بينما يخيم شبح الحرب على العراق يريد كثيرون في جارته الصغيرة الكويت استعادة الروابط التجارية والعائلية التي دمرها غزو بغداد للبلاد في 1990 واحتلالها سبعة أشهر. سيكون خيراً وفيراً اذا تولت في العراق سلطة تخلف حكومة الرئيس صدام حسين لإعادة بناء الجسور والخروج من عقوبات مستمرة فرضتها الاممالمتحدة. ولا تزال الروابط وثيقة بين الشعبين متمثلة في زيجات بين أهل البلدين منذ عشرات السنين. لكن رغم المنافع الجمة المتوقعة توجد عوائق ضخمة أهمها شعور كثير من الكويتيين بالعداء تجاه العراق محتل بلادهم السابق وعدم وضوح الرؤية تجاه أي حكومة قد تخلف نظام صدام. وبينما تقترب المنطقة من نقطة تحول، ينعى الكويتيون غموض موقف حكومتهم المستقبلي تجاه العراق. وتواصل حكومة الكويت حالياً سياسة تتبعها منذ وقت طويل تصر فيها على عدم التعامل مع العراق الا اذا حكمه رئيس غير صدام. وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الاحمد الصباح اخيراً، فقط اذا سقط النظام العراقي ستفتح حكومته الحدود وتتعامل مع العراقيين كأخوة. وأضاف أن افضل بديل هو قيام حكومة مدنية ديموقراطية في العراق. لكن الكويتيين يريدون معرفة المزيد ويخشون ان يهاب وزراؤهم اتخاذ قرارات صعبة خاصة في الاصلاح الاقتصادي. وقال يوسف الزلزلة مساعد عميد كلية الدراسات الادارية في جامعة الكويت ان الكويتيين مثل متفرجين على مبارة في كرة القدم وأن هناك ضرورة للتعامل مع الوضع بطريقة ذكية. والعلاقات بين الكويتوالعراق مقطوعة منذ 1991 عندما انهى ائتلاف عسكري دولي بقيادة الولاياتالمتحدة احتلال بغداد لجارتها. وتكرر الكويت ان مشكلتها ليست مع الشعب العراقي ولكنها مع حكومة صدام. ويذكر ان الكويت استضافت زعماء معارضة عراقيين من اتجاهات مختلفة تجمعهم الجبهة المناهضة لصدام. لكن دبلوماسيين يقولون انه منذ الاحتلال العراقي يسيطر هاجس الامن على الكويتيين وأصبح موضوع العلاقات مع العراق قضية شائكة. وقال احمد الخطيب أحد زعماء المعارضة في ندوة حديثة عن مستقبل العلاقات الكويتيةالعراقيه انه فيما يبدو لا توجد سياسة في هذا الشأن وانه في ظل هذه الفرصة "المصيرية" يتحتم وضع خطة تنفذ اذا حدث تغيير في العراق. وهناك أصوات متزايدة في الكويت تحث على البدء في حوار مع العراق عن مستقبل العلاقات. ولكنها مجرد أقوال من دون أفعال. وغالبية الكويتيين لا يستطيعون نسيان احتلال العراق لبلادهم لمدة سبعة أشهر تكبدوا خلالها خسائر فادحة حيث نهبت البيوت والمتاجر وأخذ العراقيون الاف الاسرى الكويتيين. ويذكرون أيضاً ان القوات العراقية أشعلت الحرائق في آبار النفط الكويتية اثناء تقهقرها أمام القوات الدولية. والاف الكويتيين لديهم أقارب وأصدقاء في العراق الذي دعمته الكويت في حربه مع ايران من 1980 الى 1988. وقالت كويتية طلبت عدم ذكر اسمها ان ما واجهه الكويتيون ترك ندوباً غائرة لن تلتئم لوقت طويل. بينما قال كويتي ان الغضب وعدم الثقة سيستمران سنوات عدة.