ميلانو - رويترز - هل تتذكرون ما جرى في الستينات عندما تخيل مصممو الازياء ان النساء في السنة 2000 سيرتدين ثياباً غرائبية من طراز مستقبلي مستوحاة من بذلات رواد الفضاء ذات اللون الفضي التي اُستخدمت في رحلات "ابولو" الى القمر؟ المفارقة هي ان النساء الغربيات سيدخلن الألفية الجديدة وهن يرتدين ملابس مستوحاة من ازياء الستينات والسبعينات او تأثيرات اثنية فولكلورية من الهند وايران، حسب مصممي الازياء الايطاليين الذين عرضوا أخيراً مجموعاتهم لصيف 2000. وقال المصمم غاي ماتيولو قبل بدء العرض ان "هذه المجموعة مستوحاة من موضة اواخر السبعينات، وهو ما يفسّر ما تتصف به من الوان زاهية وتألق وبساطة". وأضاف: "أردت ان انظر الى الماضي استعداداً للألفية الجديدة، ملتقطاً عناصر بدائية كالاشكال الدائرية واللون الذهبي او افكار بسيطة اخرى، واصنع منها شيئاً عصرياً. وكانت عارضة الازياء البريطانية ستيللا تينانت الاولى على منصة العرض وهي ترتدي فستاناً ضيقاً يمتد الى الركبة، ابيض اللون مع نقاط كبيرة بلون وردي مثير، فيما اعتمرت تسريحة شعر افريقية. وكانت أقوى التصاميم في المجموعة فساتين وسراويل ضيقة مزينة باشكال هندسية مستوحاة من اعمال موندريان وبالوان هادئة كانت ستلائم تماماً شخصيات افلام الجاسوسية في الستينات. وجاءت البنطلونات ذات الخلفية العريضة على شكل الجرس مزينة بمربعات من اقمشة متباينة وبالوان تراوح بين الازرق الزاهي والاخضر المثير والوردي البراق، واحياناً مزينة باستخدام نثار معدني ملون لاضفاء مزيد من الفتنة. كما اُختير من ازياء السبعينات الشعبية القميص المصنوع من النسيج المحبوك، وعُرض فوق بنطلون فضفاض ابيض اللون. ولثياب السهرة، عُرضت فساتين من الساتان بلون ارجواني غامق كبديل عن اللون الاسود. وتضمن الفقرة الاخيرة من العرض استخدام "مزرودة" مصنوعة من خرزات ذهب عيار 18 قيراط لتزيين مجموعة من الفساتين الصغيرة الحجم الميني التي كانت ستبدو رائعة على جسد تويغي، عارضة الازياء الشهيرة في الستينات. لكنها بدت جميلة تماماً على إيفا هرزيغوفا، التي حلّت مكان نعومي كامبل هذه المرة واختتمت العرض وهي ترتدي بذلة ضيقة ذهبية اللون من قطعة واحدة تقدر قيمتها ب 43 الف دولار. وقال ماتيولو ان "نعومي اصبحت شهيرة لدرجة انها اشبه بمغنية او ممثلة". واضاف انها "عندما تكون على منصة العرض يتحدث الجميع عمن يكون صديقها او كم تتقاضى من الاجور. وهذا يصرف الانتباه بعيداً عن الملابس". وتنهمك كامبل حالياً في تصوير دعاية لاحد انواع العطور. وقال مدير اعمالها لصحيفة "كورييري ديلا سيرا" الاحد الماضي انها لم تعد بالمشاركة في اي من عروض الازياء. وقدم مصمم الازياء روكو باروكو نفحة اخرى قوية من الماضي عندما افتتح عرضه بجاكيتات مزينة بقطع قماش مختلفة الالوان على نحو ما كان سائداً ايام تقليعة "الهيبي"، مع تنورات قصيرة "ميني" ملونة. وكان تأثير الفولكلور الهندي واضحاً في كل مكان، لكنه بدا في احسن اشكاله مع سراويل "الحريم" ذات الالوان الزاهية والمزينة بحاشية مزركشة حول الخصر.