ذكرت مصادر مطلعة في دمشق ان القيادة السورية تسعى، من خلال اتصالاتها مع كل من ايران ودولة الامارات العربية المتحدة، الى نزع فتيل أي نزاع عربي - ايراني والعمل على التوصل الى تفاهم خليجي - ايراني على اسس عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة دول المنطقة من منطلق ان أمن المنطقة هو مسؤولية دولها ومسؤولية عربية. وسورية لا ترى تناقضاً بين الدور العربي وبين دور ايران. وقد قام بالتحرك السوري في اتجاه ايران نائب رئيس الجمهورية عبدالحليم خدام ووزير الخارجية فاروق الشرع اللذان زارا طهران في وقت سابق هذا الشهر واجتمعا الى الرئيس الايراني هاشمي رفسنجاني وكبار المسؤولين. وبعد طهران توجه الشرع الى ابوظبي يوم 10 كانون الثاني حيث سلم الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة رسالة من الرئيس حافظ الاسد. وقالت مصادر سورية مطلعة ان القيادة الايرانية ابلغت المسؤولين السوريين التزامها بمبدأ احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية كأساس للعلاقة مع دول الخليج العربية. وترى سورية انه يجب تركيز انظار الدول العربية على الخطر الحقيقي الذي يهدد جميع العرب وهو خطر التعنت والاطماع الاسرائيلية. وتعتبر دمشق ان التطبيع العربي - الايراني يسمح للعرب بالافادة من طاقات ايران وموقعها الاستراتيجي في دعم الموقف العربي في مواجهة الخطر الاسرائيلي. بالنسبة الى الموقف من العراق، خصوصاً في ضوء "ازمة الصواريخ" الاخيرة، قال مسؤول سوري كبير ان صدام حسين "يحاول التملص من مشاكله الداخلية بإثارة توترات خارجية، وان افضل شيء يمكن ان يقوم به من اجل العراق هو الابتعاد عن السلطة بأي شكل من الاشكال". واضاف المسؤول ان "المشكلة الرئيسية في العراق هي غياب الثقة بين الشعب والحكم وعندما تعود الثقة يعود العراق حراً وموحداً وسيداً ولا يمكن هذه الثقة ان تعود في ظل النظام الحالي". ومع ذلك يشدد المسؤول "انه مهما كانت العلاقات بين سورية والنظام العراقي فإن سورية ترفض بشدة وتواجه اية محاولة للمساس بوحدة وسيادة العراق او الهيمنة الخارجية عليه، وتؤيدها في ذلك مجموعة واسعة من قوى المعارضة العراقية". وكان الرئيس حافظ الاسد اعلن مراراً ان سورية لا تقبل تدخلاً عسكرياً اجنبياً لتغيير النظام في العراق او تفرض تنفيذ ما تبقى من قرارات الاممالمتحدة في شأن العراق، معتبراً ان مثل هذا العمل يؤثر على الاوضاع العامة في المنطقة.