منذ زمن طويل والمنافسة بين باريسولندن قائمة على قدم وساق في مجالات الفنون وصرعات الموضة المتعددة. فان أصدرت الأولى تسريحة جديدة أجابتها الأخرى بقصة مميزة، وإن تجرأت الثانية على تصميم "الميني جوب" فجواب التحدي من الأولى جاهز دائما "الميكروجوب" و...هكذا. ولما كانت العاصمة الفرنسية السباقة في إقامة المهرجانات المتنوعة لإطلاق آخر صرعاتها في عالم الأزياء للمواسم الأربعة المتتالية، فقد لحقتها أخيرا عاصمة الضباب في هذا التقليد الفصلي حيث عرضت دور أزيائها أجمل ما عندها منذ أيام لموسم الخريف والشتاء المقبلين. وعلى الرغم مما عاناه عالم التجارة عامة ومجال الأزياء بخاصة خلال الأشهر الثمانية عشر السابقة بسبب حرب الخليج والركود الاقتصادي العالمي، فان الإقبال على مشاهدة وشراء آخر مبتكرات دور الأزياء البريطانية كان مشجعا. لكن ما هو جديد دور الموضة في لندن؟ وفقا للتقليد المتبع في العاصمة البريطانية، كانت مصممة الأزياء المعروفة كارولاين تشارلز السباقة في تقديم مجموعتها الجديدة التي وصفت بالرومانسية والساحرة. والتي قالت عن خطوطها لهذا الموسم أنها "مليئة بالأنوثة العصرية". ومن أبدع تصاميمها التي أعجبت المتابعين كانت مجموعة من التنانير الفضفاضة الطويلة من نسيج "التفتة" الأحمر تحتها طبقات عديدة من "التول" الأسود، مستوحاة من فساتين رقص "الفلامنكو" الإسباني. تصاميم يابانية في العاصمة البريطانية أما المصممة اليابانية ميتشيكو كوشينو فقدمت مجموعاتها المستوحاة من الحروب العالمية والتي ظهرت فيها القبعات الحمراء الفاقعة اللون تناقض البذلات "الكاكية". كما تضمنت العروض البريطانية مجموعة أنيقة من أكبر مصممي الأزياء ومنهم نيكول فارهي الفرنسية التي تتسم تصاميمها بالأناقة والذوق الرفيع، والمصممة المشهورة جين ميوير، وأرابيلا بولين التي اشتهرت بعدما لبست الأميرة ديانا الكثير مما صممته، وغيرهن العديد من الأسماء المعروفة في عالم الأزياء. وظهرت أجود أنواع الجلود والمعاطف الطويلة المبطنة بقماش "الساتان" اللامع في تصاميم هيلين ستوري المصممة البريطانية التي صممت للعديد من مشاهير السينما والموسيقى مثل مادونا وشير والممثلة غريتا ساتشي. كما عرضت الحلي الأنيقة وبعض اللوازم في عدد من المحلات، ومن أروعها حقائب يدوية مصنوعة من أفخر أنواع الجلود المستوردة من إيطاليا والنمسا وباريس وألمانيا، من تصميم الشابة البريطانية هيلين. آنيا هايندمارتش تقول باعتزاز "بدأت بتصميم الحقائب اليدوية منذ أربعة أعوام واليوم نبيعها في جميع أنحاء العالم، في لندنوباريس ونيويورك والكويت والولايات المتحدة الأميركية". وفي الحقل نفسه ظهرت مصممة جديدة تدعى لولو لخصت ابتكاراتها روح النكتة البريطانية الغريبة من جهة والعملية من جهة أخرى، وهي صفات تعرف بها الأزياء البريطانية عامة. وكان هذا هو موسمها الثاني فقط في عرض تصاميمها المستوحاة من جو المسرح البريطاني الشهير. وتظهر ظرافة تصاميم لولو في استعمالها أجود أقمشة تنجيد الأثاث والستائر الكثيفة لحقائبها المخملية والقطنية و"الساتانية" بألوان مشرقة ترمز إلى ثقة وأناقة المرأة العصرية. أما بالنسبة لفساتين السهرة الرفيعة الذوق فكانت من أجملها تصاميم أماندا وايكلي التي استعملت الكثير من الساتان الكحلي اللون مع حرير "الأورغنزا" والأقمشة المطرزة باللؤلؤ البديع. وعرضت ايما هوب مجموعة أحذية أنيقة مستخدمة الأنسجة الحريرية الناعمة. وعرفت تصاميم هذه المصممة الشابة بأنها "أروع تكملة لأزياء الأعراس" فهي تستعمل أقمشة الأورغنزا والساتان والتفتة المطرزة باللآلئ والورود. أزياء عملية وللمرأة العصرية التي تحتاج إلى ثياب يومية سهلة الارتداء عرضت جولييت غلاتز مجموعتها الغريبة والمتعددة الألوان من نسيج جديد يحتوي على القطن ويتسم بمرونته. تقول جولييت "وجدت هذا النسيج الجديد في أوروبا فأعجبت به أنه يحافظ على شكله مرة بعد مرة ثم ان ميزته الأكثر أهمية هي أنه يأخذ شكل الجسم". وكانت جولييت غلاتز وأختها تعرضان التصاميم وتتبادلان مهمة التحدث إلى الزبائن في وقت واحد، بينما جلست والدتهما خلف مكتب صغير وعلى وجهها ابتسامة عريضة مليئة بالاعتزاز. ولم يقتصر الأمر على المصممين الأوروبيين فحسب، بل عرضت المصممة العراقية ريما البادججي مجموعة أنيقة من الحلي الرائعة مستعملة اللآلئ السوداء والعقيق الأحمر المعقود بالذهب. وقدم المصمم السنغافوري بيني أونغ مجموعة خلابة لملابس المناسبات الخاصة الطويلة متخذا أفكاره من سماء الليل المطرزة بهلال من الفضة.