ما الذي تبدل بعد عامين على احتلال العراق للكويت؟ أمور كثيرة تبدلت أبرزها: 1 - التحالف العربي - الدولي الذي قام لانهاء الاحتلال العراقي للكويت لا يزال متماسكاً بقوة ومصمماً، اكثر من اي وقت، على ارغام العراق على تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي، سواء ما يتعلق بإزالة اسلحة الدمار الشامل او ترسيم الحدود مع الكويت او ضمان امن وسلامة سكان شمال العراق وجنوبه، ودفع تعويضات عما سببه الاحتلال. ولم يتمكن العراقيون من احداث اية ثغرة في هذا التحالف على رغم محاولاتهم المختلفة. 2 - وجود حاجز سياسي - عسكري - امني عربي- دولي يمنع العراق من تكرار عملية غزو الكويت او من "الانتشار والتوسع" خارج حدوده. وهذا الحاجز سيستمر الى ان يسقط نظام الرئيس صدام حسين ويحدث تغيير جذري وجوهري في "التركيبة"العراقية. 3 - القوات الاميركية قادرة، في اي وقت، على القيام بمناورات عسكرية واسعة مع القوات الكويتية من دون ان يتمكن العراق من ان يفعل شيئاً سوى القول ان هذه المناورات "استفزازية". وهذا الوضع لم يكن قائماً قبل غزو الكويت. وفي هذا الاطار بدأت الاسبوع الماضي مناورات عسكرية اميركية - كويتية شارك فيها اكثر من 5 آلاف جندي اميركي، وهي تدخل في اطار اتفاق الدفاع والتعاون الذي وقعه البلدان عام 1991. ورافق ذلك ارسال بطاريات صواريخ باتريوت الى الكويت لحمايتها من اية صواريخ عراقية. 4 - لم يتمكن العراق من اقامة علاقات طبيعية مع اية دولة عربية او اجنبية وقفت ضده بعد غزوه الكويت، على رغم كل المحاولات التي يبذلها في هذا الاتجاه. بل اكثر من ذلك، فان الدول والجهات العربية التي تعاطفت مع بغداد او لم تقف ضده بحزم تحاول بناء جسور حوار وقنوات اتصال مع دول التحالف. لكن هناك، ايضاً، "الوجه الآخر" لهذه الذكرى: 1 - العراق لا يزال يردد، عبر وسائل اعلامه وتصريحات المسؤولين فيه، ان الكويت "جزء" من الاراضي العراقية وان العراقيين لم يتنازلوا عن هذا "الجزء". 2 - لا يزال الكويتيون يعيشون في ظل "الخوف" من النظام العراقي وهاجس "الهجوم المقبل"، ولو لم تكن هناك مبررات موضوعية لذلك. كما ان الكويتيين يعيشون في ظل الخوف من "عناصر" مؤيدة لبغداد تقوم بأعمال تخريبية وإرهابية في الكويت. وقد أكدت الصحف الكويتية، في ذكرى مرور عامين على الغزو، "ان الكويت كسبت معركة لكنها لم تربح الحرب" وسيظل هذا هو الهاجس الى ان يسقط صدام حسين. وفي هذه الاجواء ترأس ولي العهد رئيس وزراء الكويت الشيخ سعد العبدالله الصباح مطلع الاسبوع الماضي، اجتماعاً للمجلس الاعلى للدفاع حضره بشكل خاص عدد من كبار المسؤولين العسكريين الكويتيين. ودعا الشيخ سعد الكويتيين الى المزيد "من اليقظة لمواجهة نوايا نظام بغداد العدوانية". وتحدث الشيخ سعد عن وجود "خطة طارئة" اعدتها الحكومة الكويتية لمواجهة الاحتمالات الناتجة عن رفض النظام العراقي الامتثال لقرارات مجلس الامن. 3 - لا يزال الكويتيون ينتظرون اسراهم المحتجزين في العراق. وقدر وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم الصباح عدد المفقودين من اصل كويتي بپ760 شخصاً ومن جنسيات اخرى بپ140. وفي بعض أحياء مدينة الكويت ترفرف آلاف الاعلام الصفراء وتنتشر صور للشهداء او الاشخاص المفقودين على الابنية حيث ما تزال عائلات عديدة تجهل مصير مفقوديها. راجع ص 10