جدد الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه رئيس «القائمة العراقية» اياد علاوي أمس، دعم دمشق أي اتفاق يخرج العراقيين من الأزمة ويساهم في تشكيل حكومة وحدة وطنية «تضم كل القوى الممثلة» في البرلمان. وكان الأسد استقبل أمس وفد «العراقية» بحضور نائب الرئيس فاروق الشرع ومعاون نائب الرئيس محمد ناصيف والمستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة الدكتورة بثينة شعبان. وأفاد بيان رئاسي أن المحادثات تناولت «آخر المستجدات على الساحة العراقية والجهود المبذولة والمفاوضات الجارية بين الكتل المختلفة لتشكيل حكومة». وأشار البيان إلى أن الأسد «جدد موقف سورية الداعم لأي اتفاق يخرج العراقيين من الأزمة الحالية ويساهم في تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل القوى الممثلة في البرلمان العراقي، وتكون قادرة على ضمان الحفاظ على وحدة العراق وسيادته واستقلاله». وأعرب عن «حرصه على الحفاظ على أفضل العلاقات بين سورية والعراق في شتى المجالات بما يحقق المصالح الاستراتيجية المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين»، فيما أكد علاوي، بحسب البيان، «ثقة العراقيين الكبيرة بسورية ووقوفها على مسافة واحدة من جميع القوى العراقية. وشكر للرئيس الأسد اهتمامه وحرصه الكبيرين على العراق ووحدته واتفاق أبنائه بغية استرداد عافيته واستعادة أمنه واستقراره». وكان الأسد التقى علاوي في تموز (يوليو) الماضي، ضمن زيارات لقوى سياسية عراقية مختلفة. وأكد خلال لقائه وفداً من «ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي منتصف الشهر الماضي «دعم سورية لأي اتفاق بين العراقيين يكون أساسه الحفاظ على وحدة العراق وعروبته وسيادته». ولفتت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) إلى أن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أبلغ نظيره السوري وليد المعلم خلال لقائهما في نيويورك الأسبوع الماضي «قرار الحكومة العراقية إعادة السفير العراقي إلى دمشق في أقرب وقت ممكن»، وأن المعلم أكد عودة السفير السوري إلى بغداد «في أقرب وقت أيضاً». وكانت «سانا» أفادت أن محادثات الأسد ونظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد في دمشق في 18 الشهر الجاري «تطرقت إلى أهمية خروج العراق من أزمة تشكيل الحكومة حفاظاً على وحدته واستقراره وأمنه وإعادة إعماره، بحيث يستعيد العراق قريباً دوره على الساحتين العربية والإقليمية ما يساهم في تعاون اقتصادي إقليمي مشترك». وأعلنت وكالة «مهر» الإيرانية أن الأسد سيزور طهران مطلع الأسبوع المقبل. من جهته، قال علاوي في تصريحات صحافية أدلى بها بعد لقائه الأسد إنه تحدث مع الجانب السوري «في شكل مفصل عن العقد التي تتحكم بالمشهد العراقي، ونحن مستمرون في الحوار وتبادل وجهات النظر مع الأشقاء العرب، وعلى رأسهم سورية التي احتضنت المعارضة العراقية أيام النظام السابق. ونحن نثمن الدور السوري المتعاطف مع العراق والداعي إلى وحدته وعدم تقسيمه وإلى تشكيل حكومة وحدة وطنية». وأشار إلى أن مسار تشكيل الحكومة العراقية «يتقدم ببطء»، مشدداً على أن «القرار في هذا الشأن يجب أن يكون عراقياً». وأوضح: «طلبنا من المجتمع الدولي... الوقوف على مسافة واحدة من الأطراف العراقية السياسية، والابتعاد عن التدخل في الشأن العراقي الداخلي كي يتسنى للفصائل التي حملها الشعب العراقي إلى المجلس النيابي أن تجلس سوية وتجد الحلول العراقية الوطنية». وشدد على أن «العراقية» لن تشارك في أي حكومة مقبلة يترأسها المالكي. وقال إن قائمته تحمل مشروعاً وطنياً، وتؤمن في الوقت نفسه بتوزيع الصلاحيات، مع رفض أن تكون صلاحيات رئيس الوزراء مطلقة. إلى ذلك، قال رئيس «الجبهة العراقية للحوار الوطني» صالح المطلك إن المحادثات في دمشق تناولت الأوضاع في العراق ومحاولة سورية والدول العربية لعب دور في المساعدة على خلق الاستقرار في العراق. وشدد على عدم تدخل أي دولة في الشأن الداخلي العراقي، خصوصاً في تشكيل الحكومة، وأن الوفد طلب موقفاً عربياً ودولياً بعيداً من التدخل في العراق وترك الأمور للساسة العراقيين للتفاهم في ما بينهم.