذه وارتدي الحجاب ثم النقاب". وتتحدث هالة فؤاد عن نفسها من الناحية الانسانية وتقول: "احاول دائماً ان اقلل من اخطائي واتعامل مع الناس بوضوح وصراحة ونقاء من دون ان اضع في ذهني ان اكذب او الجأ الى الغش حتى اصل الى ما اريد، انا لست انسانة هشة او سهلة الكسر بل عندي روح الكفاح والمقاومة واركز حالياً على ان احسن تربية ابنائي واجعلهم صالحين واعمل على توثيق صلتهم بالله سبحانه وتعالى حتى يكونوا محصنين ضد اي انحراف". وتؤكد هناء ثروت ان كل اعمالها الفنية التي شاركت فيها قبل اعتزالها وارتدائها للحجاب كانت "محترمة" وان دخلها من التمثيل "حلال". وتقول: "سألت اكثر من رجل دين في هذا الموضوع ونصحني البعض بالتبرع بما توفر لدي من اموال من دخلي في التمثيل لبعض الاعمال الخيرية، وعموماً هذا موضوع بيني وبين الله"، وترى ان الفن "رسالة سامية" وتضيف: "كان هذا هو شعاري وانا احارب في كل مكان وعلى كل الجبهات من اجل الدخول الى الوسط الفني، وحرصت من البداية ان يكون لي لون وشكل مميزان، ابتعدت عن المجاملات والحفلات ورفضت الادوار الرخيصة والمبتذلة، واخيراً اكتشفت انني حاربت في معركة خاسرة من البداية لان السوق والتجار يفرضون شروطهم ويطالبون بالتنازلات فرفضت واعتزلت في هدوء". هل توافقين على العودة الى التمثيل، ولو بالحجاب؟ - بالقطع لا، كيف اعود الى العمل الذي ابعدني عن الله وعن بيتي واولادي، كيف اعود الى مكان يتواجد فيه الشيطان؟ وتبرر هدى رمزي ظاهرة اعتزال الفنانات وتحجبهن بأنها "ظاهرة عامة اذ ان نسبة المحجبات ازدادت بشكل لافت في السنوات الاخيرة، ولكن لاننا مشهورات ركزت علينا الاضواء"، وترد على الاتهامات التي توجه للفنانات المعتزلات بأنهن متطرفات وان جهة اجنبية دفعت لهن اموالاً مقابل الاعتزال وارتداء الحجاب وتقول: "اذا كانت البنات في المدارس والجامعات والسيدات في الشوارع قبضن ثمن تحجبهن نكون نحن قبضنا ايضاً"، وتتابع: "قرار اعتزالي درسته بعناية ولم يأت فجأة هداني الله الى اتخاذه، ومن يعرفني جيداً يعلم انني كنت أصلي واصوم بانتظام، وكنت اقوم بواجبي نحو ربي، وعندما رأيت ان التمثيل يجبرني على طريقة معينة في الكلام والتعامل وارتداء الملابس ومعرفة اشخاص بعينهم اعتزلت". وتقول فريدة سيف النصر انها لم تكن راضية في يوم من الايام عن نفسها خلال فترة عملها في الفن، وتضيف: "لم اقتنع بالوسط الذي غرست فيه، ولكن حبي للتمثيل وحاجة اسرتي لدخلي كانا وراء عملي في الفن، ظللت احلم طويلاً باليوم الذي يهديني فيه الله الى ان جاء هذا اليوم بعد ان رأيت في الحلم ما لا عين رأت ولا اذن سمعت، رأيت اهوال يوم القيامة فاستيقظت مفزعة، ثم حلمت بعدها بأنني ازور بيت الله وقبر الرسول فقررت الاعتزال وارتديت الحجاب ولم اخلعه منذ ذلك الحين". وتختتم كلامها قائلة: "انهم يهاجمونني الآن، بعد ان ارتديت الحجاب واعتزلت التمثيل، ولم يفعلوا ذلك عندما كنت اعمل في افلام المقاولات والاثارة وأرتدي الملابس الخليعة، انا الآن اكسب رزقي من بعض الاعمال التي اجيدها كالرسم على الزجاج ورسم اللوحات الفنية وتصميم الديكورات وتصميم ملابس الحجاب". واخيراً تتحدث عفاف شعيب التي ترى ان "الفن رسالة تربوية ووسيلة خطيرة للتأثير في سلوك الافراد وامتاعهم وانارة طريقهم، اما اذا خرج عن رسالته ومضمونه كما يحدث الآن من ابتذال فإنه ليس من الفن في شيء، وتؤكد: "العيب الحقيقي في صناع هذا الفن الرخيص ممن يبغون الربح السريع على حساب القيم والمبادئ". وتوضح: "انا مستعدة للعمل بالتمثيل ولكن شرط ان يكون عملاً صادقاً وذا قيمة، وان اعمل وانا محجبة". حين سألت "الوسط" الفنانات المعتزلات عن رأيهن في ما شهدته مصر اخيراً من حوادث ارهابية اكدن رفضهن للارهاب والتطرف وان الدين يسر ورحمة ومودة وان الاسلام لا يدعو الى العنف والقتل والتخريب وانه لا يحق لاي مسلم ان يحل دم اخيه المسلم بغير حق وان من يمارسون الارهاب "ضعاف النفوس الذين يمتطون الدين لتحقيق اغراضهم الدنيوية".