«فيفا» يعلن حصول ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034 على أعلى تقييم في التاريخ    أستراليا تحظر «السوشال ميديا» على الأطفال    سكري القصيم «عقدة» رائد التحدي    استهداف 34 ألف لاعب تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 9 سنوات    بحضور وزير الرياضة.. انطلاق منافسات سباق "سال جدة جي تي 2024"    نائب رئيس مجلس الإفتاء السويدي: المملكة ناصرة للدين الإسلامي    «الإيدز» يبعد 100 مقيم ووافد من الكويت    باكستان تقدم لزوار معرض "بَنان" أشهر المنتجات الحرفية المصنعة على أيدي نساء القرى    معرض "أنا عربية" يفتتح أبوابه لاستقبال الجمهور في منطقة "فيا رياض"    انطلاق فعاليات معرض وزارة الداخلية التوعوي لتعزيز السلامة المرورية    مطارات الدمام تدشن مطارنا أخضر مع مسافريها بإستخدام الذكاء الاصطناعي    ديوانية الأطباء في اللقاء ال89 عن شبكية العين    حرمان قاصر وجه إهانات عنصرية إلى فينيسيوس من دخول الملاعب لمدة عام    الأهلي يتغلب على الوحدة بهدف محرز في دوري روشن للمحترفين    ندى الغامدي تتوج بجائزة الأمير سعود بن نهار آل سعود    أمير منطقة تبوك يستقبل رئيس واعضاء مجلس ادارة جمعية التوحد بالمنطقة    مدني الزلفي ينفذ التمرين الفرضي ل كارثة سيول بحي العزيزية    مدني أبها يخمد حريقًا في غرفة خارجية نتيجة وميض لحظي    الحملة الشعبية لإغاثة الفلسطينيين تصل 702,165,745 ريالًا    البنك المركزي الروسي: لا حاجة لإجراءات طارئة لدعم قيمة الروبل    الجبلين يتعادل مع الحزم إيجابياً في دوري يلو    "أخضر السيدات" يخسر وديته أمام نظيره الفلسطيني    6 مراحل تاريخية مهمة أسست ل«قطار الرياض».. تعرف عليها    «سلمان للإغاثة» يختتم المشروع الطبي التطوعي للجراحات المتخصصة والجراحة العامة للأطفال في سقطرى    المملكة تفوز بعضوية الهيئة الاستشارية الدولية المعنية بمرونة الكابلات البحرية    نعيم قاسم: حققنا «نصراً إلهياً» أكبر من انتصارنا في 2006    الجيش السوري يستعيد السيطرة على مواقع بريفي حلب وإدلب    "مكافحة المخدرات" تضبط أكثر من (2.4) مليون قرص من مادة الإمفيتامين المخدر بمنطقة الرياض    السعودية تتسلّم مواطنًا مطلوبًا دوليًا في قضايا فساد مالي وإداري من روسيا الاتحادية    خطيب المسجد النبوي: السجود ملجأ إلى الله وعلاج للقلوب وتفريج للهموم    الشؤون الإسلامية تطلق الدورة التأهلية لمنسوبي المساجد    والد الأديب سهم الدعجاني في ذمة الله    «الأونروا»: أعنف قصف على غزة منذ الحرب العالمية الثانية    وكيل إمارة جازان للشؤون الأمنية يفتتح البرنامج الدعوي "المخدرات عدو التنمية"    خطيب المسجد الحرام: أعظمِ أعمالِ البِرِّ أن يترُكَ العبدُ خلفَه ذُرّيَّة صالحة مباركة    الملحم يعيد المعارك الأدبية بمهاجمة «حياة القصيبي في الإدارة»    تقدمهم عدد من الأمراء ونوابهم.. المصلون يؤدون صلاة الاستسقاء بالمناطق كافة    طبيب يواجه السجن 582 عاماً    التشكيلي الخزمري: وصلت لما أصبو إليه وأتعمد الرمزية لتعميق الفكرة    انطباع نقدي لقصيدة «بعد حيِّي» للشاعرة منى البدراني    عبدالرحمن الربيعي.. الإتقان والأمانة    ذوو الاحتياجات الخاصة    اكتشافات النفط والغاز عززت موثوقية إمدادات المملكة لاستقرار الاقتصاد العالمي    فصل التوائم.. البداية والمسيرة    «متلازمة الغروب» لدى كبار السن    "راديو مدل بيست" توسع نطاق بثها وتصل إلى أبها    بالله نحسدك على ايش؟!    حملة توعوية بجدة عن التهاب المفاصل الفقارية المحوري    أمير تبوك يستقبل المواطن مطير الضيوفي الذي تنازل عن قاتل ابنه    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الدورة ال 162 للمجلس الوزاري التحضيري للمجلس الأعلى الخليجي    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    أكدت رفضها القاطع للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.. السعودية تدعو لحظر جميع أسلحة الدمار الشامل    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في مقابلة خاصة مع نواز شريف حول تطورات الأزمة الافغانية . رئيس الحكومة الباكستانية ل "الوسط": خطر الحرب الأهلية قائم في أفغانستان ونتشاور مع السعودية وايران ليتسلم المجاهدون السلطة سلمياً
نشر في الحياة يوم 04 - 05 - 1992

* البرنامج النووي الباكستاني ليس لأغراض عسكرية
اكد نواز شريف رئيس الحكومة الباكستانية، في مقابلة خاصة مع "الوسط"، ان هناك خطراً جدياً من اندلاع حرب اهلية في افغانستان اذا لم يتفق قادة المجاهدين الافغان على صيغة موحدة لممارسة الحكم في هذا البلد، وأوضح ان هناك "تنسيقاً وتشاوراً" بين باكستان والمملكة العربية السعودية بهدف تأمين انتقال السلطة سلمياً في افغانستان الى المجاهدين. ونفى نواز شريف وجود قوات ايرانية في افغانستان تدعم بعض تنظيمات المجاهدين. وقال ان هناك تفاهماً مع ايران على المحافظة على وحدة افغانستان وتأمين انتقال السلطة سلمياً الى المجاهدين الافغان. وتطرق نواز شريف في هذه المقابلة الى موضوع البرنامج النووي الباكستاني فقال ان هذا البرنامج لن يستخدم لأغراض عسكرية وشدد على ان بلاده لن تسمح لأحد بالتدخل في شؤونها في ما يتعلق بهذا الموضوع.
وقد التقت "الوسط" رئيس الحكومة الباكستانية نواز شريف خلال وجوده في فيينا واجرت معه حواراً طويلاً تركز خصوصاً على تطورات الازمة الافغانية في ضوء الدور الرئيسي الذي تلعبه بلاده لتوحيد صفوف المجاهدين. وقد وصل نواز شريف الى الحكم بعد فوز حزبه "التحالف الاسلامي الديموقراطي" في الانتخابات العامة التي جرت في باكستان في نهاية تشرين الاول اكتوبر 1990 بعد سقوط حكومة بنازير بوتو. والف شريف حكومته في 9 تشرين الثاني نوفمبر 1990. وفي ما يأتي نص الحوار مع رئيس الحكومة الباكستانية الذي جرى في مقر اقامته في فندق "امبريال" في فيينا بحضور وزير خارجيته شهريار محمد شاه.
* الى اين تتجه افغانستان اليوم بعد رحيل نجيب الله عن الحكم ووصول المجاهدين الى كابول؟
- ان نبذ الخلافات بين مختلف الفعاليات الافغانية هو الامر الاساسي الذي يجب التوصل اليه لقطف ثمار 14 عاماً من الصراع. وبتقديرنا فان تشكيل مجلس مشترك من تنظيمات المجاهدين لإدارة دفة الحكم في كابول يجب ان يكون في مقدمة الاولويات. ومن واجب هذا المجلس ان يعمل على تشكيل حكومة انتقالية يكون هدفها الرئيسي الاعداد لاجراء انتخابات حرة ونزيهة يتاح فيها للشعب الافغاني اختيار ممثليه.
* دعمتم خطة الامم المتحدة الهادفة الى تشكيل مجلس انتقالي، ولكن لا تبدو في الافق اية ملامح بشأن التوصل الى اتفاق جدي بين فصائل المجاهدين، ما هو الدور الذي ستلعبونه لجمع الاطراف المختلفة حول هذه الخطة الدولية؟
- انني اقوم بجهود كثيرة من اجل وضع قواسم مشتركة بين مختلف قادة المجاهدين وتقديم مصلحة افغانستان على المصالح الشخصية. ان هم باكستان الاساسي هو تأمين انتقال سلمي للسلطة في افغانستان، ولذا سوف نبقى نحث كل الفصائل الافغانية على السير في تحقيق هذا الهدف.
* في هذا المجال هل تتوقعون من قلب الدين حكمتيار زعيم الحزب الاسلامي ان يتراجع عن رفضه الانضمام الى المجلس قريباً؟
- اننا نأمل ان يصدر عنه موقف ايجابي، والعملية ليست عملية تراجع او تقدم، هناك اوضاع صعبة وخطيرة، وأعتقد ان المسؤولية الملقاة على عاتق قادة فصائل المجاهدين كبيرة.
* يرتبط حكمتيار بعلاقة وطيدة مع حكومتكم، هل هناك نية للضغط عليه من اجل القبول بحل سلمي للنزاع والمشاركة في المجلس الذي اتفقت بقية الفصائل على تشكيله لادارة الاوضاع في افغانستان.
- نرتبط مع كل فصائل المجاهدين بعلاقة ممتازة ووطيدة. علاقتنا مع السيد حكمتيار جيدة بل وممتازة، ولا يمكنني التكهن كيف ستكون عليه في المستقبل، لكننا نبقى نتطلع الى الافضل. ان مصلحة افغانستان تقتضي من الجميع العمل سوية لوقف النزف الذي استمر 14 عاماً. كما هو معروف، كل قادة المجاهدين يتخذون من بيشاور قاعدة اساسية لهم، ومن جهتنا قدمنا ولا نزال نقدم كل ما بوسعنا من اجل المحافظة على افغانستان بلداً موحداً.
خطر الحرب الاهلية
* خلال 14 سنة من النزاع في افغانستان، قدمت بلادكم دعماً لا محدوداً لفصائل المجاهدين، هل تعتقد ان قادة المجاهدين سوف يقدرون ذلك من خلال افساح المجال لكم باعطاء رأيكم او الارتباط بعلاقة خاصة مع افغانستان؟
- عندما قدمنا الدعم والتسهيلات لاخوتنا الافغان، قدمناها من منطلق العلاقات التي ترطبنا بهم فنحن ابناء دين واحد وعلاقاتنا التاريخية مميزة وصلاتنا وثيقة. وحالياً لا نتطلع الى ان يقوموا بما يمكن تسميته رد الجميل. ان اي نصيحة نوجهها لن تكون الا في صالح وحدة افغانستان.
* ما التأثير الذي سيتركه ارتباطكم وتداخلكم جغرافياً وتاريخياً مع افغانستان في المستقبل؟
- لقد عانى الشعب الافغاني الكثير من جراء المعارك التي دارت على ارضه، ونأمل ان تكون الايام المقبلة هي ايام حافلة بالعمل لاعمار ما تهدم.
اننا لا نطمح الى فرض رأينا على اي طرف من قادة او فصائل المجاهدين، ولا نتوقع ان نطالبهم بما قدمناه لهم من تسهيلات، لأننا حين قمنا بذلك كنا نعتبره واجباً. ويجب الاشارة الى نقطة مهمة وهي اننا لا نتطلع الى التأثير على الاحداث في افغانستان من منطلق حرصنا على عدم التدخل في شؤون الدول الاخرى.
* الا توجد لديكم مخاوف من اندلاع حرب اهلية في افغانستان؟
- نعم لدينا مخاوف، ولكن بعون الله نأمل ان يتم تجاوز جميع العقبات في اقرب فرصة. ان الشعب الافغاني خسر الكثير وليس بحاجة لخسارة المزيد. ولذا نأمل ان يتم التعاون بين كل ابناء افغانستان لتوفير كل نقطة دم يمكن هدرها في حرب بين الاخوة في الدين واللغة والتراث. ان عامل الوقت ضروري ومهم في نزع فتيل اي توتر، وكلما طال امد التوصل او الاجماع على حل، كلما زادت فرص إثارة الخلافات والنعرات التي تؤدي الى التوتر وحدوث المشاكل.
التشاور مع السعودية وايران
* بعض الخبراء في شؤون افغانستان اعرب عن خوفه من ان يكون مصيرها كمصير لبنان او يوغوسلافيا حالياً، هل تشاركون هؤلاء هذا الرأي؟
- ان عدم التوصل الى اتفاق قد ينذر بكارثة سوف يدفع ثمنها اجيال كثيرة في المستقبل. اننا نأمل ان يتم التوصل الى اتفاق يخرج الشعب الافغاني من هذه الدوامة. اننا دائماً نأمل بالخير ونستبعد التطلع الى افغانستان ممزقة. ان في الدروس التي نقرأها عن النزاعات الاهلية في دول كثيرة عبراً يجب الاستفادة منها.
* هل تتوقعون انتشار هذه الحرب الاهلية الى خارج حدود افغانستان، بمعنى آخر هل تأخذون في الاعتبار امتدادها الى باكستان بحكم الحدود المشتركة التي تربطكم بأفغانستان، اذا لم يتم حل الازمة؟
- لا أريد الدخول في هكذا توقعات. ان اقصى ما نتوقعه في هذا المضمار هو لجوء اعداد اخرى من اللاجئين الافغان الى بلادنا. وأملنا ان يتم وضع حد لمأساة الموجودين اصلاً عندنا كنتيجة للحرب التي استمرت 14 عاماً وحصدت حوالي مليوني شخص وهجرت خمسة ملايين آخرين.
* ماذا بامكان الدول المجاورة لأفغانستان، مثل باكستان وايران وغيرهما، عمله في هذا الشأن؟
- اننا على اتصال دائم مع حكومتي ايران والمملكة العربية السعودية ونتشاور في قضايا كثيرة لها علاقة بالتطورات الحاصلة في افغانستان. لقد سعدنا باتفاق او اعلان كل الدول المحيطة بأفغانستان مثل الصين والهند وايران عن حرصها على وحدة افغانستان.
* ما هو شكل وطبيعة الاتصالات الدائرة مع ايران بهذا الخصوص؟
- اتصالات على كل المستويات، وهناك ممثل على مستوى عال للحكومة الايرانية في باكستان، اضافة الى الاتصالات عبر القنوات الديبلوماسية. لقد سبق لي والتقيت الرئيس هاشمي رفسنجاني قبل اشهر عدة وكانت لنا وجهات نظر متطابقة بشأن وحدة افغانستان.
ان كل الدول المحيطة بأفغانستان ابدت حرصها على ثلاثة امور اساسية تتعلق بأفغانستان.
- الأول، ألا يكون هناك المزيد من سفك الدماء.
- الثاني، ان يتم انتقال السلطة بشكل سلمي.
- الثالث، الاجماع على عدم تمزيق افغانستان وتفتيت وحدتها وعدم المس بسيادتها واستقلالها وضمن هذه المعطيات اعتقد ان بامكاننا ايجاد الحل المنشود.
* طالب الرئيس الايراني هاشمي رفسنجاني بعض الدول من دون ان يسميها بعدم التدخل في الشؤون الافغانية، وقال ان هناك "ايدي شريرة" كيف تنظر الى مطالبته هذه؟
- انها مطالبة منطقية وواقعية، وما يعنيه هو ان على الآخرين الا يستغلوا الواقع الذي تعيشه افغانستان، سواء لجهة وجود فراغ في السلطة او ما شابه ذلك. ان مخاوفه هذه اعربت عنها دول كثيرة، منها باكستان وروسيا والصين والمملكة العربية السعودية والجمهوريات المستقلة حديثاً في آسيا الوسطى. واذا كان هناك من يريد اثارة القلاقل، فيجب اخذ مثل هذا الاحتمال في الاعتبار.
* وما هي الاتصالات التي تجرونها مع المملكة العربية السعودية في شأن ازمة افغانستان؟
- اننا على اتصال وتنسيق دائم مع المملكة العربية السعودية وذلك بسبب الدعم المعنوي والمادي الذي قدمته المملكة على مدى السنوات الماضية للمجاهدين الافغان، ما خفف كثيراً من محنة الشعب الافغاني.
* على اي مستوى تتم هذه الاتصالات؟
- لقد زارنا مؤخراً الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وكذلك زارنا مسؤولون آخرون. وقمت انا شخصياً بزيارة المملكة العربية السعودية لأداء العمرة الشهر الماضي. والتقيت بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز. ان الاتصالات متواصلة. لقد وجه الملك فهد نداء الى المجاهدين دعاهم فيه الى التعاون، وآمل ان يزف الشعب الافغاني البشرى لشعوب العالم الاسلامي بأن وحدته تحققت وانه نجح في اجتياز الصعوبات.
* بعض التقارير الاعلامية تحدثت عن وجود قوات من الحرس الثوري الايراني داخل الاراضي الافغانية الى جانب بعض تنظيمات المجاهدين، هل لديكم ما يدعم مثل هذه الاقوال؟
- هذه انباء غير صحيحة. ولقد اعلن المسؤولون الايرانيون عدم صحتها كما اكدوا حرصهم على المحافظة على سيادة ووحدة اراضي افغانستان.
* تربطكم بالجمهوريات الاسلامية المستقلة حديثاً في آسيا الوسطى علاقات جيدة، ما الذي يمكن ان تقدمه باكستان لمساعدة هذه الدول على مواجهة الازمة الاقتصادية التي تمر بها؟
- لقد تم تبادل الزيارات بين مسؤولين في هذه الدول وباكستان وأبرمنا اتفاقيات تفسح المجال في مساعدة هذه الدول المستقلة حديثاً على تسويق انتاجها في الخارج. فبموجب الاتفاق الذي عقدناه سوف تتمكن هذه الدول من استيراد بضائع من باكستان على ان نقوم نحن بأخذ مواد خاماً مقابلها وبضائع نسوقها في الخارج على اساس انها بضائع ومواد خام باكستانية. لقد انشأنا صناديق تمويل. وعلى رغم ان امكانياتنا الاقتصادية والمادية محدودة، فإننا نسعى الى تأمين الخبرات الفنية اللازمة لهذه الدول بما يساعدها على تشغيل مصانعها.
اعادة اللاجئين
* ما هي الاجراءات التي تنوون اتخاذها لاعادة ملايين من اللاجئين الافغان الى بلادهم؟
- ان هذه العملية بحاجة الى تنظيم وجهود تقوم بها الاجهزة الباكستانية المختلفة بالتعاون مع الصليب الاحمر الدولي والهلال الاحمر الباكستاني. نأمل ان تسير الامور بشكل طبيعي، ويتم تأمين الاجواء المناسبة بما يؤمن عودة اللاجئين الى ديارهم بصورة مشرفة، اننا لن نجبرهم على الرحيل على اعتبار ان بلادنا مفتوحة امام الاخوة الافغان.
* كم تتوقع ان تستغرق مدة الاعداد لعملية الرحيل؟
- نأمل ان تتم خلال اشهر.
* هل ستقدم باكستان المساعدة لاعمار افغانستان؟
- على رغم امكاناتنا المحدودة سنقوم بتأدية واجباتنا تجاه بلد مجاور وشعب مسلم.
البرنامج النووي
* يتردد من حين الى آخر الحديث عن ضرورة تدمير باكستان لمفاعلها النووي بسبب استعماله للأغراض العسكرية، هل هناك ضغوط تتعرضون لها للتخلي عن برنامجكم النووي؟
- اريد توضيح امر مهم وهو ان البرنامج النووي الباكستاني يستعمل لتوفير الطاقة وللأغراض التكنولوجية والعلمية وليس للاغراض العسكرية. لقد اقترحت بلادي عقد مؤتمر يضم خمس دول معنية بالموضوع وهي باكستان والهند والولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا. وقد لقي هذا الاقتراح ترحيباً من كل الدول باستثناء الهند. ان باكستان دولة ذات سيادة، ولن تسمح لدول اخرى بالتدخل في شؤونها ما دمنا نؤكد التزامنا بالمواثيق والاعراف الدولية في ما يتعلق ببرنامجنا النووي.
* هل يعني ان التوتر في العلاقات بين الهند وباكستان لا يزال قائماً؟
- بالطبع، فهناك قضية كشمير، حيث يعاني شعب مسلم من الظلم وحيث يسقط الضحايا يومياً من دون سبب. ان الهند مطالبة باعطاء الشعب الكشميري الحق في تقرير مصيره.
* هل يعني كلامك ان هناك توتراً على الحدود بين البلدين؟
- ليس سراً القول اننا منعنا في الشهرين الماضيين مسيرة كانت تهدف الى عبور الحدود مع الهند، ومع ان هذا القرار كان قاسياً بحق اخوة لنا، الا اننا اتخذناه لنظهر احترامنا لتعهداتنا، ولكنني ارى ان من واجب حكومة الهند ان تتخلى عن كشمير وتفسح المجال لسكانها بحق تقرير مصيرهم.
* وهل تجرون اتصالاً مع الهند بهذا الخصوص؟
- لقد تم عقد لقاءين بيني وبين رئيس الوزراء الهندي خلال الاشهر الستة الماضية، ومع ذلك لم يتم احراز تقدم. اننا نقوم بإيفاد مبعوثين الى عواصم الدول المهمة لحثها على الضغط على الهند بهذا الخصوص. ان على حكومة الهند اتخاذ موقف اخلاقي وانساني بحق كشمير وسكانها، لأن من شأن اتخاذ هذا الموقف هو تجنب سفك الدماء وتعزيز الاستقرار في ذلك الجزء من العالم.
* ترددت مؤخراً انباء تقول ان جماعات دينية من العالم العربي تتخذ من وجود فصائل المجاهدين الافغان في باكستان فرصة لاجراء تدريبات على استعمال الاسلحة ثم تعود الى بلدانها للقيام بنشاطات مناهضة لأنظمة الحكم فيها، وان مصر ودولاً عربية اخرى طلبت من باكستان وضع حد لنشاط هذه الجماعات. ما صحة هذه الانباء؟
- هناك شيء من الصحة في هذه الانباء، اذ ان بعض افراد هذه الجماعات التي وصلت الى بلادنا بعد حصولها على تأشيرات دخول لم يغادروا باكستان على رغم انتهاء المدة المصرّح لهم بالاقامة فيها. اننا نتابع هذه القضايا، ولن نسمح لأي شخص بمخالفة القوانين والاجراءات التي نطبقها بشأن اقامة الاجانب في بلادنا. اننا نتعاون مع الدول الاسلامية الشقيقة، وعلى الاخص الدول العربية، من اجل عدم حدوث ما يهدد انتقال السلطة في افغانستان بشكل سلمي، وعدم قيام اي من هذه المجموعات بنشاط معاد لحكومات بلدانها من خلال استعمال اراضينا.
وزير خارجية باكستان ل "الوسط": لا اتصالات مع اسرائيل
نفى وزير خارجية باكستان شهريار محمد خان، في حوار خاص مع "الوسط"، وجود أية اتصالات بين بلده واسرائيل لانشاء علاقات ديبلوماسية بينهما. وفي ما يأتي الحوار مع الوزير الباكستاني:
* هل هناك اتصالات بينكم وبين الحكومة الاسرائيلية لتبادل العلاقات الديبلوماسية مع اسرائيل؟
- لا صحة على الاطلاق لهذه الانباء. لا اعرف كيف فبركت وسائل الاعلام هذه الاخبار. اريد ان اؤكد لك بشكل قاطع انه لا توجد اتصالات مباشرة او غير مباشرة بين باكستان والدولة اليهودية.
* هل هناك تغير في موقفكم من اسرائيل في ضوء مفاوضات السلام العربية - الاسرائيلية؟
- لا تغير في موقفنا من اسرائيل والذي يستند على ضرورة قيامها بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة واعطاء الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره.
ان موقفنا من عملية السلام ينبع من حرصنا على ان يحصل اخوتنا الفلسطينيون على حقهم في العيش بكرامة على ارضهم وبالشكل الذي طرحته قرارات الامم المتحدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.