سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زعيم الحزب الإسلامي يتحدث عن خمس نقاط لحل المشكلة الأفغانية . حكمتيار ل "الحياة" : لا معسكرات ل "القاعدة" في أفغانستان ونضمن أن لا يستخدموا أراضينا بعد انسحاب القوات الأجنبية
الأوضاع المتقلبة في أفغانستان والحديث المتزايد عن حوار بين المعارضة المسلحة والحكومة الأفغانية بموافقة القوات الأميركية وقوات الناتو وراء تعدد الأسئلة حول مستقبل أفغانستان. وما إن عقدت جلسته الأولى سراً من دون إعلان هوية المجتمعين حتى سارع من استبشر خيراً القوات الأميركية إلى التقليل من أهميته. وكان لبيان حركة طالبان الصريح برفض المفاوضات والتهديد غير المباشر لكل من ادعى أنه مثّل طالبان فيها وقع الصاعقة على من عوّلوا على المفاوضات وإمكان تليين موقف طالبان منها، غير أن جميع الأطراف كانت تنظر إلى كل الاتجاهات لتقوية مراكزها، وكل طرف يحاول أن يوجد اختراقاً في صفوف الآخر. لذا تطلعت الأنظار إلى الحزب الإسلامي بزعامة رئيس الوزراء الأفغاني السابق قلب الدين حكمتيار الذي يخوض مواجهات مسلحة مع القوات الغربية لكن له في الوقت نفسه حضور في العاصمة كابول وفي برلمانها وحكومتها، وله ممثلون في عدد من الدول الغربية أهمها أميركا!! وفيما هو يشارك"طالبان"القتال لإخراج القوات الأجنبية من أفغانستان، يشاطر الفصائل الأخرى التخوف من"طالبان"وإمكان عودتها إلى الحكم بما تعنيه من إلغاء لدور الأحزاب والقيادات السياسية الأفغانية السابقة. "الحياة"تمكنت من إيصال أسئلتها حول مجمل الوضع الأفغاني إلى قلب الدين حكمتيار زعيم الحزب الإسلامي، الذي أرسل من مخبئه في داخل أفغانستان بنص الإجابات مصوراً على شريط تلفزيوني وخطياً لكي تكون موثقة، ولا تراجع عنها. ونشير هنا إلى أن الإجابات المكتوبة والمصورة تلفزيونياً وهي واحدة كانت بلغة البشتون الأفغانية وتمت ترجمتها بالتعاون مع شخص أفغاني موضع ثقة المهندس قلب الدين حكمتيار من الناحية المهنية والسياسية، وهنا نص المقابلة: عقدت أخيراً انتخابات نيابية أفغانية وكنتم سابقاً تطالبون بإجراء مثل هذه الانتخابات، كما شارك فيها العديد ممن ينتمون الى الحزب الإسلامي. هل تشكل هذه الانتخابات خطوة على طريق الحل؟ - نحن لم نطلب من حكومة كرزاي الانتخابات، ولم نسأل ذلك من الحكومة السابقة. لدينا رأينا حول حكومة كرزاي كما كان لنا رأي آخر حول الحكومات السابقة فهم متشابهون. هذه الحكومات فرضت على الشعب الأفغاني، ولا تتمتع هذه بأي شرعية مطلقاً، ولا قدرة لها على حل المشاكل في البلاد. ما قلناه بالامس حول حل قضية أفغانستان نكرره اليوم، وهو أننا نريد مغادرة القوات الأجنبية لأفغانستان بالكامل. الأفغان يجب أن يعطوا فرصة تقرير مستقبلهم بأنفسهم. وهم من يجب أن يختاروا النظام الذي يرونه وينتخبوا قياداتهم. التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لأفغانستان يجب أن يتوقف، وكل القوى الإسلامية الأفغانية يجب أن تتفق على عدم الانقلاب والتآمر للوصول إلى السلطة، وأن لا تطلب السلاح والمال من الخارج. وعلى القوى الإسلامية الأفغانية أن تسعى من أجل القيادة الصالحة التي هي في مصلحة الشعب، والقيادةپأو القادة عليهم، أن يقبلوا ما يقرره الشعب الأفغاني. نحن لن نقبل أي انتخابات تعقد في ظل وجود القوات الأجنبية، ولم نقبل سابقاً بمثل هذه الانتخابات فلا شرعية لها ولن تكون حلاً للمشاكل الأفغانية. نحن في الحزب الإسلامي لا نؤيد انتخابات على النهج البريطاني أو الأميركي، وسنجري انتخاباتنا تحت ظل الشريعة الإسلامية وبعد خروج القوات الأجنبية من أفغانستان وحين يتمكن الشعب الأفغاني من تقرير مستقبله بنفسه. الحزب الإسلامي رسمياً اعلن وبوضوح رفضه الانتخابات وأن المجاهدين لن يشاركوا في مثل هذه المسرحية التي لن تحل مشاكل شعبنا، كما أنها لن تفرز برلماناً صالحاً لتمثيل الشعب الأفغاني. تحت حكم الأميركيين فإن الذين يصلون إلى البرلمان هم من يريدهم الأميركيون فقط، لأنهم سيشرعون الاحتلال الأميركي والوجود الأجنبي الذي أهان أفغانستان. كيف يشارك أعضاء في الحزب الإسلامي في الانتخابات البرلمانية ويعارض قائد الحزب الإسلامي الدخول في النظام مواصلاً المقاومة المسلحة ؟ - عدد محدود من أعضاء الحزب الإسلامي شارك في الانتخابات، وذلك بسبب الضغوط المتزايدة عليهم. الحزب الإسلامي بدأ المقاومة المسلحة التي ستستمر حتى خروج كل القوات المحتلة من أفغانستان، والشعب الأفغاني يقيم حكومته الإسلامية باستقلالية تامة. أجرى مندوبون من الحزب الإسلامي محادثات مع حكومة حميد كرزاي وقدموا مطالب كرؤية للحل. هل ترون إمكانية للحل عن طريق التفاوض مع حكومة كرزاي؟ ولماذا لم تكونوا ترونه سابقاً مع حكومة نجيب الله؟ وما الفارق بين الأمرين؟ - نحن قدمنا خطة مفصلة لحل الأزمة الأفغانيةپ لكل الأطراف، والكثيرون رأوا في خطة الحزب الإسلامي أنها الأفضل لحل المشكلة الأفغانية وقالوا إنها سهلة التطبيق للخروج بحل مناسب للأزمة. لكن العنجهية الأميركية ومسؤولي واشنطن عارضوا الخطة وقالوا إن الوقت غير مناسب للحوار. هم يريدون إرسال المزيد من القوات لزيادة العنف والقتل في أفغانستان، والأميركيون يقولون إنهم سيبدأون التفاوض بعد إضعاف المجاهدين وإنهاكهم. حتى تتمكن واشنطن من فرض شروطها على المجاهدين. الأميركيون أمروا حكومة كابول وموظفيها ألا يقبلوا بخطة الحزب الإسلامي للحل. نحن أرسلنا في السابق خطة للدكتور نجيب الله لكنه في البداية لم يقبل خطتنا، وفي النهاية وافق عليها حين لم تكن لديه صلاحية للقيام بأي عمل، وكان عليه مواجهة انقلاب عسكري من رفاقه في السلاح والحزب والاستخبارات الروسية بما أجبره على ترك الرئاسة واللجوء إلى مبنى الأممالمتحدة في كابول. أميركا والأممالمتحدة تضعانكم في خانة واحدة أنتم وطالبان كحلفاء للقاعدة. كيف تنظرون أنتم إلى طالبان و"القاعدة"، وما هو مدى العلاقة معهما؟ - أميركا وحلفاؤها برروا هجومهم على أفغانستان بسبب مجاهدي"القاعدة"وطالبان، ويريدون إبلاغ العالم أن عليهم معاقبة"القاعدة"وكذلك طالبان لوقوفها مع"القاعدة". هذا هو السبب في غزوهم لأفغانستان وبدئهم الحرب. لكن الوضع هو أنهم شنوا الحرب على الشعب الأفغاني كله. الآلاف من الأبرياء والمدنيين قتلوا في هذا العدوان على شعبنا. ليس لدينا اي اتصال أو اتفاق مع"القاعدة"و"طالبان"لكننا نؤيد كل شخص يقاوم الاحتلال الأجنبي ويسعى للخلاص من المستعمرين.پ هناك أخبار عن ترك العديد من كوادر الحزب الإسلامي صفوفهم وانضمامهم للحكومة الحالية في كابول وذلك لعدم رغبتهم في الاستمرار في القتال، بينما هناك عدد آخر ينسحبون من الحزب بسبب تفاوضكم مع الحكومة. ما مدى صحة هذه الأخبار وما مدى تأثيرها عليكم؟ - هذه ادعاءات غير صحيحة ولا أساس لها.پهناك قلة من الحزب الإسلامي في الحكومة الأفغانية مقارنة بنسبة ما لدى الأحزاب الأخرى في هذه الحكومة. بعض من كانوا في الحزب الإسلامي سابقاً انضموا للحكومة بسبب بعض ما يتعرضون له. إنهم لا يمثلون الحزب الإسلامي ولا يوالون مبادئه. أن الذين استسلموا للمحتلين وصاروا جزءاً من حكومة غير إسلامية لا يحترمون الحزب الإسلامي ولم يعودوا في الحزب ولا يمثلونه. خطة الحزب الإسلامي قدمت أفضل حل للمشكلة الأفغانية والكثير من الأفغان أيدوها. هذه الخطة أبطلت الدعاية المعادية التي تقول إن المجاهدين ليسوا على استعداد للحوار. خطتنا أقرت أن المجاهدين لا يصرون على الحرب والقتال لكنهم مستعدون للمصالحة والحوار والتفاهم.پ توضيع العلاقة مع طالبان تحدثت أنباء عن هجمات ومعارك بين مسلحي طالبان ومسلحي الحزب الإسلامي في مناطق أفغانية. ما حقيقة هذه الاشتباكات؟ ألا تنذر بوقوع حرب أهلية مجدداً في حال انسحاب الأميركي والأجنبي من أفغانستان؟ - نعم، في بغلان ووردك، ميدان، غزني، لوغر، ننجرهار، كابيسا، هناك مسلحون يدعون أنهم من طالبان، لكنهم في الحقيقة ليسوا كذلك، ولهم صلات سرية مع حكومة كابول. هؤلاء المسلحون هم الذين هاجموا مواقع لمجاهدي الحزب الإسلامي بأوامر من الاستخبارات الأفغانية الحكومية. وهذه الهجمات تم شنها منذ عام، وأبلغنا نحن مجاهدينا أن يتعاملوا مع كل المجاهدين علىأنهم إخوانهم ولا يقاتلونهم ويركزوا على العدو الحقيقي، وعلى دعوة كل المجاهدين إلى إطار واحد لمقاتلة العدو الحقيقي. وإن تمت مهاجمتهم عليهم الدفاع عن أنفسهم بشراسة وتلقين المعتدين درساً قاسياً. ليست لدينا أي مشكلة مع الطالبان المخلصين، إنهم أخواننا، لكن، هناك بعض العناصر التي دخلت صفوف طالبان، وكانت سابقا قاتلت ضد الحزب الإسلامي. إنهم يحاولون الآن إقناع طالبان بالقتال ضد الحزب الإسلامي. ويحاولون خوض معارك مع مجاهدينا. هناك عناصر تحاول الإفساد بين المجاهدين. نحن دعونا كافة المجاهدين والقوى الإسلامية والشخصيات الإسلامية والمؤثرة للوحدة والعمل على إخراج أفغانستان من كل ما تعاني من مشاكل. لقد دعوناهم أيضا لتقرير مستقبل أفغانستان، ونحن مستعدون للعمل والحوار حول هذه القضايا مع كل الفصائل والجماعات، ومستعدون للوقوف ضد الذين يحاولون الوصول إلى السلطة عبر الاموال والأسلحة التي يتلقونها من الخارج. إن كانت القوى الأخرى مستعدة لمثل هذا فنحن يمكننا تجنب اي اقتتال داخلي مستقبلاً. نحن لا نقول إنه بعد الانسحاب الأجنبي من أفغانستان سيتوقف التدخل الأجنبي، لكن جيراننا، والروس والهند وأميركا، سيواصلون التدخل في شؤون أفغانستان الداخلية وسيحاولون تكرار الحرب الأهلية السابقة. القوى الإقليمية والدولية التي ربطت مصالحها بالحرب الداخلية في أفغانستان ستعمل كما عملت في الماضي على تأييد بعض القوى مالياً وعسكرياً لمواصلة الحرب. لكن الحقيقة أن هذه الدول ليست في وضع يمكنها من مواصلة سياساتها السابقة في التدخل. إيرانوباكستان تواجهان مشاكل داخلية عويصة، والتحالف السابق بين طهرانوموسكو لم يعد قائماً كما كان والعلاقات بينهما ليست جيدة كثيراً. تحالف الشمال أيضاً انهار والأميركيون وحلفاؤهم سيواجهون مشاكل كما واجهها السوفيات بعد انسحابهم سابقاً، لذا لن يقوموا بأي عمل كالذي قاموا به بعد الحادي عشر من أيلول سبتمبر، ولن يقوموا كذلك بما قاموا به بعد الانسحاب السوفياتي من أفغانستان. الأميركيون شكلوا تحالف الشمال بالتعاون مع موسكو لمنع إقامة المجاهدين حكومة إسلامية،"القاعدة"وطالبان باكستان ليسوا في وضع يمكنهم من دعم طالبان أفغانستان كما في السابق. وبناء على هذه الحقائق يمكنني القول إن شاء الله. لن يكون هناك تكرار للحرب الأهلية والمأساة السابقة. هل هناك محاولات أميركية أو غربية للحوار والتواصل معكم، وما هي الأمور التي عرضت عليكم؟ - هذه المحاولات بذلت قبل الحادي عشر من أيلول سبتمبر وبعده، وحتى اليوم وعلى مستويات مختلفة. نحن أوضحنا لهم موقفنا ورأينا. مندوب الحزب الإسلامي في أميركا السيد داود عابدي يقول إنه على تواصل مع كبار المسؤولين الأميركيين ومنهم هولبروك. ما مدى صحة هذه الأقوال ومدى صحة تمثيله للحزب وفي أميركا؟ - داود عابدي وبالنيابة عن الحزب الإسلامي اتصل بالأميركيين وأوضح لهم موقف الحزب الإسلامي ورأيه. أعربتم عن الاستعداد للحوار مع الحكومة الحالية في كابول، فعلى أي أساس تريدون مثل هذا الحوار، وهل تعتقدون أن الحكومة يمكنها ضمان أي اتفاق في ظل الوضع الحالي؟ - لم يكن هناك أي حوار رسمي مع الحكومة الأفغانية وإنما كان هناك تبادل للرسائل عبر شخصيات. المحادثات الرسمية إلى جانب الحوار مع الجماعات الأفغانية عقدت أخيراً مع وفد الحزب الإسلامي الذي زار كابول ووزع خطة الحزب الإسلامي على كل الأطراف. كيف تنظرون إلى السياسة الأميركية تجاه أفغانستان، وإلى متى يمكن أن يظل الأميركيون هنا؟ وكيف يمكن التوصل إلى حل ينهي الصراع في أفغانستان؟ - البيت الابيض من جهة تحت ضغط من الشارع الأميركي الذي يرى الحرب غير مجدية وتسببت في خسائر اقتصادية ومالية وقتل للأميركيين، وأفادت هذه الحرب من وجهة نظر الشارع الأميركي كلاً من روسياوإيران. وهناك من جهة أخرى فإن الإدارة الأميركية تحت ضغط من القوى والجنرالات وتجار السلاح الذين كسبوا بلايين الدولارات عبر الحروب، وستتضح الأمور في تموز يوليو المقبل، حين، يوضح البيت الأبيضپلأي صوت سيسمع وأي سياسة يتبع. الأميركيون خسروا هذه الحرب. إنها الحقيقة وليس لهم إلا الخروج من أفغانستان. كان الحزب الإسلامي من الجماعات الأفغانية المجاهدة التي دعت إلى مساندة إسلامية، فهل للحزب أي دور في استقطاب المقاتلين الأجانب حالياً؟ - نحن نقدم الشكر لكل المجاهدين المخلصين الذين وقفوا مع الشعب الأفغاني في جهاده وقدموا التضحيات الجسام. ولكن، الآن، الأفغان لا يحتاجون مقاتلين اجانب. نحن نعتقد أن علينا وضع خطة مقاومة من دون أي دعم بشري خارجي. نرغب من هؤلاء المجاهدين ان يتوجهوا إلى العراق وفلسطين. الأميركين يشيرون دائماً إلى أنهم دعموا الجهاد الأفغاني ضد الاحتلال السوفياتي وأن حزبكم تلقى النصيب الأكبر من هذا الدعم من خلال الاستخبارات الباكستانية وهو ما يؤكده باكستانيون وأفغان. ما حقيقة هذا الادعاء وما هي طبيعة العلاقة حالياً مع باكستان؟ - الأميركيون أرادوا الانتقام من السوفيات بسبب هزيمتهم في فيتنام، وفي أفغانستان حققوا هذا الهدف عبر المقاومة الأفغانية. لكن المقاومة المسلحة كانت لها قواعدها الإسلامية وهذه المقاومة بدأت باسم الجهاد الإسلامي. لذا فإن الأميركيين خافوا من تشكيل المجاهدين حكومة إسلامية. الأميركيون دعموا المقاومة ولكن، من جانب آخر، شكلوا جماعات حاولوا عبرها وقف تشكيل حكومة إسلامية وإحباط نتائج المجاهدين والجهاد بشكل عام. تعلمون أن الحزب الإسلامي بدأ الجهاد ضد الشيوعيين والسوفيات، وحين بدأ الجهاد لم يكن هناك أي فصيل آخر معنا. هذه الفصائل جاءت بسبب المؤامرات الأميركية الدنيئة خارج أفغانستان. يمكنكم اليوم رؤية كل الأحزاب التي شكلت في إيرانوباكستان تقف اليوم مع أميركا وتقاتل ضد المجاهدين في أفغانستان وتحت إمرة الأميركيين. باكستان ليست لها سياسة دائمة حول أفغانستان. هي تتبع مباشرة ما يريد الأميركيون. ليس لدينا اي اتصال مع الحكومة الباكستانية منذ عشرين عاما، لا على مستوى عال ولا على مستوى منخفض. هناك دعوات للحل السلمي شريطة إخراج المقاتلين الأجانب من أفغانستان. ما موقفكم من هؤلاء المقاتلين حالياً وهل يمكن أن يتعاون الحزب في إخراجهم لو توصلتم إلى حل سلمي؟ - هذه الأقوال لا صحة لها وادعاءات باطلة مجافية للحقيقة. لا توجد معسكرات للقاعدة أو مقاتلين للقاعدة في أفغانستان حاليا. الغرب يعترف الآن أن مقاتلي"القاعدة"أقل من مئة شخص في كل المنطقة. هل هذا يبرر إرسال مئة وخمسين ألفاً من القوات المدججة بالسلاح لمواجهة مئة مقاتل من"القاعدة"؟ وهم يقاتلون منذ تسع سنوات. الغرب يقول إنه بعد تسع سنوات من الحرب المتواصلة لم يحقق أهدافه. قتلوا مئة وعشرة آلاف مواطن أفغاني بريء خلال تسع سنوات. إنهم يقصفون يومياً القرى والمساجد والمدارس والمنازل والأعراس والجنازات، إن كان هناك حل فيقتضي خروج القوات الاجنبية مقابل عدم السماح باستخدام"القاعدة"الأراضي الأفغانية ضد مصالح الدول الاخرى، وأعتقد جازماً أن طالبان و"القاعدة"سيوافقون على ذلك، والمجاهدون مستعدون لإعطاء ضمانات بعدم استخدام أفغانستان ضد مصالح الدول الاخرى. وفي المقابل ألا تتدخل الدول الاخرى في شؤون أفغانستان. في حال انسحبت القوات الأجنبية من أفغانستان وطالبت دول، غربية أو عربية بتسليمها المقاتلين الأجانب. كيف تنظرون إلى مثل هذه المطالب وهل أنتم مستعدون للتعاون وفق القانون الدولي حيال هذه المسألة؟ - إن أرادت القوات الأجنبية من أي حكومة في كابول اعتقال اعداء الغرب وتسليمهم له، فإن الغرب حصل على مثل هذا من كابول وإسلام أباد ولكن هذا لم يفد، بل أرسلوا مئة وخمسين ألفاً من الجنود المدججين بالسلاح إلى المنطقة، يقصفون ويقتلون في كل من باكستانوأفغانستان ويدمرون الحياة لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم. فكيف يمكنهم وضع مثل هذا الشرط؟ وكيف يريدون من الأفغان تسليم أعداء أميركا لأميركا؟ لماذا فشلت جهودكم التي تحدثتم عنها سابقاً في إيجاد جبهة موسعة للمقاومة، مع طالبان وغيرها؟ وما موقفكم من قيادة طالبان وسياستها؟ وهل يمكن التوصل إلى تفاهم يقضي على أي فرص للحرب الأهلية؟ - حاولنا سابقاً ولا زلنا نحاول مع كل المجاهدين والقوى الإسلامية والشخصيات المؤثرة للتوصل إلى جبهة عريضة، وعلى الجميع المشاركة في خططهم وتفكيرهم وأدائهم ضمن موقف موحد للخروج بحل مناسب للمشكلة الحالية. وحول المقاومة ومستقبل أفغانستان. مستعدون للحوار مع كل الفصائل الأفغانية، ونحن نفضل أن نقف ضد الذين يحاولون الوصول إلى السلطة عبر المال والسلاح من الخارج. إن وافقت الفصائل الاخرى وكانت مستعدة فنحن يمكننا تفادي اقتتال داخلي. كرزاي أعلن عن مجلس وطني للمصالحة يضم عدداً من قادة الجماعات الجهادية السابقة. هل تواصل هذا المجلس معكم، وما موقفكم منه، وكيف تنظرون إلى هذه الخطوة؟ - الحكومة الأفغانية واقعة تحت ضغط الشعب والانتقاد الواسع بأنها لا تتخذ خطوات لإنهاء الحرب الأفغانية. هذا المجلس ليس رداً على الانتقادات والضغط الشعبي، فلا صلاحية له ولا قدرة على بحث الأسباب الحقيقية للحرب الدائرة حالياً. تشكيلة المجلس لا تحظى بثقة وتأييد الجماعات الأفغانية، والكثيرون من أعضائه هم من الوجوه التي أيدت الاحتلال الأميركي، سبق أن تحركوا تحت قيادة الأميركيين وطالبوهم بقصف القرى الأفغانية وإرسال المزيد من القوات والبقاء فترة أطول في أفغانستان. خمس نقاط لحل المشكلة هناك أقوال تتردد بأنكم والملا عمر وأسامة بن لادن تترددون على باكستان وتقيمون فيها أحيانا. كيف تنظرون إلى مثل هذه الأقوال؟ - هذا ادعاء من أجل تبرير القصف الأميركي لمناطق القبائل الباكستانية، لو أن الأميركيين كانت لديهم معلومات عن أماكن وجودنا فهم، بلا تردد، سيدمرون تلك المناطق. ولو كنا في المناطق القبلية فمن يمكنه منع الأميركيين من القيام بحملة واسعة ضدنا ؟ باكستان لديها ثمانون ألف جندي هناك والآلاف من مخبري"السي اي ايه"الذين يجمعون المعلومات عن المنطقة ليلاً ونهاراً.پوالطائرات من دون طيار تواصل تحليقها ليلاً ونهاراً وكل يوم تقريبا تقصف المنازل المدنية ولم ينجحوا حتى الآن في معرفة مكان وجودنا. هل للحزب الإسلامي علاقة بالعمليات الاستشهادية أو الانتحارية في أفغانستان، وما موقفه منها ومن القوات الحكومية أولاً وقوات الناتو والقوات الاجنبية ثانياً؟ - الذين يقومون بالعمليات الاستشهادية لوجه الله تعالى ضد أعداء الدين، هم مع الشهداء في عليين، ونعتقد أن أجرهم أفضل من الشهداء العاديين. فقط الحكومة والمفتون الذين باعوا دينهم هم الذين يصفون العمليات الاستشهادية ضد الأعداء بأنها غير إسلامية. أي عالم حقيقي لن يصدر فتوى خاطئة حول هذه العمليات. أريد أن أوضح أيضا أن الأسوأ من هؤلاء المفتين هم من يفتون ويقودون الشبان للقيام بعمليات انتحارية في المساجد ويقتلون فيها الأبرياء. فهؤلاء يضلون الناس وهم أشد فساداً من المفتين الرسميين الذين يحاربون العمليات الاستشهادية ضد الكافرين والمحتلين. لا يوجد مؤمن ولا مجاهد يمكنه إصدار فتوى تسمح باستباحة المساجد وقتل روادها الأبرياء، قتل هؤلاء المصلين ليس عملا سهلا،پوحدهم الملحدون واللادينيون هم الذين يمكنهم تبرير ذلك وعمله. نحن نريد أن نبلغ كل مجاهدينا أن المساجد لله، واحترام المساجد كبيت للعبادة واجب على كل إنسان. إن كان بوش وبريجنيف ونتانياهو وهم أئمة الكفر دخلوا مسجداً وهم على كفرهم فإننا لا نهاجم المسجد ولا نقتلهم داخل المسجد. فقط من ليس لديه إيمان ولا عقل هو الذي يهاجم المصلين وقت الصلاة ودروس التفسير في المساجد. هناك قوات أجنبية غير مقاتلة مثل التركية والألمانية. ما موقف الحزب الإسلامي منها؟ - التحالف مع المحتلينپوتأييدهم هو عمل ضد الأفغان. القوات الألمانية من ناحية تكتيكية منغمسة في الحرب، وهناك دول إسلامية عدة بشكل سريپ واستخباراتي تعين المحتلين في أفغانستان، بعضها علناً والآخر سراً. وهناك من يشارك بطرق أخرى، وهذا كله خيانة للأمة الإسلامية وللإيمان. في شريط سابق لكم قلتم إنكم مع المجاهدين العرب وإن معركتهم هي معركتكم، فهل لا زلتم على الخط نفسه أم أن هناك اختلافاً طرأ في الرؤى والسياسات؟ - في ذلك الوقت أسيء فهم كلمتي. أعلنت وقتها أننا نشكر كل المجاهدين العرب الذين أيدونا وقاتلوا إلى جانبنا ضد السوفيات. لقد قاتلوا معنا وقدموا التضحيات العظمى. نحن وأجيالنا القادمة لن ننسى تلك التضحيات. ونأمل من الله أن نتمكن من إعادة هذا الدين في رقابنا لهم والوقوف إلى جانبهم في حرب يقودونها بأنفسهم. وسنكون أنصارا لهم كما كانوا انصارا لنا. نحن كنا ولا زلنا على هذا الكلام. وهذا رأي كل أفغاني. الأفغان لا ينسون أبدا الإحسان من إخوانهم المسلمين. أولئك الأفغان الذين باعوا دينهم لا يعبرون عن مشاعر الأفغان الحقيقية حين قدموا الميداليات للقوات الروسية، والآن يقدمون ميداليات لقوات الاحتلال الأجنبي الملطخة أياديها بدماء الأفغان. كيف المخرج من الوضع الحالي في أفغانستان وهل من خطة شاملة أو مبادرة سياسية يمكن أن يقدمها الحزب الإسلامي؟ - في رأيي إن حل المشكلات الحالية هوپاتحاد كافة المجاهدين في جبهة عريضة موسعة، وهذه الجبهة يجب عليها إعلان تفاصيل حول المقاومة ومستقبل النظام في أفغانستان، ويجب أن تقدم حلاً شاملاً للمشكلة الحالية. والخطة يجب أن تتضمن النقاط التالية: الانسحاب الفوري للقوات الأجنبية ومن دون شروط. إعلان موعد محدد للانسحاب على أن يكون مقبولاً. تشكيل حكومة موقتة ليتم نقل السلطة إلى الحكومة القادمة. بعد الانسحاب الكامل تنظم انتخابات شفافة ونزيهة مطابقة للشريعة الإسلامية. كل الجماعات والأحزاب الإسلامية عليها أن توافق وتضمن عدم اللجوء للقتال للوصول إلى القوة. وأن لا يلجأوا إلى السلاح من أجل هذا الغرض، وأن لا يقبلوا أي دعم مالي وعسكري خارجي. قلب الدين حكمتيار ا ف ب الملا عمر اسامة بن لادن ا ف ب جنود أميركيون في افغانستان ا ف ب +